Friday, December 25, 2020

أمنية

إن أمنيتي الوحيدة إليك يا صديقي، هي أن أبقى تلك الذكرى الثمينة العالقة والباقية على جدران الزمن.

أن أكون تلك العلامة الفارقة والفريدة في طيات أيامك وأن تكون على علم ويقين بأنني لم أُخلق في حياتك لكي أكون كالنصل الحاد الذي يقطع ولا يجمع، كالموس الحاد الذي يجرح ولا يداوي.

بل خُلقت ووجدت في ثنايا أيامك ولياليك لأن الله وحده يعلم علم اليقين كم أحتاج إليك وكم تحتاج إلي، يعلم الله عزوجل كم هي قلوبنا لا تحتمل العيش بعيداً عن بعضنا البعض.

وكل ما أرجوه منك يا صديقي هو أن تعي جيداً وتفهم معنى تلك العبارة الذهبية التي تقول "إن الصداقة قد تمرض لكن لا تموت".

نعم يا صديقي، أو دعني أقلها بعبارة أجمل إلى قلبي "نعم يا أخي"، إن حبل الصداقة متين ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينقطع أو أن يفترق إلى نصفين وكل نصف يذهب إلى اتجاه، بل إن رابطة الأخوة المبنية على رابط الصداقة قد يشوبه بعض التعكر وعدم صفاء الرؤية وقد ترتفع درجة الخصام إلى شكل مؤذٍ للنفس وللروح ولكن من سابع مستحيلات الحياة أن تنقطع هذه الرابطة تحت أي ظرف من الظروف.

ببساطة يا صديقي لأنها مليئة بالتضحيات والمواقف التي تشد من أزرها وتمنحها القوة والصلابة حتى لا تصبح هذه الرابطة في مهب الريح.

ولهذا كانت أمنيتي منذ بداية هذا الحديث واضحة وصريحة أمامك بأنني أرغب في البقاء إلى جوارك حتى تنتهي بي الحياة أو تنتهي بك ولا تكن بيننا سوى أياماً جميلة عشناها معاً وكذلك أياماً صعبة تجاوزناها معاً ونحن نمسك بأيدينا متشابكة ومترابطة ولم تهزمنا أعاصير الحياة أو أن تُزَلْزَلُ الأرض من تحت أقدامنا.

وفي ختام هذا الحديث فإنني أتمنى لك دائماً حلو الأيام بعيداً عن مرارتها وعن سيء لحظاتها.

دمت في رعاية الله يا أخي،،،

 

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم

Tuesday, November 3, 2020

ماذا لو؟

ملاحظة: - هذه المدونة هي استكمال لفكرة مدونة {الراقصة والحياة}

 

لطالما تساءلت وكنت أسأل نفسي كثيراً هذا السؤال بالبنط العريض

{ماذا لو تمت استضافتك ومعرفتك من قبل الإعلام والجمهور والشارع السعودي العريض، ماهي تبعات هذه المعرفة؟}

وفي الحقيقة هو سؤال مهم بالنسبة لي وذلك لأن الإجابة عليه ستحمل تبعات كثيرة ومعاني عميقة بسبب إنجازاتي الجميلة التي قمت بها والتي يمكنكم معرفتها من خلال مدونتي الأخرى بعنوان {تفاهة عظيمة}. وما سأسرده من احتمالات هو ليس من باب العنصرية أو الغرور أو حتى شوفة النفس ولكن هي من باب أنني أستحق ذلك بمعنى الكلمة.

فلو افترضنا جدلاً أن إحدى قنواتنا العربية المبجلة قد وجهت لي الدعوة للجلوس أمام إحدى المذيعين من أجل الحوار والدردشة كما يقولون وبعد ذلك طرحت أمام الجمهور والمشاهد العربي والسعودي بالتحديد وكذلك للعالم جميعاً أهم فكرة تراودني وهي {مشروع البقرة الكبيرة} بالإضافة إلى الحديث عن أهم فكرة أخرى أقوم بالدفاع عنها وهي نشر فكرة السلام والتسامح عبر تجربتي الشخصية التي دونتها فيما يقارب 184 صفحة وذلك من خلال كتابي الأخير {علمتني أنا}.

فإنني أتوقع الآتي: -

1-    أتوقع أن يتم استضافتي لإلقاء كلمة في المؤتمر الدولي للتسامح والذي يقام كل عام بمدينة دبي.

2-    أتوقع أن يتم استضافتي لإلقاء كلمة المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة باليوم العالمي للسلام وذلك كي أنقل رسالة بلادي الغالية وهي رسالة السلم والسلام بين كافة شعوب الأرض.

3-    أتوقع أن يتم منحي وسام أو وشاح الملك عبد العزيز طيب الله ثراه مؤسس هذه البلاد الغالية وبأي درجة تكون.

4-    أتوقع أن يتم دعوتي للحديث في مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله للحوار بين أتباع الديانات.

