Sunday, December 31, 2017

نعم إنها سنة جديدة, 2018 مرحبا بك

           لم يتبقى سوى دقيقة واحدة فقط من أجل أن أصرخ عالياً ( عام جديد سعيد ) و بالتأكيد لن أصرخها بلغتنا العربية بل سأصرخها بكل لغات العالم و بأعلى ما أملك من صوت ذهبي.
          هكذا هي الحياة, لا شيء باقٍ فيها. فالكل فيها إلى رحيل و إلى زوال. و كما بدأنا النشأة منذ الطفولة, تنتهي بنا الحياة إلى الكهولة. عام تلو عام يجري كما تجري الرياح بنسيمها العليل و حلاوة روحها و أيضاً لا أنسى شدة غضبها في بعض الأحيان. فعندما أرى الرياح بمنظور الحياة, أستطيع أن أرى و بكل وضوح مدى التباين و الاختلاف في الموجات. فتارة موجة ريح عاتية و عالية و تارة موجة ريح خفيفة و جميلة تداعب وجوهنا البريئة.
          أما الشاطر فيها فهو من يخطط و يجتهد خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة من العام الماضي. و ذلك من خلال استبصار المستقبل و وضع الخطط اللازمة من أجل أن تسير حياته وفق منهجية رائعة و خطة موزونة و محكمة. و كذلك يحاول دراسة كافة الأخطاء التي حدثت في العام الماضي و وضع الحلول اللازمة و الجذرية لتفاديها و تجنبها و الابتعاد عنها قدر المستطاع. و من لم يستطع ذلك فأنا أرى أنه يحاول إعادة نفس السيناريو كل سنة و لا جديد مما يدفع به نحو الملل و عدم الاستمتاع بالحياة. 
          و حين أتحدث عن نفسي و العياذ بالله من التكبر, فإنني أعترف و بكل وضوح أن هناك مراحل مرت خلال الأعوام الماضية كانت مأساوية جداً بل أكثر من كارثية. و هناك مراحل انتشيت فيها نشوة الفرح و الانتصار و الإنجاز و تحقيق ما كنت أطمح له و ما كنت أخطط له مسبقاً. و من ذلك النجاح الكبير الذي حققته بصفتي الكاتب و ذلك من خلال إصدار روايتين عن عامي 2016 و عام 2017. و لازلت أطمح للمزيد من الإصدارات خلال الأعوام القادمة مع التمني من أعماق قلبي أن تحقق هذه الإصدارات التي أطلقتها, أصداء رائعة خلال العام القادم و الأعوام التي تليها بإذن الله.
          و لم أتوقف عند هذا الحد فقط بل بحثت عن النجاح و الإنجاز في أنشطة أخرى غير الكتابة. كالطبخ مثلاً. و السفر و الاستكشاف و المغامرة. و كلها و إن كانت مراحل مؤقتة من الحياة و ليست دائمة. لكن كانت بمثابة الدروس الرائعة و العظيمة. فمن خلالها التقيت بالناس و تعرفت على معادنهم و على أصولهم و على صفاتهم و على كل شيء جميل و قبيح فيهم. و أيضاً أطمح للمزيد خلال هذا العام القادم بإذن الله.
          دعوني أخبركم يا سادة, أن الشخص الناجح لن يقف عند درجة سلم واحدة. بل سوف يحاول القفز و ليس التسلق فقط رغبةً منه في معرفة المزيد و محاولة كشف ما هو غائب عن عينيه. فالإنسان بطبعه يحب أن يجرب و يستكشف كل ما هو غير مألوف بالنسبة له. و كذلك يحاول الوصول إلى أبعد نقطة تستطيع عينيه أن تراها. و لهذا فإنك سوف تجد أن الأشخاص الناجحين و الطموحين, يرغبون من أعماق قلوبهم أن يصلوا إلى قمم عالية لم يصل إليها البشر من قبل و أن تكون السماء هي أقصى حد يطمح الإنسان الناجح في الوصول إليه. 
         و لهذا فإن رسالتي لكل شخص يقرأ هذه المقالة القصيرة و الاستفتاحية بمناسبة العام الجديد, فإني أدعوه باسمي { #إبتسامة_قلم } أن يجرب ثم يجرب ثم يجرب حتى يصقل مواهبه و إبداعاته و أن لا يتوقف عند حد معين أو عند مستوى معين. بل يحاول أن يجعل أقصى طموحاته التي يرغب في أن يصل إليها هي أبعد قمة قد وصل إليها بشر من قبل. و لا أنسى أن أشجعكم على وضع خطط مناسبة من أجل قضاء هذه السنة الجديدة حتى نهايتها بإبداعات تفوق التصور و بإنجازات أقرب إلى المستحيل. 

و تمنياتي لكم دائماً بالتوفيق و النجاح و السلامة من كل شر 

محبكم
أحمد حسين فلمبان 
{ كاتب & محاسب }
#إبتسامة_قلم 

Friday, December 29, 2017

في عالم الصمت

          في عالم الصمت أتوه و تتوه معي حياتي, لا أعلم ماهو الزمان أو المكان بالتحديد لكن أشعر أنه الملاذ الآمن من هذه الكرة الأرضية المليئة بأشكال مختلفة من البشر. 
          في عالم الصمت أشعر أن روحي تعانق رأس جسدي و تريد الخروج و الخلاص مما تشاهده بشكل يومي. 
فظاعة في المنظر و بشاعة في المسمع و تشوه حقيقي لكل ما يدور من أمامي و عن يميني و عن يساري.
          حين أستيقظ كل صباح و لا أرى أي تنبيهات جديدة على هاتفي المحمول, أبدأ بأخذ تنهيدة عميقة ثم أستعيذ من ذاك الشيطان الرجيم الذي يريد أن يحول يومي إلى كابوس جديد مثلما جعل الأمس كابوساً معتماً و مظلماً بالكامل. 
          أبدأ من حيث يبدأ الجميع نهارهم بغسل الوجه و تنظيف الأسنان ثم التأمل لبرهة في ذلك الوجه العجوز الشاحب و الذي يعطي إشارة و دلالة عظيمة على هول المصيبة التي أنا مقدم عليها, ألا و هي التقدم في العمر. حين أرى ذلك الشعر الأبيض و هو يبدأ في التمدد في أرجاء مختلفة من وجهي و على مقدمة رأسي. أشعر أن الكون قد شارف على الانتهاء و أن مصيري هي أيام معدودة و سوف ينتهي ذلك العداد الذي بدأ قبل ثماني وعشرين عاماً. 
          و بعد الوقوف لما أسميه عادة "لحظة صمت حداداً على روحٍ بدأ الزمن في النهش منها", أذهب من أجل إعداد الإفطار وسط صمت عميق يدب أرجاء المنزل و لا أسمع خلالها صوت أحد من البشر. فمن المضحك يا سادة أن يستيقظ أحدهم على صوت أمه أو صوت أباه أو ربما صوت أخته و إذا كان شاباً في مقتبل الشباب و قد تزوج حديثاً فربما يستيقظ على إحدى الصوتين, إما صوت عذب قادم من جانبه الأيمن, يشعر حينها أنه تزوج ملاكاً و ليس بشراً من البشر أو صوت من جانبه الأيسر يشعره بعظم المسئولية التي يحملها و هي صفة الأب. 
          لكن بالنسبة لي فقد اعتدت منذ سنوات طويلة أن لا أسمع صوت أي بشر سوى ذلك الصوت الذي يهذي في رأسي و لا يتوقف عن الكلام. نعم, إنه صديقي الحنون و الحبوب و الرائع "ساري". و على الرغم من كل هذا إلا أن عالم الصمت و الهدوء أفضل بملايين السنين الضوئية من أن تسمع أصوات منافقة قد تظهر لك الجميل و تخفي عنك آلام و غدرات طعنة الظهر.
          فالمجنون منا من يشك دائماً بأن زوجته خائنة. أو أن أخته و العياذ بالله غير طاهرة أو أن أمه تدير عصابة من النساء غير الطاهرات. نعم, هذا الجنون. لكن الإنسان العاقل هو من يضع حسن الظن أمام كل شيء و يثق دائماً في زوجته أو أخته أو حتى جنته في الأرض "أمه".
         أنا لا أقول هذا الكلام اتهاماً في حق أحد. و لكن الأخبار التي أقرأها كل يوم في صحفنا المحلية و كذلك العالمية بأي لغة كانت هي من تشعل تلك الحرب الداخلية و التي تظل نارها لا تنطفئ لمليارات السنين.
         و لهذا فإن عالم الصمت عجيب جداً و مريح. ففيه ترتاح من أي حروب داخلية و منها تستقي أعذب النغمات و أروع الألحان من أجل سلام داخلي و هدوء عجيب بعيداً عن أي ضوضاء قد تعكر مزاجك.
         و بعد أن أتناول طعام الإفطار, أقوم بتقبيل نفسي أمام المرآة و أشكر الله عزوجل أن وهبني نعماً كثيرة و منها جمال الروح و جمال الشكل و لا مانع في أن أتغزل بنفسي قليلاً. فروحك تستحق أفضل هدية و تستحق دائما أفضل جائزة. فهي التي تبقى معك و ستظل معك سواء قبل موتك أو بعد موتك. 
         ثم أغادر إلى عملي المعتاد حتى يحين موعد العودة من العمل. لأقوم بتجهيز ذلك الحمام الدافئ و المنعش و الذي يشابه في أجوائه أجواء جزر المالديف أو جزر هاواي الاستوائية. و خلال هذه الرحلة الطويلة منذ بداية اليوم حتى بعد منتصفه يكون الصمت هو رفيقي و شقيقي و أخي و أختي و كل شيء جميل في حياتي.
         أبدأ من بعد تجهيز كل شيء, في السباحة وسط هدوء موسيقى البيانو العذبة و كأس من عصير التوت المنعش و حينها تعود بي الذاكرة من جديد. تعود بي الذاكرة من أجل أن أتذكر طفولتي و شبابي و مراهقتي و كيف أهدرت تلك السنين ضياعاً على لا فائدة. و في غمرة من الهدوء أبدأ بالضحك بشكل هستيري و مجنون يصل أصداء ضحكتي إلى خارج أسوار المنزل و فجأة أبدأ بالبكاء الشديد و أظل في حالة من البكاء التي تدمي القلب حتى يسقط كأس عصير التوت من يدي, محدثاً بقعة حمراء في وسط الأرض و كأنها تخبرني أن حياتي أشبه بالدمار العظيم و الخراب الكبير. 
          و بعد دوامة من البكاء و العواء الشديد أقوم بفتح عيني مرة أخرى لأدرك الزمن الذي وصلت إليه و لأدرك حجم الكارثة التي أوقعت نفسي بها. و الصمت يعود مرة أخرى ليرقص من حولي بألحانٍ حزينة و كئيبة تجعلني أصارع الحياة بين الضحك و البكاء. و لا أعلم هل أنا بخير أم بحاجة إلى زيارة سريعة و خاطفة لأحد الأطباء النفسيين.
         أنهض من ذلك المكان و أقوم بتجفيف نفسي لأجهز لنفسي ذلك الطبق الشهي من أجل تناول طعام الغداء. و حين أجلس على مكتبي لتناول الطعام, يلفت انتباهي حينها أن هاتفي لم يتحرك ساكناً بأي رسالة تنبيهية من أي شخص سواء كان قريب أم حبيب أم صديق. لا أبالي لما يفعله هذا الجهاز العفن و لكن أبالي لروحي التي أصيبت بالجنون و أقوم بتهدئتها ببعض الكلام الطيب حتى ترحل عني أشباح الصمت و تبدأ روحي من جديد في تقبل الأمر الواقع.
         أتعلمون لما عالم الصمت مريح أيضاً؟ لأنه عالم لا نهاية له و لا بداية له كأنه نفق سرمدي طويل, لا تعلم متى نشأ و متى سوف ينتهي. ربما حسبما أنظر للأمور من زوايا متعددة و بقواعد مختلفة أن الصمت لا ينتهي حتى أرى مصيري في القبر. هل أنا إلى الجنة راحل و حينها سأرى من يجمعني بهم الله عزوجل أو ربما إلى نار السعير أنا راحل و حينها سيستمر الصمت في أنينه بلا أنيس و لا ونيس.

هذا هو عالم الصمت الذي ألتحف به كل يوم يا سادة !!! 

محبكم
أحمد حسين فلمبان
{ كاتب & محاسب } 
#إبتسامة_قلم

Saturday, September 23, 2017

حب وطن

الوطن ....

كلمة عظيمة جداً, إنها كلمة كبيرة ورائعة أكبر بكثير من تلك الحكومات الصالحة أو الحكومات الفاسدة

إن الوطن هو الحضن الدافئ و هو التراب الذي نشأنا فوقه و ترعرعنا تحت سمائه الأزرق. إن الوطن هو الأمن و الأمان و السلم من الحرب كل يوم
إن الوطن أكبر بكثير من أن تكفيه مقالة أو اثنتين و ربما احتفالية واحدة أو حفلتين 
إن الوطن في نظر البعض ممن يعانون ويلات الصراعات اليومية و التناحر بصفة دائمة يكون حلماً من أحلامهم البسيطة

ما أجمل الإنسان حين يستيقظ بكل أمان و هدوء ثم يذهب لكي يوقظ أبنائه و بناته من أجل شحذ الهمم و شدها و الانطلاق نحو مدارسهم من أجل التعلم و نهل العلوم المختلفة حتى يساهموا في بناء هذا الوطن المعطاء و يساهموا في دفع الوطن نحو الأمام. كذلك أنت بصفتك الأب أو بصفتك الأم تساهمون جميعاً بعرق جبينكم الطاهر الذي يتساقط كل يوم من أجل رفعة هذا الوطن و كل هذا يجري بحفظ من الرحمن العلي القدير الذي سخر لنا هذا الأمن و الأمان 

و الأجمل أيضاً توفر كل ما تريد مما تشتهيه أنفسنا من الطيبات اللذيذة من أنواع مختلفة من الطعام و الشراب و الذي نستطيع العثور عليه و إيجاده بمنتهى البساطة بينما في أوطانٍ أخرى قد يكون من أحلامهم البسيطة الحصول على قطعة رغيف خبز دافئ

إن الوطن ليست فقط الأرض بل أيضا أسرتك هي بحد ذاتها وطن. وطن صغير تجتمع فيه أنت و عائلتك كل يوم بعد الانتهاء من يوم عمل شاق و ذلك للمسامرة و تبادل الأحاديث و الضحك ما بين فترة و أخرى

هل هناك سعادة أجمل من أن ترى أفراد أسرتك بهذا الحجم الكبير من السعادة؟

أنا أشك في عقل كل من يريد الإخلال بأمن هذا الوطن المعطاء وكل من يرغب في توجيه الأعداء نحونا. فهؤلاء لا يؤمنون بالراحة و لا يهنأ لهم بال حتى يرون الدمار والخراب قد حل بتلك الأوطان التي لطالما عشقوا أن يدمروها

أما بالنسبة لي فأفتخر كثيراً بوطني المملكة العربية السعودية و اليوم ٢٣ سبتمبر هو العيد الوطني لهذه البلاد الغالية. و هو التاريخ الذي أعلن فيه مؤسس هذه البلاد طيب الله ثراه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تغيير مسمى البلاد من مملكة نجد والحجاز و ملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية و بذلك تصبح هذه البلاد موحدة و شامخة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. فالكل في هذا الوطن هو سعودي مهما اختلفت ثقافات المناطق و مهما اختلفت قبائلهم و أسرهم.

هذا الوطن الذي يحتضن أغلى بقعة بالكون ألا و هي مكة المكرمة مهبط الوحي و مولد سيد البشرية كلها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم. و بهذا الوطن أيضاً البقعة الثانية الطاهرة و هي المدينة المنورة والتي تضم على أرضها قبر سيد البشرية صلى الله عليه وسلم. 

إن هذا الوطن يفتخر بالعديد من المنجزات و الأعمال التي يقوم بها هذا الوطن تجاه العالم ومن أهمها استقبال حجاج بيت الله الحرام و الحرص على راحتهم وسط استعدادات ضخمة تقام كل عام من أجل حج ناجح بفضل من الله عزوجل

أيضاً يقف هذا الوطن بجانب كل من يناشده و يطلب العون منه من الدول الشقيقة والصديقة والمحبة لتراب هذا الوطن الغالي. و نحن لا نتأخر أبداً في تلبية النداء بسرعة وتوفير الدعم السريع لهم. و مساندتهم بالمال والمؤنة والغذاء 

و كما ذكرت سابقاً فإن مقالة واحدة لن تكفي لسرد منجزات الوطن الضخمة و التي امتدت عبر السنين منذ تاريخ المؤسس طيب الله ثراه حتى تاريخ ملك الحزم و العزم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود و ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود

أما أعداء هذا الوطن فلا مجال لهم في محاربتنا أو النيل من أراضينا و ذلك لأن جنودنا البواسل ينتظرونهم على حدودنا بكل قوة و عزم من أجل ردهم و صدهم و ردعهم عن أي عمل قد يمس هذا الوطن

اليوم نكمل ٨٧ سنة منذ تأسيس هذه البلاد و لازلنا نحو العالم الأول سائرين و سوف نصل بإذنه تعالى و نصبح من أهم الدول عالمياً من حيث الاقتصاد و السياحة و الترفيه و كل مقومات الحياة السعيدة الرغيدة التي تضمن العيش السعيد و الهانئ لكل فرد من أفراد هذا الوطن

و أنا أدعو الجميع من أخواني و أخواتي السعوديين و السعوديات بأن يقفوا صفاً واحداً دائماً و أبداً في وجه الأعداء و ذلك لأن المواطن هو رجل الأمن الأول قبل كل شيء و أن يقطع الطريق أمام كل خائن و كل من يريد تحريض الأعداء ضد هذا الوطن. و ذلك لأن تراب هذا الوطن غالي و أرضه غالية و سمائه عالية

و دعوني أختم باقتباسة للسيدة الإعلامية الفاضلة أ/ حليمة مظفر و ذلك من خلال تغريدة كتبتها على حسابها في تويتر و قالت فيها بالنص "‏المال الذي يشتري وطنيتك قد يشتري لك بيتا..سيارة..سجار فاخرا.. لكن لن يشتري لك وطنا ولاطمأنينة ولن يدفن معك..وستبقى سمعتك فوق التراب كخائن !"

تمنياتي لكم دائماً بوطن عامر و بلاد مزدهرة و حديثة متوكلة على الله عزوجل و تعتمد بشكل كلي بعد الله على شبابها و شاباتها من أجل النهوض بهذا الوطن الغالي 

كل عام و إنت بخير يا أغلى وطن

محبكم 
#إبتسامة_قلم

Saturday, September 2, 2017

الاستسلام للفشل

الاستسلام للفشل ... مصطلح يعتقد البعض للأسف أنه من أبسط الأمور التي يركن فيها حياته بداخلها و لا يتحرك من بعدها. و لهذا فمن عادتي الدائمة هي البحث حول هذه الأمور الغريبة و تفسيرها و فهم معانيها. و الأهم من ذلك هو محاولة فهم ذلك الكسل البشري الذي يصيبنا في مقتل و يصيب أرواحنا بالخمول و النوم و الشعور بانتهاء الحياة.
إن الحياة لم تنتهي أيها القارئ و لكن عادت بك إلى الخلف. لقد أخذتك الحياة إلى نقطة الصفر مرة أخرى حتى تدرس أخطائك التي حدثت خلال رحلتك سواء الطويلة أو القصيرة نحو النجاح. فالنجاح لا يمكن أن يتحقق في طرفة عين إلا إذا كان والدك أو أسرتك من أرباب الطبقة المخملية. و أما الكادحين فيها فهم وحدهم من يشعرون بطعم النجاح في نهاية النفق المظلم من حياتهم حتى لو أعادتهم الحياة مراراً و تكراراً إلى نقطة الصفر فلابد للغيم أن يذهب و لابد للسماء الصافية أن تظهر يوماً من الأيام. و لهذا فإن وتد السهم حينما تخطط لرميه نحو الهدف, لن تستطيع إطلاقه من دون إرجاعه للخلف بمقدار كاف من الألم على أطراف أصابعك ثم تطلقه بكل قوة و عزيمة و إصرار حتى يصيب الهدف بدقة.
            عليك دائماً أن تتمسك بإيمانك و مبادئك خلال هذه الدوامة الطويلة في حياتك. فمهما عادت بك الحياة نحو نقطة الصفر فلابد أن يزيد إيمانك أقوى من السابق في كل مرة تعود بها ثم تنطلق مرة أخرى نحو هذه الحياة من أجل أن تثبت نفسك فيها. و عليك دائماً التوكل على الله عزوجل و أن الله عزوجل نصير كل شخص يتحلى بالصبر و يتمسك به و ألا يتنازل يوماً من الأيام عن صبره أو أن تقل عزيمته لا سمح الله. بل إن التمسك بالإيمان و زيادته مرة تلو أخرى له فائدة عظيمة على قلبك و هي تقوية الإصرار على تحقيق النجاح في أقل فترة ممكنة.
            سوف تواجه خلال هذه الرحلة الكثير من البشر ممن هم متعطشين دائماً لإحباطك. فالبشر بكل بساطة هم عبارة عن صحراء ضخمة جافة و تحتاج إلى الري و هناك من يسقي هؤلاء البشر بعزيمته و إصراره و إغلاق أذنيه أمام كل كلمة محبطة و كل كلمة سوف تتسبب بهزيمته. و هؤلاء الأبطال وجودهم مهم في حياتنا حتى لو كانوا يبذلوا الغالي و النفيس في سبيل تحقيق أهدافهم إلا أنهم ليسوا أنانيين بل مشاركين لكل تفاصيل نجاحاتهم حتى يقتدي بهم البشر و يحاولون التوقف عن الإحباط و هدم الهمم و التحول بشكل سريع إلى كرة مشتعلة من الطاقة و الحيوية المتفجرة من أجل الدخول في منافسة شرسة مع هؤلاء الأبطال الناجحين و محاولة تجاوزهم أو على الأقل تخطي فشلهم و إحباطهم و تحولهم إلى أشخاص إيجابيين و مفيدين في حياتهم. فالإيجابية و السلبية معدية بين البشر و كل شخص سوف يتسبب بالعدوى لمن حوله بما يحمله من فيروس سواء كان فيروس إيجابي و مفيد لكل البشر أو فيروس سلبي و قاتل لكل البشر.
            إن السر الذي دعاني إلى كتابة هذه المقالة هو ما قرأته في كتاب السيد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في كتابه أحلام من أبي و ذلك في الصفحة 171 و الصفحة 172 بالتحديد. لقد قرأت عن عزيمة هذا الرئيس حينما كان رئيساً لإحدى المنظمات المدنية التي تنادي بحقوق الفئة السوداء من البشر في الولايات المتحدة الأمريكية خلال حقبة الفصل العنصري بين البيض والسود. و رأيت من خلالها كيف أنه لم يستسلم أو يتراجع عن إكمال مشواره في تحقيق العدل لكل السود في أمريكا تلك الفترة. و تعلمت منه أنك إذا حملت في عاتقك تشجيع غيرك و مساعدته على تجاوز أحزانه و أيامه السوداء التي مر بها في حياته و ربما فشله العظيم من تحقيق شيء مهم, فإن نتيجة ذلك و بشكل حتمي و قاطع هو توفير المئات من البشر الإيجابيين حولنا و الذين سوف يساهمون في إعمار هذه الكرة الأرضية بشكل مفيد و صحي بعيداً عن السوداوية و الكوميديا السوداء الطريفة التي يحبون أن يتلونون بها و هي الاستسلام للفشل فقط.
            إذا أردت أن تستسلم اليوم فلا مانع لكن لا تطل ذلك. ربما تحتاج إلى بعض الراحة من أجل إعادة تخطيط أفكارك مرة أخرى و ربما تحتاجها من أجل أن تنطلق بشكل أقوى من الانطلاقة السابقة لك. لكن عليك الحذر بأن لا تطيل فترة الجلوس حتى لا تصاب بالجلطات الكثيرة في حياتك و تصبح أشبه بالمعدومة وربما يؤدي ذلك إلى انتحارك بسبب شعورك الفظيع في داخلك بالهزيمة و اليأس. اجعل حياتك موزونة بين الراحة و الانطلاقة و لو أنك رجحت فكرة الانطلاقة بشكل أكبر فتأكد أنك سوف تصل إلى هدفك بشكل سريع بإذن الله.
            عليك أيضاً أن تبني الخطة "ب" دائماً في جدول أعمالك. فكما تعلم فالحياة ليست مساراً واحداً بل هي مسارات متعددة و كل مسار يتغير وفق الظروف و مجريات الحياة التي تحدث أمامك. و لذلك فعليك دائماً أن تضع نصب عينيك مسألة الخروج من الخطة التي رسمتها و الانتقال بشكل سريع و سلس إلى خطة أخرى قد تم تجهيزها مسبقاً و جاهزة أيضاً من أجل تنفيذها بشكل سريع بدون أي تأخير أو محاولة للتراجع. إن هذه الخطة هي عامل مساعد و مهم من عوامل نجاحك في الحياة و من دون هذه الخطة و كذلك الخطة "ج" و الخطة "د" ... إلخ, فلن تستطيع الانتقال بشكل مرن و بشكل متلوي في جميع أمور حياتك حتى لو كانت المجريات ضدك. لذلك دع الخروج هو أهم من مسألة الدخول و دع مسألة الانتصار بأي طريقة كانت أهم من مسألة البحث عن حل للهروب و الاستسلام للفشل
            إن هذه الحياة مهما قاتلنا فيها و مهما سعينا فيها فهي فانية و سوف ترحل منها أخيراً بعد قتال طويل مع عدة جبهات أن تختارها بنفسك. و لهذا فإن عليك دائماً ألا ترحل من هذه الحياة حتى تكون قد جربت 1000 تجربة على الأقل و أن تترك بصمة واضحة لدى جميع البشر من حولك. و ليس ذلك فحسب بل يجب عليك أن تترك أثراً جميلاً تستطيع جميع الأجيال من بعدك أن تتذكرك و أن تشكرك على جميل ما صنعت خلال حياتك. حاول أن تجعل الرحيل من هنا سعيداً و دع نفسك تبتسم خلال الرحيل بينما الجميع يبكي من خلفك. فالابتسامة في هذا الموقف هي ابتسامة نصر و فوز و الإعلان بشكل مباشر أنك تغلبت على جميع التجارب و المحن و الابتلاءات التي واجهتها في حياتك. و أما عن بكاء من حولك فهو إعلان مباشر وصريح عن عمق محبتهم لك و عن شعورهم العميق بأنهم فقدوا قامة عملاقة و شخصية لن تتكرر حتى لو بعد 100 سنة من رحيلك.
            إن من السخرية الجميلة في نهاية هذه المقالة الرائعة هو التناقض العجيب بين الموت و الفشل. فالموت يعني نهاية الحياة و أما الفشل فيعني بشكل صريح بداية الحياة. و ذلك لأن الفشل هو نقطة الانطلاقة من جديد نحو حياة أخرى و صفحة جديدة سوف تكتبها بعناية فائقة مستفيداً من خلالها بكل التجارب السابقة التي مررت بها و التي قاسيت من خلالها أبشع و أفظع النتائج و ربما كانت بعض النتائج غير محببة و مرغوبة لديك لكن سوف تعلم في نهاية الهدف أن الفشل كان عبارة عن قرصة أذن خفيفة لتخبرك أن الحياة ليست مسار واحد فقط.

محبكم
#أحمد_حسين_فلمبان
#إبتسامة_قلم 

Saturday, August 26, 2017

قاتل ... إما أن تنتصر أو أن تهزم

            قاتل ... إما أن تنتصر أو أن تهزم. كلمات تبعث في داخلك حافز القتال و الجهاد نحو الانتصار في ميادين الحياة.
و هذه الميادين كثيرة و متشعبة و كل شخص منا يقاتل في الجبهة التي أمامه فمنهم من يقاتل في سبيل إيجاد لقمة العيش لأبنائه و منهم من يقاتل من أجل بر والديه و الرعاية بهم و الاهتمام بهم. و هناك من يقاتل في شبابه من أجل تكوين نفسه و بناء أسرته الجديدة و احتواء أبناءه الجدد.
            لكن هناك فئة من البشر من تقاتل وحشاً فتاكاً لا رحمة فيه و هم محاربي السرطان الذي يرسمون البسمة على شفاه الجميع بالرغم من ألمهم بسبب العلاج و بالرغم من وجودهم في مكان واحد ألا وهو غرفة المستشفى. تلك الغرفة الكئيبة التي لا تسمع فيها سوى أصوات الأجهزة و انذاراتها التي تصدر بين فترة و أخرى. و كل ما يملكونه في تلك اللحظة هو الدعاء فقط و التعلق بالله عزوجل مهما كانت ظروفهم و مهما كانت حالتهم الصحية سيئة أو متدهورة. لكنهم يقاتلون بشراسة و يصبرون رغم الدمع و الألم و أوجاع نيران العلاج الكيماوي.
            إن أملهم في هذه الحياة هو البقاء و التعايش مع الآخرين كبقية البشر و أيضاً الانتصار على هذا المرض المعروف بالسرطان مهما كان نوعه أو درجة خطورته. و يحاولون جاهدين التماسك بكل ذرات الأمل المتناثرة حولهم. على الرغم من أنهم يواجهون سخرية البعض من البشر إلا أن الله سبحانه و تعالى إذا أخذ من عبده شيئاً عوضه بشيء آخر و قد أعطاهم الله عزوجل و منحهم قدرة الصبر الجميلة التي يستطيعون من خلالها تجاوز كل الآلام و الصعاب و المشاق خلال رحلتهم الطويلة لقتال هذا المرض
            إن عنوانهم الأبرز في هذا الميدان هي كلمتين فقط "أكون أو لا أكون" و بالطبع فمع ثقتهم العالية بالله عزوجل و أملهم الكبير بالشفاء فسوف تكون الإجابة الوحيدة التي سوف يرددونها هي "نعم سوف أكون ولن أقبل أدنى من ذلك أبداً". لسان حالهم يمتلأ دائماً بذكر الله عزوجل و الدعاء له من أجل أن يعينهم على هذه المعركة الطويلة و الرفض القاطع لأي نقطة استسلام أو تراجع عن القتال في هذا الميدان
            إن حديثي هذا ليس بمعنى رفض القضاء و القدر و لكن الله عزوجل أمرنا بالسعي في هذه الأرض مهما كانت ظروفنا و مهما كانت أحوالنا. علينا فقط أن نتوكل على الله عزوجل ثم ننطلق مواجهين هذه الحياة بكل أمورها و بكل أحوالها و ألا نخاف أو نجزع من أي أمر يطرأ في حياتنا قد يقلبها إلى وضع أسوأ. فبالإيمان بالله عزوجل و الرضا بقضاءه و قدره, نستطيع التعايش في هذه الأرض و أن نتقبل كل أمر يحدث فيها مهما كان و مهما بلغت درجة خطورته.
            و لذلك فإن محاربي السرطان يحملون رسالة سامية و رسالة خالدة لجميع الأجيال من بعدهم و ذلك بأن يتذكرهم الجميع بأنهم كانوا أبطالاً يوماً من الأيام. و قاتلوا بشرف و لم يستسلموا أبداً أو أن يتراجعوا للخلف خطوة واحدة. و أن قلوبهم لم تكن تحمل بداخلها سوى المحبة و السعادة و الأمل و الإيجابية و الرغبة في نشر السلام حول العالم بالرغم من ظروفهم الصحية الصعبة.
            إن هؤلاء الأبطال يستحقون دائماً الإشادة بهم و التقدير لهم و ذلك لأنهم لم يعتزلوا الحياة أو أنهم اكتفوا بأنفسهم و حسب. بل كانوا يزرعون الأمل و الإيجابية في حياة الآخرين حتى لو كانوا أصحاء. و لهذا لم يتملكهم غريزة الأنانية أو دافع حب النفس فقط. بل جعلوا حياة الآخرين و حبهم لهم في نصب أعينهم و حاولوا جاهدين و بكل الوسائل التي يملكوها أن يزرعوا ابتسامة عريضة على وجه كل شخص محب و كل شخص متابع لقصة حياتهم و قتالهم الطويل مع المرض
            على سبيل المثال فأنا أتابع عدداً من محاربي السرطان و من خلالهم أشاهد كيف أن حياتهم طبيعية و بسيطة و لا تحمل أي طابع التكلف أو التكبر على الآخرين. بل كانوا دائماً مبتسمين و متجاهلين ما بهم من آلام و يهمهم في المقام الأول إسعاد الآخرين و رسم البسمة على شفاههم. و كنت أتابع حياتهم بصمت و أشاهد بشكل دقيق الكلمات التي يكتبوها و التي يعبرون من خلالها عن مشاعرهم و التي لم تكن سوى مشاعر إيجابية و طاقة متفجرة من الأمل و الانطلاق نحو الحياة.

            رسالتي الأخيرة هي الالتفات لهذه الفئة من البشر و الاهتمام بهم و الرعاية بهم. فهؤلاء يحتاجون لدعمكم و ملء طاقاتهم بكمية عالية من الإيجابية و التحفيز الملهم تماماً كما كانوا يهتمون بكم و يحفزوكم و يحاولون جاهدين ألا يكسروا ابتسامتهم تحت ظروف الألم و العلاج داخل المستشفى

محبكم
#أحمد_حسين_فلمبان
#إبتسامة_قلم 

Friday, August 18, 2017

الانطلاق نحو الحياة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلاً وسهلاً بكم أيها القراء الأعزاء في هذه المقالة المفعمة بالحيوية و الإيجابية و الألوان الجميلة.

اليوم راح نتكلم إن شاء الله عن موضوع محفز و مهم جداً لكل شخص لديه هدف أو رؤية واضحة أو حُلم يتمنى تحقيقه يوماً من الأيام و هي أهم ركيزة يعتمد عليها ألا و هي "الانطلاق نحو الحياة".

للأسف أن هناك بعضٌ من البشر إذا مر بمرحلة من التقلبات في حياته يجزع و يخاف و يستسلم و يتراجع و يعتبر أن حُلمه صعب جداً و من المستحيل تحقيقه. لكن الواقع يقول إن من المستحيل أن تكون الحياة على خط واحد أو من المستحيل أن تكون على طرف واحد من مقياس شعرة معاوية.

و المعنى من ذلك أنه لو أخذنا شعرة معاوية كمثال فهذه الشعرة من المستحيل أن تكون على طرف واحد. فإذا أصبحت الحياة شديدة معك فعليك الصبر و الهدوء و التفكير بحكمة و إذا الحياة ابتسمت لك و أرخت لك حبالها فأنت يجب أن تشد الهمة و لا تتراخى و تتراجع. 

تعلم دائماً مبدأ مشاهدة حياة الآخرين بدروس و ليس المشاهدة لمجرد المشاهدة فقط. و لذلك فإن هناك فرق شاسع بين المشاهدة و المراقبة.

على الرغم من أن البعض يؤمن بمبدأ الاستقلال عن الآخرين و الانطلاق في خط مختلف عما يصنعه الآخرين لكن يعيب هذا المبدأ عيب العزلة عن الآخرين و هو منافي تماماً لمبدأ الاجتماعية و المجتمع التي خُلق الإنسان عليها و محبته للتعايش مع الآخرين.

