Tuesday, November 5, 2019

أنت لست في الزمن المناسب

كثيراً ما أرددها بداخل نفسي 
ذلك أنني لست بالزمن المناسب وأيضاً لست بالمكان المناسب

ذلك الزمان الذي يقدرني كثيراً ويستطيع فهم ما أريد وما أملك من طاقات كامنة بداخلي وترغب كثيراً في أن تتشكل على هيئة منجزات حقيقية على أرض الواقع.

لكن للأسف، مع كل هذه الأمنيات والرغبات فإن واقع الحال يقول عكس ذلك.
ويجعلني دائماً محط سخرية من نفسي. وأنني ذلك الشخص البليد والعالة الكبرى على هذه الأرض.

وهرباً من كل ذلك فإن نشوة مفاجئة تعتريني في بعض الأوقات، حين تدفعني عبر أنغام موسيقية مفاجئة وتتخللها بعض الرقصات السعيدة إلى الانطلاق خارج هذا العالم والسفر باستخدام الخيال إلى عالم آخر، أجمل بكثير من هذا الواقع المزيف والبائس والمليء بنقاط الفشل.

وسبب اقتناعي بأنني في الزمن غير المناسب هو رؤيتي للحظ والفرص مجتمعين معاً ويتحاشيان الوقوف بجانبي وإلى صفي.
ومهما حاولت إقناعهم وإرضاءهم بالعمل المجدي وبذل كافة الأسباب لكي أنجز، إلا أنهما يضحكان في الأخير ويجعلانني محط سخرية الجميع والسخرية من نفسي قبل كل شيء

ولهذا أعتقد جازماً بأن النجاح في نهاية هذا الطريق بعد كل هذا الكفاح هو مجرد تحصيل حاصل. ولا يوجد أي طعم أو لذة لأن تنتشي لحظة الانتصار بينك وبين نفسك بسبب اعتقادك المسبق أنك لم تكن في الزمن المناسب.

حتى لو وصلت وانتصرت في الأخير، ستشعر أنك متأخر كثيراً عن نفسك أولاً قبل أن تكون متأخراً عن الآخرين.

وأعلم جيداً بأن ما أكتبه هو محبط للغاية لمن يقرأه ولكن ما المانع حين نتحدث بصراحة ونبوح بالحقيقة التي نحاول جاهداً ألا نصدقها أو نعتنق أفكارها وإن كانت هذه الأفكار سوداوية للغاية.

ولربما نجح البعض في زمانه المناسب لكن ربما يعود ذلك إلى الحظ لا أكثر.

فالحظ الواحد هو اعتراف الزمن بأنك تستحق ما تريده في هذه الحياة وأن يجعل الجميع من حولك … العون والمساندة حتى تنجح.

وبعيداً عن كلام التنظير الفارغ، دعوني أطرح لكم بعض الأمثلة البسيطة.

وأولها هو الأسطورة الكوميدية المصرية الخالدة إسماعيل يس رحمه الله رحمة واسعة.
حيث شاهدت بداية انطلاقته ومسيرته الفنية عبر المسلسل الشهير أبو ضحكة جنان والذي أدى دور إسماعيل يس فيه الفنان الكوميدي المعروف أشرف عبد الباقي.
وهنا خلال أحداث هذا المسلسل، كانت الانطلاقة الأولى للفنان اسماعيل حين آمن به أحدهم وقدمه إلى أحد باشاوات مصر آنذاك أيام حكم الملك فاروق رحمه الله. تلا ذلك ذهابه إلى العاصمة القاهرة من أجل الانطلاقة الفنية نحو أمجاد الشهرة وأضواءها.
وبعد ذلك تخبط اسماعيل يس ما بين صعود وهبوط حتى آمن به مجدداً الكاتب أبو السعودالإبياري والذي سانده حتى آخر يوم من حياة اسماعيل.

وأما ثاني هذه الأمثلة فهو ما حدث لمؤسس أعظم شركة في التاريخ الحديث (ستيف جوبز) حين آمن به صديقه وشريكه (ستيف وازنياك) حتى أسسوا وأظهروا لنا شركة أبل الشهيرة. 
وبسبب دعم وازنياك لصديقه جوبز فقد استطاع الأخير أن يقف على قدميه وأن يظهر لنا شركة استطاعت وبفضل من الله عزوجل أن يغيروا المفهوم التقليدي للهواتف المحمولة.

وبالطبع فإن التاريخ مليء بقصص مشابهة لأناس كانوا في الزمن غير المناسب وبإيمان من أحدهم وقليل من التشجيع والمساندة، أصبحوا في زمن مناسب لأنفسهم ومحل تقدير وإعجاب بأنفسهم.

وأعلم يقيناً أنني قد استهلكت الكتابة في هذا الجانب وقد تحدثت عنه كثيراً في السابق. ومع هذا لن أشعر بالملل مما أفعل.

حتى يؤمن بي أحدهم ويدفعني إلى أعلى السطح كشخص كاتب ومعروف الأثر والسمعة.
وأن كتاباتي قد أحدثت أمواجاً عنيفة وإن كنت شخصاً بسيطاً مثل كورة غولف صغيرة تتدحرج في وسط المحيط لكي تحدث هذه الأمواج المنشودة وكذلك تحدث التأثير الطيب في البشرية.


محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب


#إبتسامة_قلم