Monday, June 11, 2018

عيد الفطر المبارك

إنها مناسبة لطيفة و رائعة بعد امتناع عن الطعام و الشراب لمدة تتراوح بين 29 يوماً إلى 30 يوماً أن تفرح لله عزوجل شكراً على هذه النعمة التي منحها لك و أن تحمد الله عزوجل على أن جعلك مميزاً عن البقية وذلك باحتفالك السعيد بصحة و عافية و بعيداً عن أي مشاكل صحية أو نفسية أو ربما تفتقد أحدهم خلال هذا العيد السعيد.
دعني أخبرك بشيء عزيزي القارئ, لقد ودعت أفراح العيد لمدة 3 سنوات متتالية منذ العام 2015 حتى العام 2017. و لا أستطيع أن أصف لك كيف كانت هذه الأعياد الثلاثة تمر من أمام عيني و أنا أشاهد الجميع و هو سعيد لكن لا أستطيع مخالطة فرحتهم و سعادتهم العامرة.
كنت أحاول جاهداً أن أتزين في ليلة العيد و أن ألبس من أجمل ما أرتدي من ثياب لكن كانت فرحة العيد ناقصة. فلم أكن أشعر بذلك الإنجاز أو لنقل ذلك الفرق الكبير بين كل عيد و آخر. بل كنت أرى من خلال عين صغيرة جداً جميع المصائب التي حلت بي و لم أحمد الله عزوجل على نعمة الوجود و الاستمرارية.
لقد كنت أشعر خلال هذه الأعوام الثلاثة, أن كل عام يمر علي هو نفسه العام السابق و كنت أفتقد لذة البقاء في هذه الحياة و أني لازلت أعيش حتى بعد مرور 3 سنوات.
أشعر أنها سخرية مضحكة حين عزلت نفسي عن الآخرين و وضعت نفسي حبيس زنزانة مملة من الأفكار المتواترة و لكن حين أفقت في نهاية العام 2017 و بالتحديد مع دخول عيد الأضحى المبارك, بدأت أشعر بالحياة من حولي و أن كل صعب كنت أشاهده بعيني قد مر و اختفى و لا تسألني كيف. لأن الله عزوجل قادر على أن يبدل حالك إلى حال آخر في يوم و ليلة.
عليك يا عزيزي القارئ و كنصيحة أخوية مني أنا الكاتب, أن تنظر دائماً بعين أوسع و نظرة أكبر و اترك عنك تلك التفاصيل الصغيرة المزعجة في حياتك و ذلك لأني متأكد تمام التأكد بأن لديك تفاصيل ضخمة في حياتك و ربما هذه التفاصيل هي من أجمل و أسعد التفاصيل التي تنسج تفاصيل يومك الصغير.
عادة لا أرجو أحداً من أجل أن يفعل شيئاً مميزاً في حياته. لكن هذه المرة سأقترب من أذنك من أجل أن أهمس همسة رجاء خفيفة و ذلك بأن تنفض عنك غطاء اليأس و الحزن و أن تتأمل دائماً بأن ما بعد العيد القادم هي أجمل أيام حياتك السعيدة.
ربما تعتقد أن مدة 3 سنوات هي فترة قصيرة لكي أنقل تجربتها لك هنا في هذه المقالة و لكن أنا مؤمن بأن كل سنة ثقيلة على نفس الإنسان البسيط و الكادح تعادل سنتين من حياته. فما يواجهه الإنسان في حياته من صعاب و مشاق و يحاول كثيراً أن يتجاوزها فهو بذلك يستهلك و يستنفذ طاقة ضخمة من جسده و مخزونه العاطفي و البدني و النفسي.
و لهذا فإن بدء صفحة جديدة مع نفسك في بداية هذا العيد القادم لهي فرصة رائعة من أجل أن تمنح نفسك و من حولك صك الغفران الذهبي. و هو الصك الذي سيساعدك على العفو و النسيان معاً و ليس العفو فقط.
إن أي عيد لدى الإنسان سواء كانت أعياده الإسلامية أو أعياداً أخرى, تمثل نقطة انعطاف رائعة في حياة كل شخص و هذا الانعطاف ربما يكون في الاتجاه الصحيح و ربما يكون نحو اتجاه خاطئ.
و لهذا فعندما تتكرر عليه الأعياد عاماً تلو عام, عليه بمراجعة نفسه و عدم إحباط نفسه إذا ما وجد أنه لم يقدم ذلك الشيء الكبير في حياته و ذلك لأن الحياة فرص و ربما لم يحالف الإنسان تلك الفرصة الرائعة من أجل أن يحقق ما خطط له مسبقاً.
لكن عليه أن يدفع نفسه من أجل التطوير و التحسين و أن يعد نفسه بأنه سيكون أفضل من ذي قبل مع بداية العيد القادم.
صدقني إن العيد فرحة و إن فرحة العيد لا تضاهيه فرحة.
كل ما عليك هو فقط أن تعزم على التغيير منذ هذا العيد و أن تجعل أعيادك القادمة مقياساً لقياس درجة التغيير التي حققتها خلال العام المنصرم.