و لهذا فإننا نتساءل عن الفرق بين المشاهدة و المراقبة. فنقول أن المشاهدة مجرد مشهد عابر يمر من أمامك و انتهى بدون ملاحظة أي شيء داخل هذا المشهد. لكن المراقبة عكس ذلك فالمراقبة هي استنباط أو استخراج أي نقاط مهمة تفيدك في حياتك و ذلك من خلال المشهد الذي شاهدته.

على سبيل المثال: - أثناء متابعة مباراة كرة القدم فهناك أناس يشاهدون فقط من دون أي تحليل أو فهم. تماماً كما أفعل أنا لأني لا أهتم بكرة القدم إطلاقاً و لذلك لا أهتم بتفاصيل المباراة هل هناك هجمة مرتدة أو هجمة معكوسة أو ضربة تسلل ... إلخ. لكن هناك أناس يراقبون المباراة بأدق تفاصيلها فهناك من يستنبط ضربات الجزاء و هناك من يتصيد أخطاء الحكام ... إلخ.

لذلك حاول أن تكون مراقب لجميع المشاهد التي تشاهدها في حياتك. و حاول أن تحمل في يدك دفتر ملاحظات لتسجيل كافة الملاحظات من حولك. فتقوم بتسجيل مشهد حزين شاهدته في أحد الأيام و تسجل جميع الدروس التي استخرجتها من هذا المشهد أو أنك رأيت مشهداً أسعدك في أحد الأيام فتقوم بتسجيل جميع الدروس التي استخرجتها من هذا الموقف. 

حاول إنك تبرمج نفسك على الاستفادة من خبرات الآخرين و ليس الانطلاق من الصفر بل الانطلاق من حيث انتهى الآخرون. و حاول أن تطور من نقطة الانطلاق التي بدأت منها و لذلك لا تكن شخصاً إمعة أو شخص مقلد و تقول أن الناس انطلقت من هنا و سوف أسير على نهجهم.

لا , خذ طرف الخيط من حيث انتهى الآخرون و ابدأ التطوير و ذلك عبر إضافة ألوان السعادة لها أو ألوان الإيجابية أو ألوان البهجة أو ألوان الأمل أو ألوان الانطلاق نحو الحياة.

و السبب في ذلك هو مقطع للمذيعة الأمريكية من أصول أفريقية و هي المذيعة المتألقة "أوبرا وينفري" حيث كانت تعتقد أن إرثها الذي سوف تتركه هو وضع أي شيء في هذه الحياة باسمها مثل مدرسة أو تمثال أو أي شيء يرمز لها. لكن عندما أخبرت الدكتورة مايا "Maya Angelou's" عن هذا الاعتقاد فكان ردها هو ما سوف تستمع إليه بالفيديو أدناه:-


و المعنى من ذلك أن كل أثر طيب و جميل أنت زرعته لدى الآخرين عن طريق الانطلاق نحو الحياة بأنك أخذت طرف الخيط آخر نقطة وصل إليها الآخرين ثم أضفت إليها و طورتها و دعوت الآخرين لكي يأخذوا هذه الأطراف ثم يواصلوا المسيرة للانطلاق نحو الحياة, هذه تعتبر نقطة جميلة في حياتك و تعتبر من الأشياء المحفزة لغيرك. 


لذلك نصيحتي لكم هي أن تكونوا أشخاص فاعلين في الحياة و ليس أشخاص يعيشون فقط لمجرد الأكل و الشرب أو أشخاص يؤدون أدواراً في هذه الحياة فقط.

لا, حاول أن تدع كل شخص يكتشف ماهي الطاقة الموجودة لديه حتى يسخرها للغير.

على سبيل المثال أنا أملك طاقة الكتابة و هناك من يملك طاقة لعب كرة القدم و هناك من يملك طاقة مهارات الحاسب الآلي و غيرهم من الأشخاص.

لذلك عندما نتحدث عن الانطلاق نحو الحياة, حاول أن تدفع نفسك عبر ما تشاهده من الآخرين و أيضاً أن تدفع الآخرين عبر ما أنت تُنتجه من حياتك. 

أيضاً من أجمل أشياء المراقبة هي سؤال النفس دائماً و مراجعتها. و السؤال المهم هو "هل أنا أقوم بفعل هذا الشيء أم لا؟" و لهذا فعندما تراقب الناس و تشاهد أن ما تفعله و يفعله غيرك له أثر سيء فهل سوف تستمر على نفس النهج أم أنك تُحسن منه أو تتركه نهائياً؟

و لذلك عندما تنطلق نحو الحياة فعليك الانطلاق بطريقة جيدة و ليس بطريقة سيئة. 

و المعنى من ذلك:- أي عند الانطلاق نحو الحياة فعليك أن تكون بصمتك في هذه الحياة هي بصمة جيدة و مفيدة و نافعة و ليست سيئة أو تافهة أو بلا قيمة.

محبكم 
#أحمد_حسين_فلمبان
#إبتسامة_قلم 

Thursday, July 20, 2017

الحزن أو السعادة

الحزن و السعادة متناقضين غريبين. لا يرغب أحدهم في أن يرى الآخر و يرغب كل منهم أن يقول أنا الأفضل.
الحزن هو الأفضل؟
لطالما عرفنا و آمنا و صدقنا أن السعادة هي طريق الراحة و الإيجاببة و التفاؤل. لكن هناك بعض الغرباء على الأرض ممن يعشقون الحزن و يتلونون بألوانه الداكنة، غير المفرحة. و منهم من يجعل الحزن هو الشعار الوحيد لحياته.
فتجده طوال حياته لا يعدد نِعم الله عليه بل يُعدد المصائب التي حلت في حياته. متناسياً و متجاهلاً ما أنعمه الله عزوجل عليه في حياته
لكن هل الحزن يعتبر أفضل من السعادة؟
هناك عدة مناظير يمكن أن نتحدث عنها و أن نُبحر من خلالها حول المقارنة بين السعادة و الحزن. لكن لو أخذنا ذلك من منظور إطلاق الأخبار بين العامة فالأمر هنا نسبي و يصل إلى 50% لكل طرف.
فلو فرضنا على سبيل المثال أن هناك دولة أفلاطونية شديدة الكمال و بالغة أقصى درجات التطور البشري و العلمي. و كانت معظم أخبارها، بل جميع أخبارها هي أخبار سعيدة و إيجابية و متفائلة
النتيجة بكل بساطة سوف يشعر جميع سكان هذه المدينة بالملل.
و السبب أنه لو افترضنا وجود حالة وفاة داخل المدينة فكيف يستمع ذوو الميت إلى الأخبار السعيدة؟
و كذلك إذا نظرنا إلى موضوع الحزن و طبقناه على نفس العينة فسوف نجد نفس النتيجة بشكل معاكس.
فلو كان هناك حفل تخرج أو زواج، فمن الصعب جدا أنك تستمع إلى أخبار حزينة.
لذلك عزيزي القارئ، ليس فقط أن تنتبه إلى توقيت إطلاق الخبر، بل يجب عليك مراعاة مشاعر مَن يتلقون الخبر. و عليك ضبط النفس و بكل قوة في الحالتين.
فلا تفرح بشكل مبالغ عن الحد و لا تحزن بشكل مبالغ أكثر عن الحد.
وازن نفسك فكل طرف منهم يريدك لفريقه حتى لو لم تسير الأمور وفق مخططاتك فيجب عليك التحلي بأقصى درجات ضبط النفس.
إن السعادة و الحزن متضادين يقفان كالأعداء. كلٌ على ثغره و ينتظر فريسة سهلة حتى يلتهمها
و لا تنسى أن لكل جانب عالمه المظلم الخاص به
فمنهم من يكون سعيداً لأنه كسر القانون و منهم من يكون حزيناً لأنه تجاوز القانون. و هنا الفرق
فاختر الذي تريد العيش معه و لا تستسلم لذلك
وفقك الله

Thursday, July 13, 2017

بر الوالدين

قال الله تعالى في محكم تنزيله بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم 


في البداية و قبل أن أتعمق أكثر في أسبار هذه المقالة و في داخل تفاصيلها, دعوني أقف دقيقة صمت بالدعاء لمن فقد أحد والديه أو جميعهم و ذلك بالدعوة لهم بالرحمة و المغفرة الحسنة و أن يرزقهم الله عزوجل الفردوس الأعلى مع النبيين و الشهداء و الصديقين. و أسأل الله عزوجل أن يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة و أن يهب عليهم من برادها و من نسماتها العليلة. و أسأله عزوجل أن يغفر لهم ذنوبهم و يؤنس وحدتهم و أن يصبر قلوب أحبابهم و أقاربهم و أسرهم.

حسناً لماذا نتكلم هذه المرة عن بر الوالدين؟

نحن نتكلم عنها و ذلك لانتشار العقوق للأسف بين الأبناء و البنات و أكثرهم من الأبناء دون تحيز للبنات. و للأسف أيضاً فقد أصبحت ظاهرة العقوق, ظاهرة مفخرة بين البعض منهم و قد أقول القلة منهم. فعلى الرغم من أنها معصية كبيرة إلا أنهم للأسف يجاهرون بها بين أصحابهم و أقربائهم و المحبين لهم. 

أسأل الله لهم الهداية في الدنيا و أن يرزقهم بر آبائهم و أمهاتهم قبل أن يرحلوا من هذه الدنيا.

إن مسألة العقوق يا أعزائي القراء, مسألة عظيمة و واقعها جلل على المرء المسلم. فهي من الأمور المهمة التي يجب على كل إنسان واعي و عاقل أن ينتبه لها. فمن الممكن أن تكون دعوة من الأدعية التي يدعونها آخر الليل ضد هؤلاء العاقين بهم قد تتسبب بتعطيل حياتهم للأبد و قد تتسبب بانتكاستهم نحو الأسفل. و ربما يخسرون كل شيء حولهم من المال و الزوجة و الأبناء بسبب عقوقهم هذا. 

لذلك أرجو من الشخص الذي يَعِقُ والديه أن ينتبه إلى مسألة البر بهم و الاعتناء بهم مهما كانوا من أشخاص قاسيين بتصرفاتهم في بعض الأحيان أو ربما يعاملوك بصفة خالية من العاطفة. فمهما واجهت من معاملة فيجب عليك أن تبرهم و أن تخفض صوتك عند الحديث معهم. و لا تجادلهم في الأمر بل قل سمعاً و طاعة. 

لقد تحدث الكثير من البشر من علماء و مشاهير و أشخاص طبيعيين عن تجاربهم في بر الوالدين و عن أثرها على حياتهم. و أيضاً التاريخ مليء بقصص مثلها عن بر الوالدين و كيف كانوا أجدادنا في السابق يُكِنُون كل الحب و التقدير لهم. و البعض ممن تحدث في عصرنا الحالي, أخبرنا عن أن حياته ناجحة و لله الحمد و أنه يملك السعادة بين يديه و مع زوجته و أبنائه و كل ذلك بعد فضل الله عزوجل ثم بسبب برهم بوالديهم و عمل المستحيل من أجلهم. 

إذا لم تصدق ذلك, إسأل من فقد عزيزاً عليه من أب أو أم و أخبره كيف حياتك الآن؟ سوف يخبرك بكل تأكيد بأن حياته ناقصة و ليست رائعة بل ينقصها الكثير و الكثير من الجو الرائع و الحلو و يتمنى لو يوم من الأيام أن يعود أحدهم إلى الحياة حتى يستطيع أن يعود سعيداً مرة أخرى. 

الوالدين يا أعزائي القراء هم أغلى هدية في هذا الكون. هم الصوت الدافئ عندما تقع في المشاكل و هم الصوت الحنون عندما تفقد شيئاً ثميناً في حياتك مثل نقودك أو أي شيء آخر. إنهم الجنة التي تلجأ إليها إذا اشتد الكرب و اشتدت العواصف خارج منزلك و خارج حياتك. إن أمك بالتحديد هم اليد الحنونة و اللطيفة التي تمسح دمعتك بكل بلسم السعادة و الابتسامة الجميلة. وأما والدك فهو المعلم الأول لك و هو القائد الصنديد الذي يقود حياتك نحو النجاح. 

إذا كنت تقرأ هذه المقالة و أنت لم تتواصل معهم بسبب مشكلة ما, فأنا أنصحك ألا تكمل القراءة حتى تعود لكي ترفع سماعة هاتفك مرة أخرى و تعتذر منهم و تطلب السماح منهم بل يجب عليك أن تذهب لكي تُقَبِل أقدامهم و أيديهم و أن تبتسم أمامهم ابتسامة محبة و رضا و طاعة لهم. 

لا تجعل حياتك كابوساً عليك و أنت بعيد عنهم و هم يحترقون شوقاً لرؤيتك و السلام عليك و الاطمئنان بك. فمهما كنت مشغولاً في هذه الحياة و مهما سافرت إلى أقطار الأرض و ابتعدت عنهم لفترة طويلة, فعليك الرجوع فوراً إليهم و أن تحتضنهم بكل شوق و محبة. و لا تنسى أن تنحني أمامهم إنحناء تقدير و ألا ترفع مقامك أمامهم مهما حصلت من شهادات عالية و مهما بلغت من مناصب رفيعة. فلولا الله ثم والديك لم تكن موجوداً في هذه الحياة. 

نصيحتي الأخيرة لك. هي قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور و الذي دائماً نردده و لكن للأسف في بعض الأحيان نردده بشكل غير واعي و غير مدرك لكلماته العميقة. حيث قال حبيبنا صلى الله عليه و سلم "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبيك" فلا تدعهم بلا مأوى و بلا رعاية و بلا اهتمام. بل يجب عليك المبادرة قبل أخوانك و أخواتك في الاهتمام و الرعاية بهم و تقديم العناية الطبية لهم إذا لزم الأمر.

أخيراً دعواتي القلبية لمن بقي والديه أو أحد والديه على قيد الحياة بأن يطيل الله في أعمارهم و أن يحفظهم لكم من كل مكروه و أن يجعلكم أسرة مترابطة على قلب واحد و لا يفرق بينكم الشيطان. و أسأل الله تعالى أن يجمعكم بوالديكم في جنة الرحمن. و أن يبعد عنهم كل مرض و كل مكروه و كل أذية. و أسأل الله تعالى أن يجعلكم باريين بوالديكم و محبين لهم. 

Sunday, July 9, 2017

هل نحن منافقون؟

أبلغ من العمر 28 سنة,
قد يراه البعض سن الشباب و البعض يتصور أنه في سن الشيخوخة و هناك قلة من يريد أن يدافع عن نفسه و لا يكبر. 
عندما تتصرف مع الآخرين من حولك, عليك أن تنتبه إلى عمرك و إلى مستوى ثقافتك و عقلك المتزن.
و عليك ألا تبادر بقول كلمة أو المبادرة بفعل ما قبل أن تراجع نفسك 1000 مرة حتى لا يُحسب عليك هذا الفعل أو القول ضدك و تصبح بعدها مثار سخرية الجميع.
لقد واجهت خلال مرحلة المراهقة و الشباب المصغر و هي المرحلة ما بين 15 إلى 25 سنة الكثير من الصعوبات و المسئوليات و التحديات الكبرى في حياتي.
فمنها العيش خارج المنزل فترة طويلة ثم تحملي مسئولية أسرتي و كذلك تحمل مسئولية إنشاء عمارة كاملة تعود ملكيتها بالكامل لأمي.
لقد استغرق البناء فيها قرابة الست سنوات و كنت مشرفاً عليها بنسبة كبيرة مع وجود أسرتي من حولي.
المغزى من هذا القول أنني لم أتمتع بسن الشباب كما تمتع به الآخرون مثل الذهاب مع الأصدقاء لمشاهدة كرة القدم أو حضور صالات السينما أو التجمع في إحدى الاستراحات مع اللعب و تضييع الوقت. 
و لهذا فعندما وصلت إلى هذا السن (28) شعرت بأنني أريد المحافظة على ما تبقى من عمري و لا أريد أن أكبر.
بل أن أبقى مثل تلك الشخصية الطفولية الشهيرة التي لا تريد أن تكبر و هي شخصية بيتر بان.
من منا لا يعرف من هو بيتر بان؟ 
إنه الشخصية التي رافقت طفولتنا و كنا نراها شخصية كوميدية هزلية تحب روح الشباب و لا تريد أن تكبر أبداً. 
تماماً هذا ما أريد أن أتعايش معه خلال هذه الفترة و لهذا فقد كانت تصرفاتي معظمها طفولية طائشة بدون أدنى للمسئولية. 
لقد كنت أبوح بكل شيء في خاطري من أحوال سيئة أو جيدة. 
لقد كنت أبوح للعامة بحزني و فرحي و سعادتي و اكتئابي. 
لقد كنت أشكو كثيراً و أتذمر كثيراً و في نفس الوقت كنت أبحث عن حل لهذه المشاكل عند من أشكو إليه, فالمثل يقول "ما خاب من استشار". 
نعم, لقد كنت أبحث عن الاستشارة بين الناس و كنت أؤمن بمقولة أن اليد الواحدة لا تصفق فلا تستطيع أن تحدث صوتاً مدوياً مثل صوت التصفيق إذا كنت وحيداً تغرد في هذه الحياة.
إن الحياة مشاركة و خُلق الإنسان بطبعه اجتماعياً و يحب أن يبقى مع الآخرين حتى يقوموا بتوجيه النصح إليه و تحذيره بالابتعاد عن الأمور السيئة.
لكن للأسف اصطدمت بعدد من البشر ممن خالفوني هذا الرأي و قالوا لي ابحث عن الشخصية المؤثرة و كيف تكون هذه الشخصية. 
و عندما بحثت عن مكونات هذه الشخصية الذهبية, وجدتها تحتوي على العديد من الصفات من أهمها عدم الشكوى و عدم التذمر و محاولة البقاء متفائلاً لأكبر قدر ممكن و الابتعاد عن تلك الشخصية الحزينة التي ترى الحزن في كل مكان. 
فالسؤال هنا:- هل نحن منافقون؟
لماذا لا نستطيع العيش تماماً كما نعيش كل يوم؟ 
فالحياة ليست على خط مستقيم واحد. فهناك أيام يواجه فيها الإنسان حزناً كبيراً لفقد حبيب أو قريب أو أحداً من أفراد أسرته.
 لماذا يدفعنا المجتمع نحو الهاوية و الانعزال عند الشعور بالحزن و الاكتئاب و التذمر و محاولة صنع ابتسامة زائفة ليست من القلب؟ 
لماذا نستر أنفسنا و لا نظهر أمام الآخرين بكل أحوالنا؟
أنا لم أعد أفهم سبب وجود أكثر من وجه للإنسان الواحد في حياته. 
أهو بسبب المجتمع الذي يفضل جلد الذات و الانتقاد؟ أم أن لكل شخص ما يكفيه من الهموم و الأحزان و لا يرغب في سماع المزيد منها؟ 
أين تلك السنة النبوية المطهرة التي تحثنا على أن نحب لأنفسنا ما نحب لأخينا و أختنا كذلك 
إذاً, إذا كنت تحب أخيك و تتمنى له الخير, لماذا تنزعج منه لو أتاك شاكياً باكياً متذمراً من حياته؟ لماذا لا تتقبله كما هو و تحاول إصلاحه فربما إذا أصلحت شخصاً واحداً كان له شأن كبير غداً و تأثير أكبر يستطيع أن يغير أمة بكاملها. 
إذا استمر ذلك التهرب و دفع البشر للنفاق و محاولة اصطناع حياة لا يرغبونها أو لا يفضلون الظهور بها فسوف تكون النتيجة هو وجود أمة تخاف من الظهور و تهاب الشجاعة لمواجهة ما يزعجها أو يقلق منامها. 
لقد كتبت في هذه المدونة مقالة باللغة الإنجليزية و عنوانها "Strange Behavior
و مفاد هذه المقالة هو أن تكسر الروتين المجتمعي المحيط بنا و عدم التقيد بكل ما نشأنا حوله و تعودنا عليه. وبالتأكيد الابتعاد طبعاً عن أمور العقيدة فهذه مسلمات لا نستطيع الخروج عنها. 
لكن ما أريد أن أصل إليه هو فكرة تقبل الشخص كما هو. حتى لو وصل الأمر أن ينزل بملابس غريبة و شاذة إلى وسط الشارع و بين العامة.
 لماذا يعتبرون مثل هذا الشخص تافهاً و غير مسئولاً عن حياته و أنه مراهق طائش؟ لماذا لا يقولون أنه يتصرف على طبيعته و أنه متصالح مع ذاته؟ 
لماذا هناك سخرية كثيرة على هؤلاء الأشخاص و الانتقام منهم بتجريدهم من الإنسانية و اعتبارهم مسوخ متحركة 
لقد حاولت أن أبقى و أن  أتعايش بطبيعتي لكن كما أخبرتكم فهناك أشخاص محبين لي لا يرغبون بأن أظهر بكل حالاتي. بل يجب علي أن أنتقي الحالات السعيدة و الجيدة و أن أختار شخصية قوية عند التحدث مع الآخرين 
و هناك أشخاص آخرون انسحبوا من حياتي نهائياً بسبب تذمري الزائد و الشكوى المبالغة فيها و صنع دراما سوداء.
فهذا الشيء لا يفضلون أن يشاهدوني عليه بل يرغبون مني أن أظل صلباً كالصخر و أقسى من الحجارة, مبتسماً رقيقاً محباً للجميع, مع أني أخفي ألف دمعة خلف عيني و أشعر أن ظهري لم يعد يحتمل حياة الكبار الزائفة و المصطنعة. لكن السن هو من يحتم علي أن أعيش كذلك. 

Friday, June 30, 2017

King Abdullah Bin Abdulaziz Al-Saud



           
          Ten years of King Abdullah Bin Abdulaziz has changed the Kingdom of Saudi Arabia. King Abdulla was one of the most powerful presidents in the world. He was born in Riyadh which is the capitol of Saudi Arabia in 1924, and he died in 2015. He was the tenth son of King Abdulaziz Al-Saud, but he was the sixth king of Saudi Arabia. He took his position as a king of the Kingdom of Saudi Arabia after his brother King Fahd died in 2005. King Abdullah changed a lot of things whether inside or outside Saudi Arabia during his life. However, there are two things which are very important that King Abdullah has changed before he died: King Abdullah reconstructed the Makkah Project, and The King Abdullah Scholarship Program.
          Makkah is the first place in the heart of all the Muslims around the world because they pray toward Makkah, especially to the Holly Mosque every day five times. Also, around 3 million Muslims from around the world come to Makkah to do Al-Haj for just 7 days. Therefore, Makkah has to be a nice and urban picture for all Muslims, and the downtown of Makkah the Holy Mosque has to be the most beautiful downtown in the world. In fact, Makkah wasn't a beautiful place for most visitors because the area around the Holy Mosque has a lot of old and run down houses. Therefore, King Abdullah ordered the reconstruction of Makkah again and he destroyed all of the old houses around the Holy Mosque. He wanted to change Makkah 180 degrees from an ugly picture to a nice picture so that it would be like other famous cities around the world such as New York, Shanghai, Beijing, London ... etc. Also, King Abdullah ordered the reconstruction of the Holy Mosque again to make it bigger than in the past so it would be big enough for all the new Muslims. Nowadays, around 80% of Makkah has been destroyed to build a new city again with nice Hotels and urban areas. In addition, because Makkah doesn't have an airport, and the only airport near to Makkah is in another city called Jeddah, King Abdullah commissioned the building of a new train between the four cities Al-Madina Al-Munawara wich is the second Holy City after Makkah, Jeddah, King Abdullah Economic City, and Makkah. This train is called "Haramain Train Royal" The train will be available for service in mid-2016. King Abdullah wanted to make it easier than using a car or bus from all of these cities to Makkah. In short, during his life, King Abdullah put Makkah at the forefront of his tasks, and he always was asking about Makkah and what was happening to this project. 
           The second thing that he developed as a unique program is King Abdullah Scholarship Program or KASP. KASP is a full scholarship for each student in Saudi Arabia whether man or women to continue studying at a major university outside of Saudi Arabia in bachelors, masters, doctorate, and medical fellowships. Students can continue their major in many different countries around the world such as The USA, Canada, China, South Korea, and many different countries in Europe. The goal of this program is to send smart students who have high grades in Saudi Arabia to great universities in theses countries and get the degree with the highest grades possible. King Abdullah wanted these students to get a degree and then come back to Saudi Arabia again to help to build our country in many different ways. He also wanted them to fill the gap in the work markets so they could work instead of none- Saudi Arabian workers. King Abdullah gave a lot of help to this program by the great connection with these countries. For example, the Saudi Arabian embassy in the U.S.A provides a lot of help to students who study in the U.S.A. In addition, King Abdullah demanded this program give each student a full salary every month, full insurance, and full tuition. The salary amount is different from country to country, and with this salary, each student can live the life normally and pay for everything such as the rent, the electricity bill, and the cell phone bill. In short, this program was established in 2005 and it will continue until the government decides to close this program. A lot of students have graduated and gone back to Saudi Arabia to work and marry and start a new family. I'm one of these students who got this scholarship, and I will continue to achieve the king's dream.
            In conclusion, King Abdullah helped Saudi Arabia jump 20 years ahead in just 10 years. He changed many different things inside Saudi Arabia that helps this Kingdom to be in the first place. Today, the people of Saudi Arabia have a new King, his brother King Salman. He will continue where his brother left off before he died in the same line, and he will try to push Saudi Arabia to achieve more and more around the world and change the idea that it is only a petroleum country. 


References:- 
The Royal Embassy of Kingdom of Saudia Arabia
http://www.saudiembassy.net/about/KingAbdullah.aspx

MINA
http://mirajnews.com/article/opinion/memoriam-abdullah-bin-abdulaziz-suadi-modernizer-maverick-king/

The Ministry of High Education
http://www.mohe.gove.sa/en/studyaboard/King-Abdullah-hstages/Pages/default.aspx

Friday, May 26, 2017

الصديق ... الصاحب ... الزميل بالإضافة إلى القريب, من هم هؤلاء؟

أهلاً و سهلاً بكم يا أصدقائي مرة أخرى. اليوم لدينا موضوع شيق و أعتبره بالنسبة لي مهماً جداً في علاقاتك الاجتماعية. و من باب آخر فإن هذه المقالة سوف يتم نقل بعض أجزائها كاقتباسات لروايتي الجديدة القادمة في القريب بإذن الله. و لذلك سوف يكون هناك رابط بين هذه المقالة و بين الرواية الجديدة.
لن أتحدث كثيراً في تفاصيل الرواية أو أحداثها بحكم عدم تسجيلها و فسحها حتى لحظة كتابة هذا المقال. و لكن سوف أتحدث عن تعريفات مهمة يجب أن يعي كل شخص معناها في حياته و أن ينظر لها بنظرة اهتمام و تركيز للتفريق بين كل تعريف و الآخر.
حسناً سؤالنا كما هو العنوان تماماً, من هؤلاء الأشخاص في حياتنا؟ و ما هي درجة علاقتنا بهم؟ أو درجة ما نسميه بالمصطلح الدارج بين البشر ( الميانة )؟ هل جميع هؤلاء يتساوون في الدرجة و القرب أو البعد منا؟ 
إن كل شخص من هؤلاء الأشخاص له هيكلته الخاصة و كيانه الخاص و درجة قرب معينة يجب أن يفهمها هذا الإنسان و أن يضعها نصب عينيه. كذلك يجب أن يعرف إلى أي مدى يقوم بالمصارحة معه في جميع شئون حياته الشخصية حتى لو كانت أموراً سرية لا ينبغي لأحد أن يطلع عليها. 

إن أول هؤلاء الأشخاص هو الصديق و هو أعلى مراتب القرب من الإنسان درجة. فهذا الإنسان يكون مشاركاً لك بدرجة 100% لجميع أمور حياته و لا يخفي عنك حتى دبيب النملة لو سمعها في إحدى الليالي, بل يخبرك بها و يقول لك لقد سمعت النمل و هو يمشي مساء البارحة. إن هذا الشخص قريب منك إلى درجة لن تصدقها فهو يتشارك معك الطعام على طاولة واحدة و من الممكن أن يتناول معك من نفس الملعقة و من نفس الصحن. و نحن العرب نسميه بالمصطلح المعروف ( أكل عيش و ملح ). كذلك لن يتخلى عنك هذا الصديق في أصعب المواقف, بل أشدها قسوة و يبادر من نفسه في الدفاع عنك أو مساعدتك بل من الممكن أن تصل إلى درجة أن يحل مكانك لو تم اتهامك في قضية سرقة لا سمح الله. إن هذا الكائن أراه من منظوري الشخصي مثل الكائن الفضائي, غير موجود بيننا. لأنك لو مرضت لا سمح الله بالتهاب في الكلى أو الكبد و اضطررت إلى الحصول على هذا العضو من صديقك فإنه لن يمانع بل سوف يبادر إلى منحك إياها. و أما عن حياته الشخصية فهو كالكتاب المفتوح أمامك تعلم عنه كل صغيرة و كبيرة منه. و كذلك لا يتأخر في إخبارك عن جميع أخباره المستقبلية سواء السعيدة أو الحزينة. و لا يمانع هذا الصديق في أن يخبرك عن ماضيه لو أردت ذلك. إن الصديق هو الظل الأبيض الذي يجاورك في كل اتجاه و في كل خطوة تخطوها. و كذلك يشجعك باستمرار على فعل الأشياء الايجابية و فعل جميع الأمور التي تساهم في عمل الخير. و تجده يقرأ ما بداخلك بشكل مباشر حتى لو لم تخبره ما الذي تعاني منه بداخلك. و لهذا فإن الصديق يعتبر من أندر الأشخاص في حياتنا و وجودهم بيننا هو شيء صعب جداً للغاية. و إن وجدته يوماً من الأيام فأنا أنصحك بقراءة كتيب التعليمات حول طريقة المحافظة عليه و عدم ضياعه من بين يديك. لأنك لو خسرته يوماً من الأيام فلن تجد له العوض و لن تجد مثل هذه العملة في حياتك.

أما الشخص الثاني معنا فهو الصاحب. إن الصاحب يأتي بعد الصديق و هو مشابه له في بعض الصفات و ليس جميعها. فالصاحب إنسان يقف معك, نعم. و لكن وقوفه يكون بحدود معينة لا يريد هو أن يتجاوزها لسبب غير معلوم. و من فترة إلى أخرى يوافق على أن يشاركك الطعام و لكن في الغالب يعتذر لوجود أشخاص آخرين في حياته و هم أولى منك من حيث المعاملة. كذلك من حيث المساعدة في المواقف الصعبة فأقصى ما يقوم به هو اتصال هاتفي بأحد الأشخاص من أجل مساعدتك و إن لم يستطع فإنه يعتذر عن المساعدة. و أما من الناحية الطبية فأقصى طموحات هذا الصاحب هو أداء زيارة المريض ثم يتمنى لك الشفاء العاجل و يغادر المستشفى. و عن حياته الشخصية فهو إنسان غامض لا تفهم منه شيئاً و لا يريد أن يخبرك بشيء عن حياته و عن ماضيه و عن ماذا يفكر. و ينظر لك بنظرة الشخص الثاني في حياته. و إذا حاولت الاقتراب منه, يبدأ بالاعتذار منك و محاولة الانسحاب من أمامك و كأنك جدار أسود في حياته. إن الصاحب لا يشاركك الخطوات دائماً و لا يبقى معك فترة طويلة بل يؤدي مهمة معك ثم يرحل في حال سبيله. و إن أتت منه بعض النصائح الجيدة فهذا يدل على طيب معدنه. لأنه و للأسف فهناك بعض الأصحاب ممن يحملون الغدر بداخلهم مع أنهم يظهرون الطيب أمامك بعكس الصديق الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يغدر بك أو أن يتلون مائة لون أمامك. و أما عن اهتمامه بك فلا تجده أقرب الناس إليك و لا يقرأ ما يدور في عقلك أو لا يستطيع الوصول إلى درجة ماذا تقول عينيك و ما الذي تحمله بداخلك. و لهذا فإن الصاحب تجده بين الحين و الآخر في حياتك و من أهم المناطق التي تستطيع إيجاد الأصحاب فيها, هي مرحلة الدراسة و مرحلة العمل. أما خارج هاتين الدائرتين فلا تجد سوى الصديق فقط. 

حسناً, دعونا نرى من هو الزميل؟ إن الزميل أقل درجة من الصديق و الصاحب و يكون محدوداً للغاية بعمل معين مثل أن تتشارك مع شخص ما داخل فريق عمل معين أو داخل مجموعة تطوعية لأداء مهمة معينة. و لا يتجاوز هذا الزميل هذه المهمات و من بعدها يفترق كل شخص إلى الجهة التي يرغب بالذهاب إليها. و من أهم المميزات التي تميز هذا الزميل أنه لا يتحدث إليك بتاتاً بصفة شخصية و لا يطلب منك أي مساعدة خاصة أو أن تقدم له خدمة لكي يستعين بها. و السبب أن لديه أصدقائه و أصحابه. و لهذا فإنه ينظر إليك نظرة عمل فقط و ليس أكثر من ذلك. و الزميل في غالب الوقت تنتهي علاقتك معه بانتهاء هذه المهمة أو المجموعة. و لو كنت موظفاً على سبيل المثال فإن الزميل تنتهي علاقتك معه بانتهاء دوام عملك و لا يتواصل معك بعدها. و لهذا يعتبر الزميل أبعد البشر إليك و لا تستطيع أن تحادثه بأمورك الشخصية و الخاصة و تلتزم معه بأمور العمل فقط و لا تتجاوزها بتاتاً 

و في الختام نصل إلى القريب. حيث أن الأشخاص من ذوي القربى و الأرحام لا يملكون صفة معينة بحد ذاتهم. فربما تجد أحد الأقارب من هو صديق لك. و ربما من تجده زميل لك. إن اختلاف الأقارب يؤكد على صحية العلاقة و أن العائلة متنوعة العلاقات الاجتماعية. فمن اجتمعت به صفة الصداقة و القرابة فهذا من أعلى المراتب لأنه ينظر إليك بنظرتين مهمتين جداً أولها نظرة القرابة و تعني الرحمة و صلة الرحم و هي من أهم الواجبات التي أوجبها ديننا الحنيف في حياتنا. ثم نظرة الصداقة و هي النظرة المهمة في حياتك حتى يكون سنداً لك و معيناً لك مثل ظلك. و أما من اجتمعت صفة الزمالة و القرابة, فأنا أنصحك هنا بأن تؤدي حق الله فقط في هذه القرابة و أن تقوم بزيارته و وصله و السؤال عنه و مشاركته بعض المناسبات الرسمية مثل شهر رمضان و الأعياد الإسلامية. و لا تزد عن ذلك رغبة في راحته و عدم إزعاجه. 

