Saturday, September 18, 2021

زيف

 وبعد انقطاع فترة من الزمن عن الكتابة في هذه المدونة، أعود من جديد إليكم حاملاً في جعبتي بعض الكلمات التي أريد التعبير عنها حول "زيف الحقيقة" لدى بعض البشر من حولنا وكيف يطاوعه قلبه بأن يعامل الآخرين من حوله على أنهم أغبياء، تافهين، لا يدركون الحقيقة ولا يعلمون حقيقة من يتعاملون معه لأنه ببساطة قد اعتاد زيف الحقيقة في حياته ولربما منذ طفولته.

نعم، إن من يعتادون "زيف الحقيقة"

هم في حقيقة الأمر ... أشخاصًا من ورق بحسب تصوري الشخصي، أي أنه من السهل تمزيقهم وتمزيق تلك الابتسامة وتلك النظرة وأيضاً تلك الأقوال الزائفة التي يتفوهون بها.

ولأن الشخص الذي اعتاد العيش بشكل مزيف يريد أن يرهب الآخرين من حوله حتى لا يكشفون حقيقته الهشة، لذلك يعاملهم بأنفة وتعالي وكبرياء، وأنني ذلك الشخص الذي لا يقهر ولا يستطيع أحد أن يكسر هيبتي أمامكم.

وللأسف ... فإنني أستطيع القول بكل بساطة بأن من يتعامل مع شخص مزيف في حياته، فقد قبل الخضوع والخنوع على نفسه ورضي بإذلال روحه أمام غطرسة وعنجهية ذلك المزيف وأن الشخص الذي يقع في هذا المحظور لا يريد للأسف – ومن وجهة نظري الشخصية – أن يستسلم أو يعترف بأنه يتعامل مع شخص مزيف.

وإذا أردتم أمثلة فالأمثلة لا تعد ولا تحصى ... فهناك من يزيف زهده وهناك آخر من يزيف صدقه وأمانته وآخر من يزيف صداقته والقائمة لن تنتهي وإن استمررت في الكتابة حتى أبد الدهر ... ببساطة لأن المزيفون لا ينتهون من الحياة ولن يقبلون التراجع بسبب ما يلمسوه من زيادة زائفة في قوتهم وسيطرتهم على الآخرين وبسطة أيديهم عليهم وكذلك شعور اللذة من السيطرة عليهم.

ومهما يصنع هذا الشخص المزيف من أفعال أو أقوال سيظل كما ذكرت بالأعلى شخصاً من ورق، وأنا أتحدث هنا عن الجنسين من الذكور والإناث وليس جنساً معيناً لأن التزييف صفة لا تتعلق بجنس أو بهوية معينة بل هي تتعلق بصفات وسلوك الشخص نفسه حتى وإن أحسنوا والديه في تربيته إلا أن هذه الحقيقة لابد لها أن تظهر يوماً من الأيام وأن تكون واضحة أمام الآخرين مثل وضوح الشمس في منتصف النهار.

ولكي أعطيكم دليلاً على وجود أشخاص مزيفين من حولنا، فعليكم الانتباه إلى مسألة بسيطة وهي مسألة "الالتصاق المؤقت"

أي أن الشخص يبقى إلى جوارك لأجل مصلحة معينة – أموال مثلًا – وفي حال انقضاء هذه المسألة، تركك هذا الشخص المزيف في دوامة الحيرة مع نفسك لأجل إيجاد ضحية أخرى لديها نفس المصلحة التي كنت تملكها لأجل إسعاد نفسه والترويح عن ذاته الأنانية من دون الاكتراث لما آلت إليه نفسية الشخص الأول وكيف أصبحت بسبب ممارسته الشنيعة لما ذكرته: - "زيف الحقيقة"

وإلى هنا أختم هذه الكلمات التي كتبتها إليكم عن "زيف الحقيقة" وأن أدعوكم إلى الإبصار دوماً إلى أولئك الأشخاص الذين يعبثون من حولكم، وفي حال شعوركم – ولو بشعور بسيط – ذلك أنك تحولت إلى شخصٍ مستسلمٍ لغيره أو لنقل خاضعٍ لأوامره فعليكم الانتباه والحذر واليقظة دوماً من كل الحركات والسكنات وأن لا تجعلوا شخصاً معيناً بحد ذاته أن يفرض سيطرته عليكم وفي حقيقة الأمر هو شخص زائف وكل ما تراه يتوهج من حوله إنما هو "زيف للحقيقة"

 

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم