Thursday, December 26, 2019

تذكر يا أخي

حين يقرأ أحدهم وأنا أتكلم عن هذا الموضوع بشراهة وهو الموضوع الذي يدور حول الصديق أو الصداقة
يعتقد لوهلة أنني خلقت وحيداً في هذه الحياة وحتى بلا أخوة أشقاء
لكن ... لا ألتفت لأي من هذه الأصوات المستغربة
فكما يتخصص أحدهم في الحديث حول المرأة أو حول موضوع كرة القدم أو حتى موضوع الأسهم
كذلك أنا ... والعياذ بالله من كلمة أنا
يستهويني كثيراً الحديث حول موضوع الصديق وعن الصداقة بصفة عامة وإن رويت في هذا الأمر رواية كاملة أسميتها رواية كسرة خبز كناية عن العيش والملح اللذان ينشآن بين صديقين مقربين أو لنقل كناية عن تلك المودة والمحبة العميقة التي تنشأ بينهم


والنقطة التي سأذكرها اليوم هي الأولويات في حياة الصديق تجاه صديقه

لربما أتحدث بصوت مجنون وكثير الشك وسوء الظن تجاه الصديق
أقول لربما
وإن كنت قد شممت رائحة حول هذا الأمر ... الآن ... فأنصحك بعدم إكمال القراءة
أما لو كان معدل الفضول لديك مرتفع فلا بأس في أن تكمل
لأنه لربما تكون هذه النقاط التي سأتحدث عنها مشوشة قليلاً وبحاجة لبعض الإيضاحات

حسناً ...

لقد قلت الأولويات ... وفي هذا الجانب يساورني رغبة جامحة في معرفة سبب كذب الجميع على شخصي الكريم بأنهم أناس مشغولون في الحياة
ومعنى كلمة مشغول في العرف اللغوي
أي أنك تقود سيارتك مثلاً
أو أنك تذهب بأسرتك الكريمة إلى السوق
أو أنك تدرس
أو أنك تعمل عملاً بكلتا يديك
لكن المصيبة هي أنني حين ألتقي بهم وجهاً لوجه أجدهم منكسي رؤوسهم وأعينهم تجاه هواتفهم وكلتا أصابع يديهم تعمل على المحادثات وأنا أغض الطرف في ذلك
وبعد أن نفترق ... يظل هاتفي صامتاً وبلا رسالة منهم ولو رسالة واحدة تطمئني بأنهم مازالوا على قيد الحياة يرزقون
إذا لماذا هذا الكذب؟!!!
والأدهى والأمر من ذلك هو عدم المصارحة العلنية أمامي بأنهم حقاً لا يرغبون في الحديث معي
,
,
,
تذكر يا أخي وكن واعياً بأن اليوم فيه 23 ساعة أي أن كل ساعة تمر فإن أقدامي تزحف نحو القبر زحفا
أيرضيك أن يختفي صوتي تحت الأرض وتختفي أحرفي عن الحياة وأنت لا تزال تكذب علي وتقول لي بأنك لازلت شخصاً مشغولاً
حسناً ... دعك من هذا
لماذا حين أسافر ثم أقوم بمحادثة أصدقائي جميعاً وبلا استثناء ... يكون جوابهم واحد وهو أنهم أناسٌ مشغولون
هل هم حقاً مشغولون في حياتهم أم يكذبون على شخصي الكريم ويتظاهرون بانشغالهم في الحياة حتى لا يسافرون معي
بل ربما من الطبيعي أن يسافروا مع بعضهم البعض لكن من دون اصطحابي معهم
يا ترى مَن المُلام هنا؟؟؟
هل هو أنا بحكم أن هذه الحياة الغبية منحتني وقتاً فارغاً في حياتي أكثر من اللازم بعشرة أضعاف أم أن الملام هم أصدقائي لأنهم لم يضعوني على قائمة أولويات حياتهم أم أن الملام هو القدر الذي لم يستطع أن يجمع بيني وبين أصدقائي الكثر وأن يصطفي لي واحدٌ منهم على الأقل لكي يشاركني ملذات الحياة؟
لماذا هذا الكذب والمجاملة بحقي؟
لماذا عدم المصارحة أمامي ذلك بأنني شخص منبوذ اجتماعيا ولا يريد أحدكم أن يتحدث معي عبر برنامج المحادثات الشهير والمعروف باسم واتساب – على سبيل المثال –؟

والمصيبة بعد كل هذا ... أنني شخص مزاجي
أي أنني لا أقبل صداقة أحد بشكل مباشر
بل يجب توافر العديد من المميزات والصفات التي تجعل أرواحنا تنسجم مع بعضها البعض
وكذلك أنا مؤمن وبقوة في قضية تلاقي الأرواح
بمعنى أن تكون أرواحنا قد قدرت مسبقاً قبل ملايين السنيين في اللوح المحفوظ بأن تلتقي معاً وأن تبقى معاً مدى العمر

لذلك أنا أتحدث معك يا أخي
يا من التقت روحي بروحك وأصبحت صديقي مدى العمر
أرجوك تحدث معي وافتح لي قلبك ولا تكذب على وتقول لي بأنك شخص مشغول وفي حقيقة الأمر أنت وضعتني في آخر سلم أولويات حياتك
لماذا كل هذا؟؟؟


محبكم
#أحمد_حسين_فلمبان
كاتب & محاسب 

#إبتسامة_قلم