إذا وصلنا إلى تعريف كل شخص من هؤلاء لكن السؤال الآن, أيهم أبحث عنه في حياتي من بين هؤلاء الأشخاص؟ في الحقيقة, الإجابة سوف تكون صعبة للغاية. لأن الأشخاص ليسوا سواء من ناحية الظروف و الانطباعات و التغير المزاجي. فهناك أشخاص يكونون أصدقاء ثم يتحولون فجأة و برغبة منهم إلى أصحاب. و هناك زملاء يرتقون إلى درجة أعلى و يطمحون نحو الصداقة. 
إن هذه العلاقات الاجتماعية معقدة و شائكة جداً و تصل إلى درجة الاستغراب و علامات الاستفهام المتكررة. و للأسف ربما تصل إلى درجة الشك في هذه العلاقة و التي بدورها تصل إلى درجة الهدم ثم الفراق و كل شخص يسير في اتجاه مختلف. 

إن أفضل ما يمكنك عمله هو أن تتدرج في هذه الرتب من الزميل حتى الصديق و لكن احذر ألف مرة عند التحدث معه كصديق. فلحظة الغدر قد تأتي منه إذا تحول إلى صاحب. و المعنى أنه يبدأ في التحول التدريجي من صديق إلى صاحب من دون أن تشعر بذلك و تصطدم فجأة بطعنة الغدر و أنت تحسبها أنها أتت من صديق لكن للأسف أتت من صاحب. 

و لهذا فإن الصاحب هو أشد درجات العلاقات الاجتماعية عتمة بل أكثرها تلوناً و لا تعلم في هذه الدرجة من هو هذا الشخص الواقف أمامك و ما هي الطريقة التي يعاملك بها؟ و هل هو صديق أم زميل؟ 

و لذلك اجعل الحذر ملازماً لك حتى تجد ذلك الموقف الذي يخلده التاريخ لك ثم تسمي الشخص الواقف أمامك ( صديق ). لأن الصداقة يا عزيزي القارئ مواقف و ليست فترة عمر. و بهذا الموقف تستطيع التثبت منه و المحافظة عليه مدى العمر. 

Saturday, May 20, 2017

السكران و الغاضب ... أصحاب الحقيقة

هناك مقولة تقول بأن أصدق شخصين في الحديث هما الشخص السكران و الشخص الغاضب.
لكن هل هذه حقيقة؟ هل بالفعل أن كل ما يتحدث به هؤلاء يعبر عن حقيقة ما يشعرون به من الداخل؟
في الحقيقة و بحسب وجهة نظري الشخصية و القاصرة و التي تحتمل الصواب أو الخطأ , أرى أن هذه المقولة صحيحة.
السبب بكل بساطة لأن من يشرب كثيراً يفقد كثيراً و المعنى في بطن الشاعر أي يفقد عقله أكثر. 
و هذا بالطبع ليس تحليلاً مني بشرب الخمر و العياذ بالله لأن تعاليم ديننا الحنيف لا تسمح بذلك.
أما الشخص الغاضب فهو بالفعل يفقد عقله عند الغضب و يتفوه بالكثير من الأحاديث معظمها قد تكون صادقة.
لكن ما الرابط بينهم؟
إن الرابط الوحيد بينهم هو اختفاء العقل الواعي و ظهور العقل اللاواعي للحديث أو ما نسميه العقل الباطن. 
فهذا العقل هو منبع الأسرار و منبع الحديث و منبع كل أسلوب أو تفكير أو حتى خطوة يقوم بها الإنسان. 
و لهذا فإن عقلك الباطن هو أخطر ما تملك بدون أن تشعر. 
و يجب عليك في المقابل أن تراقب هذا العقل و أن تعلم بماذا تغذيه هل يتغذى على الخير أم على الشر؟
هل تلقنه كلمات الخير و المحبة و التسامح و العفو و المغفرة؟ أم كلمات اللعن و البذاءة و الابتزاز و كل حقد دفين تجاه شخص آخر؟
أكاد أجزم أن كل حرف ينطقه هؤلاء الاثنان يعبر عن تراكمات ماضية ظلت في داخل الإنسان حبيسة في زنزانة الأفكار و تفكر كيف السبيل للخروج. 
و المصيبة العظمى في هذين الشخصين أنهم يتحدثون بكل صراحة ووضوح و بدون أي مجاملة مهما كانت هذه الحقيقة مؤلمة و قاسية تجاه من يستمع إلى الكلام. 
حتى لو كان أسلوبهم فظاً و غير لبق و إن كان الغاضب صوته عالياً و السكران صوته منخفضاً لكن رنين الكلمات تشعرك أنها مسامير تطرق في جسدك مسماراً تلو مسمار.
و أنك تقف مذهولاً أمام هؤلاء و كيف يتحدثون بهذه الطريقة و الأغرب كيف استطاعوا مجاملتك فترة من الزمن و خدعوك بالكلم الطيب حتى تصدقهم و تسايرهم و تمضي معهم فترة من الزمن دون أن تكترث أو حتى تنتبه إلى كمية الحقد و الضغينة التي يخبئها و يجمعها هذا الشخص بداخل قلبه أو بالأصح داخل عقله الباطن و هو ينتظر فقط لحظة الإنفجار النهائية حتى يخرج كل ما بداخله.
و لهذا فإن أغضبت أحدهم بدون قصد ثم انفجر بك بهذه الطريقة فإعلم أن هذه هي مكانتك الحقيقية بداخل قلبه و أن هذا هو مقدار الاحترام الذي يكنه لك حتى لو اعتذر بعد ذلك.
قد ترى أنه غريبٌ جداً أن أصدق شخصاً فاقد العقل الواعي و يتحدث بعقله اللاواعي و أعتبر حديثه هذا صحيحاً.
لكن طالما أمرنا ديننا الحنيف بالعفو و الصفح عن الآخرين و تنظيف قلوبنا أو بالأصح عقولنا الباطنية من كل كلمات الشر
و من ذلك الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه و سلم عندما حدث الصحابة رضوان الله عليهم بأن هناك رجل سوف يطلع عليهم و هو من أهل الجنة. و قد كررها صلوات ربي عليه وسلم ثلاث مرات و عندما بحث الصحابة في هذا الأمر وجدوا أن الرجل لا يقوم بأي شيء خارق سوى الصفح و العفو عن الآخرين قبل أن ينام و هذا علاج ممتاز من أجل أن لا تتراكم البغيضة و الشحناء بداخلك لفترات طويلة ثم تخرجها أثناء غضبك بطريقة مستفزة و النتيجة هي خسارة شخص أحبك من قلبك و اعتبرك أخاً له لكن لم تكن تقدر هذه النعمة.
بل كنت تحصي له الزلات و الهفوات و كنت تنظر لكل صغيرة و كبيرة تحدث منه أمامك و ربما تفسرها بسوء الظن.
و عن سوء الظن فقد أفرغت لهذا الموضوع قصصاً عديدة حدثت معي شخصياً خلال روايتي الجديدة و التي لم ترى النور بعد حتى الآن إلى أجل غير مسمى. و أظهر فيها كيف أن الغضب يقول الحقيقة لكن في المقابل سوف تكون هناك خسائر مدوية. 

إن الغضب و فقد العقل نتيجة شرب الخمر من أسوأ الأدوات التي قد تواجه أي إنسان حول الأرض إلى إخراج كبته و غضبه و ربما يكون غاضباً من أشخاص آخرين ثم يفرغها جميعاً على شخص برئ لا ذنب له. 

لذلك نصيحتي لكم هي الصفح و العفو الدائم و تذكر دائماً الذكرى الجيدة قبل الذكرى السيئة و أن من يمد يده لك بالخير فصافحها بالخير و لا تجعل عقلك الباطن يتوجه له بأي كلمة من كلمات الشر حتى لا تؤذي نفسك ثم تؤذي البشر. لأن البشر قوالب من زجاج و قد تتحطم في أي لحظة فأمسك لسانك. 