5-    أتوقع أن يتم تقليدي أوسمة وأوشحة عالية المستوى من بعض الدول التي أمتلك فيها أصدقاء سبق وأن أنشأت صداقاتي معهم فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

6-    أتوقع أن يتم طلبي واستضافتي بشكل مستمر عبر قنواتنا المحلية والعربية وربما العالمية.

7-    أتوقع أن يتم ترشيحي لنيلي جائزة نوبل للسلام وذلك بسبب دعوتي الجادة والمساهمة في نشر السلام بين أرجاء الأرض وبين كافة شعوبها.

8-    أتوقع أن يتم ترجمة كتاب {علمتني أنا} إلى عدة لغات وأن يذاع صيته عالياً بين شعوب الأرض كتجربة شخصية من شخص فتح قلبه وعقله وروحه ومد يده بكل سلام إلى شعوب الأرض وأنشأ صداقات قوية مع بعض هذه البلدان مثل {كندا، الإمارات العربية المتحدة، ماليزيا، الصين، كوريا الجنوبية، وغيرها}.

9-    أتوقع أن يتم تكريمي من بعض الجوائز التي تخص الشأن الكتابي وأعمال الكتابة.

10-  أتوقع أن يحصد {مشروع البقرة الكبيرة} على السمعة المطلوبة لإنجازه وتنفيذه على أرض الواقع.

كلها توقعات تنتظر وأنا جالسٌ في منزلي لا أعمل شيئاً سوى الانتظار فقط.

نعم الانتظار ولا تقولوا عني أنني شخص كسول أو أنني لا أسعى جاهداً في هذه الأرض، بل سعيت وخطوت بأقدامي وأصابع يدي ومع ذلك لم أجد سوى النكران والخذلان والأذان المقفلة.

لقد اتجهت إلى استديوهات أشهر قنواتنا العربية والمحلية في مدينة الرياض وقمت بتسليمهم نسخ من أعمالي الأدبية الثلاث على أمل أن أجد أي أذن صاغية لي ولكن إلى تاريخ كتابة هذه المقالة فلم أجد أي شيء حرفياً.

وكذلك اتجهت إلى مؤثري التواصل الاجتماعي وقد ساعدني البعض وتنكر لي البعض الآخر ومع ذلك لم أجد المردود الذي يشفع لي غليلي ويطفئ نار قهري التي تستعر بداخلي كتنور مشتعل.

ولهذا فقد أصبحت الفترة الأخيرة كالحمل الودود الذي لا يرغب أن يقاتل في هذه الأرض أو أن يمني النفس بأي تفاءل، بل أصبحت أتناول أدويتي الطبية والمضادة للاكتئاب وفق اشراف طبي محكم وهي التي تساعدني على النوم والخروج من عالم الواقع إلى عالم الأحلام

حتى يكتب الله لي غير ذلك،،،

 

 

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم

Sunday, August 23, 2020

الطيبة أم القسوة؟

فيما يبدو بالنسبة لي ستكون المدونة هذه المرة مختلفة عن سابق المرات التي كتبت فيها. حيث أنني سأتحدث هذا اليوم بلساني وبلسان كافة أصدقائي الخياليين الذي يدورون بداخل رأسي.

ومن هنا ستتعرفون أكثر على شخصيات لم أبرزها في السابق أمامكم وهؤلاء الأصدقاء هم أربعة أصدقاء حيث يمثل كل صديق منهم جزء من شخصيتي وتفكيري أمام العالم الواقعي والحقيقي.

وأولهم هو صديقي (ساري) والذي يمثل الجانب الطيب

ثم صديقي (أحمد-الثالث) والذي يمثل الجانب السيء للغاية

ثم صديقي (هانكوك) والذي يمثل الشخصية الغربية من حياتي "أي التحدث باللغة الإنجليزية فقط"

وأخيراً مع صديقي (الدب لاري) والذي يمثل الجانب القاسي للغاية

 

وقد بدأ هذا الحوار حين كنت أقوم بغسل المواعين والأطباق والملاعق في المطبخ، حيث بادرت الدب لاري بسؤال غريب سألته فيه "أتظن يا لاري بما أنك تمثل الجزء القاسي من حياتي، بأن قلبي سيظل طيباً للأبد مع كافة أطياف البشر؟

حينها دخل المسكين في نوبة ضحك هيستيرية ولم يتمالك نفسه من الضحك

إلا أن ساري قال: - لا تظنها سذاجة يا لاري، بالطبع أحمد معه حق في سؤاله

-       أوتظن يا ساري بأن هذا سؤال طبيعي يقوم بسؤاله شخص طبيعي مثل أحمد؟

-       بالتأكيد هو سؤال طبيعي

-       حسناً سأجيبكما جميعاً "بالتأكيد لا ... فعلى قلبك الغبي أن يجمع بين مزيج الطيبة والقسوة وأن يتحكم بينهما بحسب الموقف الذي يحدث أمامه"

وفجأة تدخل أحمد الثالث في الحديث وقال "لا أعتقد بأننا يجب أن نغلب الطيبة على القسوة. لأن الطيبة في هذا الزمن هو الغباء بحد ذاته والقسوة هي إثبات الذات والبقاء للأقوى يكون للشخص القاسي والذي يملك القلب الميت

-       أحسنت يا أحمد الثالث، يبدو أنك تتفق معي في الحديث

-       Hold on guys, I guess being a bad guy is stupid idea, think about it?