Monday, May 8, 2017

الشكر و التقدير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعزائي القراء, عزيزاتي القارئات. في البداية دعوني أرحب بكم من جديد في هذه المقالة التي أكتبها باللغة العربية بعد عدة مقالات سابقة قد كتبتها باللغة الإنجليزية. و السبب أني خصصت هذه المدونة بعد السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعودة منها لكتابة المقالات باللغة الإنجليزية فقط. و أي مقالات عربية أقوم بكتابتها في صفحتي على الفيس بوك. لكن بسبب طول الفترة الزمنية منذ عودتي من أمريكا حتى الآن و كذلك قلة الممارسة على كتابة المقالات باللغة الإنجليزية, أفقدني هذا الشيء بعض القواعد المهمة في كتابة المقالات باللغة الإنجليزية. بالإضافة إلى الكتابة الكثيرة و المستمرة باللغة العربية و الانتهاء كذلك من روايتي الأولى و نشرها و كذلك الانتهاء من روايتي الثانية. و لهذا السبب فقد قررت الابتعاد قليلاً عن الكتابة باللغة الإنجليزية و التوجه نحو العربية. أيضاً معظم المتابعين لهذه المدونة هم ممن يقرأون باللغة العربية و ليس اللغة الإنجليزية.
حسناً دعونا نتعمق و نبحر أكثر حول موضوع هذه المقالة التي أتت بعنوان الشكر و التقدير. و السؤال الآن, هل يستحق الإنسان في حياته أن يستمع إلى كلمات الشكر و التقدير مقابل كل عمل ينجزه؟ أم أنه يفعل العمل المطلوب منه مقابل أجر يتقاضاه و احتساب ذلك العمل على الله عزوجل؟ هل كلمات الشكر و التقدير لها ذلك الثقل و ذلك الوزن الكبير في حياة الإنسان العملية و الشخصية؟ هل يحتاج الإنسان أن يبحث عن كلمات الشكر والتقدير بنفسه؟ أم أنه ينتظرها, إذا أتت كان بها و إذا لم تأتي لا ينظر لهذا الجانب و لا يعتبره موجوداً من الأساس؟ و كذلك غيرها الكثير من الأسئلة حول موضوع الشكر والتقدير.
لكن دعوني أحكي لكم قصة حدثت معي خلال العمل و أنقل من خلالها ذلك الشعور الذي شعرته خلال مجريات هذه القصة. لقد استلمت منذ تعييني بقسم المحاسبة في تلك الشركة أصعب مهمة بالنسبة لي وهي التعامل مع قسم المستودعات بالشركة. لكن ما علاقة المستودعات بالمحاسبة؟ لقد كانت علاقة تكاملية فالنظام المعلوماتي المستخدم في تلك الفترة داخل الشركة كان يتطلب من قسم المحاسبة الموافقة داخل النظام على جميع أوامر الصرف و الاستلام للمستودعات. و كانت تلك أربعة مستودعات ضخمة و ليس مستودعاً رئيساً واحداً فقط. و لسوء الحظ فقد كانت هذه المستودعات تعاني الكثير و الكثير عند إدخال بيانات الصرف و الاستلام إلى داخل النظام المعلوماتي المستخدم في تلك الشركة حينها. و لهذا لم أكن أوافق على أي عملية صرف أو استلام خاطئة حتى يتم تعدليها من قبل قسم المستودعات. ثم بدأت مسيرة طويلة مع المستودعات و كانت نسبة الأخطاء المتكررة فيها تصل إلى 95%. و بفضل من الله عزوجل ثم باستخدام جميع الأدوات النظامية المتاحة بين يدي داخل هذه الشركة و ذلك من أجل مخالفة و معاقبة أي شخص يخطئ عند إدخال البيانات إلى داخل النظام المعلوماتي, استطعت ولله الحمد بعد قرابة سنة تقريباً من تقليص هذه النسبة حتى وصلت إلى 5%. نعم ... 5% هذا الرقم صحيح و هذا يعني أن هناك نسبة ضئيلة جداً جداً في اكتشاف أي خطأ جديد أثناء إدخال البيانات إلى داخل النظام المعلوماتي الخاص بالشركة. لكن هذه الشركة أرادت تغيير هذا النظام من أجل إجراء إصلاحات داخل الشركة تهدف إلى التطوير و التنمية و تقليص مهام العمل و الرفع بجودة العمل أكثر و كذلك الوصول إلى الأهداف المطلوبة بطرق يسيرة و بسيطة. و لهذا فقد قررت هذه الشركة أن تتفق مع إحدى الشركات الأخرى المتخصصة في نظم المعلومات من أجل إحضار برنامج معلوماتي حديث و مستحدث يستطيع تنفيذ هذه الإصلاحات الجديدة التي ترغب الشركة في إدخالها. و أيضاً كانت هذه الشركة الخارجية مكلفة بالتدريب النظري و العملي على أرض الواقع لبعض الموظفين داخل الشركة من أجل معرفة كيف يتم تشغيل واستخدام هذا النظام المعلوماتي الجديد. و قد تم اختيار شخص مسئول من كل قسم ليصبح مديراً في هذا البرنامج المعلوماتي الجديد ممثلاً عن إدارته التابع لها. و هو من يتلقى التدريب أولاً على يد المدربين القادمين من الشركة الخارجية ثم يقوم هذا المدير بتدريب جميع الموظفين أدناه على كيفية استخدام هذا النظام المعلوماتي الجديد بحسب اختصاصه داخل الإدارة و بحسب مهام العمل الموكلة إليه. أما في قسم المحاسبة فقد قررت الشركة إحضار مدير جديد من خارج الشركة و تعيينه مديراً مسئولاً في النظام المعلوماتي الجديد ممثلاً عن إدارتنا. ثم بعد مرور عدة أشهر من التدريب و التحضير و البرمجة و تجهيز كل شيء من أجل انطلاق النظام الجديد و إغلاق النظام القديم, و صلتني أوامر من مديري المباشر بضرورة إغلاق الفترة المالية في اليوم الأخيرة للشهر و عدم التأخر عن ذلك إلى اليوم الأول من الشهر الذي يليه. و لهذا فقد بدأت في تنفيذ المهمة المطلوبة مني على الرغم من ضخامة الأمر حيث كنت مسئولاً عن أربعة مستودعات ضخمة تصل إلى ملايين الريالات و مهمة مثل هذه بحاجة إلى أربعة موظفين على الأقل من أجل مراجعة كافة إدخالات أوامر الصرف و الاستلام الصادرة من جميع المستودعات و التأكد تماماً من صحتها و عدم احتوائها على أي خطأ ثم الموافقة عليها داخل النظام المعلوماتي و اعتمادها مالياً. و أول ما بدأت به هو توجيه رسالة بريد الكتروني شديدة اللهجة إلى جميع المستودعات و إعلان الحالة أحمر أي الاستنفار الشامل و الكامل لجميع مدخلي البيانات و المشرفين و مأموري المستودعات و الوقوف معي جنباً إلى جنب من أجل إنجاز هذه المهمة في الموعد المحدد و عدم التأخر عن التنفيذ. و بالفعل فقد بدأت قبل نهاية الشهر بخمسة أيام و ذلك باستقبال كافة أوامر الصرف و الاستلام من كافة المستودعات و مراجعتها المراجعة الدقيقة ثم الموافقة عليها. و كنت أعمل في بعض الأيام خلال تلك الفترة القصيرة جداً حتى بعد انتهاء موعد العمل بساعتين أو ثلاث ساعات. و أما في الليلة الأخيرة و هي الليلة ما قبل اليوم الأخير للشهر فقد بقيت في مكتبي حتى الساعة الحادية عشر و النصف ليلاً و كان من المفترض أن ينتهي موعد عملي في تمام الساعة الخامسة عصراً. لكن روح الفريق الذي عملت معه من قبل المستودعات و الهمة العالية التي كنت أقابلها في سبيل التنفيذ, كانت تنسيني حينها أي صعب و أي وقت و لم أكن أكترث حينها متى سوف أغادر من ذلك المكتب بل كنت أهتم فقط متى سوف أغلق تلك الفترة المالية. و لله الحمد فمع صباح اليوم التالي استطعت إعلان الحالة أخضر و إنهاء حالة الاستنفار الشامل و الكامل على جميع المستودعات و استطعت كذلك إغلاق الفترة المالية بحسب ما كان مطلوباً مني. ثم قمت بتوجيه رسالة شكر و تقدير إلى جميع فرق العمل المتواجدة في كافة المستودعات على عملهم الدؤوب و الرائع من أجل المساعدة في إنجاز هذه المهمة. و أما على الجانب الآخر فقد كان هذا المدير يعمل وحيداً و بصمت و من دون مشاركة باقي أفراد القسم في تصميم وبرمجة النظام المعلوماتي الجديد حتى يتم التأكد من عدم الاختلاف الكثير عما كنا نمارسه من عمل مع النظام المعلوماتي القديم. و لهذا فقد بقي خلال فترة البرمجة و التصميم و حيداً و يعمل بصمت ثم قام بتدريبنا على مهام عملنا الجديدة في النظام المعلوماتي الجديد. لكن لم يكن التدريب واضحاً بالنسبة لي و كان الغموض يكتنف أغلب ما كنت أشاهده بعيني. أما بقية أعضاء الإدارة و منهم أنا فقد كنا نقوم بأعمالنا و ننجزها و كنا أشبه بالفريق الآخر منفصلين تماماً عن هذا المدير. ثم بعد ذلك وصلتنا أخبار بأن الشركة تود عمل حفلة شكر و تقدير لكل من ساهم في إنجاز مهمة البرنامج و كذلك الاحتفال بمناسبة انطلاق البرنامج إلى الحياة. و عندما حضرت إلى الحفلة توقعت أن يكون هناك تكريماً لي خصوصاً بعد تلك الليالي الطويلة التي قضيتها في تنفيذ مهمة شاقة و مرهقة. لكن ما شاهدته أمام عيني هو تكريم المدير الجديد فقط و كذلك المدير المالي بصفة شرفية و لم يتم تكريم أي فرد آخر من إدارتنا. و أما باقي الإدارات فقد تم تكريم عدة أشخاص عملوا على برمجة وتصميم النظام المعلوماتي الجديد و من ضمنهم أفراداً بنفس مستوى درجتي الوظيفية من قسم المستودعات. و هؤلاء الأشخاص ممن عملوا معي بجد و اجتهاد لإنجاز هذا التحول وهذا الانتقال. حينها شعرت بالصدمة و كأني لم أقم بشيء مطلقاً خلال الفترة الماضية بالرغم من أن العمل لم يكن لينجح أو ليتم إنجازه إذا لم أبقى حتى بعد نهاية موعد العمل و القيام بإنجاز جميع الموافقات المطلوبة على جميع أوامر الصرف و الاستلام.
و للأمانة حتى تكون الصورة واضحة للجميع فإن الحفل كان مخصصاً فقط لمن عمل على برمجة و تصميم النظام المعلوماتي الجديد. لكن السؤال الذي تبادر إلى ذهني هو:- و ماذا عن من قام بإغلاق النظام القديم و التحول إلى الجديد؟ ألا يستحقون الشكر و التقدير أيضاً؟ ألا يستحقون التكريم على ما قاموا به من جهد لإنجاز هذا التحول؟ لماذا لم يتم تكريمهم و إعطائهم دافعاً أقوى و ذلك بإعطائهم جائزة تقديرية شكراً و تقديراً على ما قاموا به؟
في الحقيقة لم أكن أعرف أي إجابة حول هذا الموضوع و قررت الانسحاب من الحفل من دون مشاركتهم تقطيع كعكة الاحتفال أو حتى تناول جزء منها. بل ذهبت إلى مكتبي مذهولاً و مصدوماً مما رأيت.
حسناً الآن و بعد هذه القصة القصيرة التي حدثت معي, هل نحن بحاجة إلى الشكر و التقدير في حياتنا؟ و كذلك بقية الأسئلة التي سألتها في بداية هذا المقال.
في الحقيقة إن أي إنسان على وجه هذه الكرة الأرضية يستحق أن يكون متميزاً عن الآخر. ومن حق أي شخص أن يستمع إلى كلمات الشكر و التقدير سواء من والديه أولاً ثم بعد ذلك من إخوته ثم بعد ذلك من أصدقائه و أخيراً يكون الشكر و التقدير صادراً من مديره في العمل. و من أهم الأسباب التي تجعل الإنسان يبحث عن الشكر و التقدير هو الدفع نحو الأمام و محاولة تطوير النفس. إن الإنسان عندما يحصل على كلمات الشكر و التقدير من شخص آخر, تبدأ غريزة الطموح و النشاط و الانطلاق نحو الأمام بالازدياد و كذلك يشعر بنشوة القيام بمائة مهمة عمل في الدقيقة الواحدة. إن الشكر و التقدير هو الوقود الذهبي للعمل و هو المحفز الرئيسي بل الأساسي لأي عمل تقوم به. قد تقول لي بأن هذا رياء و أن ما يقوم به يحصل على أجر مقابله. لكن دعني أخبرك أن هذا الكلام غير صحيح و غير منطقي. فالأجر الذي يتقاضاه, يحصل عليه مقابل العمل الذي قام به.  أما الشكر و التقدير فهو مقابل إنجاز هذا العمل و هناك فرق بين القيام بالعمل و إنجاز العمل. لأن القيام بالعمل يكون مثل الروتين أي كأنك تقوم بتركيب قطعة ما وفق كتالوج معين. أما إنجاز العمل فهو الإبداع و الإتقان في تنفيذه, بمعنى آخر وضع لمسات إضافية عند إتمام العمل و تسليمه. هذا هو المنظور الشخصي والقصير بالنسبة لي الذي أرى فيه كيف يمكن التفريق بين التنفيذ بشكل روتيني و التنفيذ بشكل مبدع. إن الشخص عندما يستخدم عقله للإبداع في أي شيء يحبه كائناً ما كان, يستحق في مقابله التزود ببعض الوقود الذهبي من أجل ملء هذا الجزء الناقص من عقله و الذي استخدمه للإبداع. و حتى يتم ملء هذا الوقود فإنه يستحق أن يسمع كلمة شكر و تقدير مقابل ما أنجزه من عمل مطلوب منه.
أما السبب الآخر حول هذا الموضوع فإني أرى أن الشكر والتقدير هو الفخر الذي يستحقه كل شخص لأبنائه. فلو كان لأحد الأشخاص عدد من الأبناء و البنات فإنهم يستحقون أن يفخرون بأبيهم و أمهم و أن يقولوا للعالم انظروا إلى ذلك الدولاب الذي يمتلئ بكل شهادات الشكر و التقدير التي حصل عليها أبي أو حصلت عليها أمي. و بذلك سوف يكون دافعاً قوياً و مهماً جداً للأجيال القادمة من أجل بناء مستقبل مشرق كله ايجابية و سعادة و تحفيز للعمل و به الكثير من كلمات الشكر و التقدير التي نستحقها في حياتنا.
حاول يا عزيزي القارئ أن تبدأ بقول كلمات الشكر و التقدير تجاه الآخرين. فعلى سبيل المثال لو رأيت عامل نظافة يعمل أمامك فلا تتردد في أن تشكره و تقدره على عمله حتى يشعر بالسعادة و السلام الداخلي بقلبه. حاول أن تبتسم أمامه و تعطيه ذلك الوقود الذهبي الذي يستطيع به أن يملأ عقله حتى يبدع في عمله. لا تحتقر الآخرين من حولك و تُميز فيما بينهم و تقول ذلك يستحق و هذا لا يستحق, بل على العكس اجعل لسانك معتاداً على قول كلمات الشكر و التقدير حتى لا تنضب هذه الكلمات من كوكبنا و يصبح بائساً بلا ايجابية مقنعة أو وقود ذهبي يساعد على الإبداع و التفوق, بل الإنجاز بشكل لا معقول في إتمام مهام العمل اليومية لجميع أفراد البشر على سطح هذه الكرة الأرضية المستديرة.
تمنياتي لكم بالحصول على العديد من كلمات الشكر و التقدير في حياتكم و أن تصبح حياتكم كلها ايجابية و سعادة و أمل و أن لا ينتهي ذلك الوقود الذهبي من حياتكم حتى تستطيعون العيش فيها بكل إبداع.