-       وأنا أشاطرك الرأي يا هانكوك، بالفعل فكرة أن تكون شخصاً سيئاً هي فكرة غبية، لأن البشر من حولنا يبحثون عن الأشخاص الطيبين، أصحاب القلوب الطيبة والنقية والتي تدعم فكرة الخير دائماً

-       حسناً حسناً يا أصدقاء، ماذا لو تعرضت للخذلان من أحدهم، أيعقل أن أسامحهم وأن أعفو عنهم؟

-       اسأل صديقك المقرب ساري بالتأكيد سيجيبك بغباء

-       نعم، نعم أحسنت يا لاري. أسأل صديقك ساري يا أحمد واجعله يعلمك بغباء مع من أهانك وخذلك وحطم فؤادك

-       يبدو يا ساري بأن لاري وأحمد الثالث لا يتفقون معك بالحديث

-       وأنا لا أهتم لما يقولون يا أحمد، لأني لازلت أصر بأنني صاحب الحديث الأصح وأن القسوة والجفاء لم تكن يوماً من الأيام هي مفتاح الحل. صدقني حين تقابل السيئة بالحسنة ستكسب الكثير

-       وما الذي سيكسبه أحمد المسكين يا ساري؟

-       بالتأكيد يا لاري سيكسب موقفاً لن ينساه التاريخ ولن ينساه الطرف الآخر لأنه درس غير مباشر في احترام الآخرين

-       أعتقد بأن هذه سذاجة يا ساري

-       سذاجة!!! أرجوك يا أحمد الثالث اجعل حديثنا راقياً أو لا تتحدث معي

-       أرجوكم يا أصدقاء توقفوا عن العراك وأرشدوني إلى الحل ... الطيبة أم القسوة في التعامل مع البشر

-       لقد قلت لك يا أحمد، من يعاملك بقسوة عامله بقسوة أشد منها. من باب العدل والإنصاف

-       لكن يا لاري أريد تطبيق ذلك على أرض الواقع إلا أنني لا أستطيع

-       ذلك لأنك شخص ضعيف ولست شخصاً طيباً فحسب

-       ضعيف!!! أتعتقد يا أحمد الثالث بأن الضعف هو مصدر طيبة قلوبنا؟

-       بالتأكيد يا عزيزي

-       ولكن يا لاري ماذا لو أن هذه الطيبة كانت ميزة جميلة تميز أرواحنا؟

-       صدقني يا أحمد ... من كان طيباً في هذا الزمن بالتأكيد سيتم سحقه تحت عجلات القهر

-       عجلات القهر؟ ما هذا التعبير يا أحمد الثالث؟

-       إن ما يقصده أحمد الثالث بكل بساطة يا صديقي هو أن روحك ستظل مقهورة، ملعونة مدى الحياة لأنك ببساطة لم تأخذ بحقك بيدك وتركت ذلك وتنازلت عنها لأجل الطرف الآخر

-       ليست هناك تنازلات يا أصدقائي ولكن تذكروا بأن العفو عند المقدرة

-       صدقني يا أحمد، طالما أن هذا هو أسلوب ساري في الحديث، ستظل مسحوقاً، مقهوراً مدى الحياة. الطيبة في هذا الزمن ليس كل شيء!!!

 

وانتهيت بعد ذلك من غسل المواعين من دون الوصول لأي نتيجة مع هؤلاء المجانين

 

 

 

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم

Friday, August 7, 2020

الندم

 الندم ...

كلمة قليلة الحروف لكن عميقة المعنى وذلك لما تحتويه هذه الكلمة على الكثير من الآلام والعبر والمواعظ التي تحدث بسبب قصص ومواقف تصادفنا في حياتنا اليومية بسبب حياتنا الاجتماعية مع بقية البشر على هذه الأرض.

وينتج الندم في حياتنا بسبب أمور مختلفة، منها اتخاذ قرار خاطئ في حياتنا أو أن تكون هناك خسارة فادحة في تجارة ما أو لأي سبب من أسباب هذه الحياة التي لا تنتهي أسبابها.

لكن ما لا يتوقعه الكثير من البشر على هذه الأرض هو شعورهم بالندم بسبب موقفٍ ما أو قصة أو حتى حديث عابر حدث بين اثنين أو مجموعة من الأصدقاء.

نعم أيها السيدات والسادة،

إن حدوث مثل هذه المواقف بين الأصدقاء لا يعتبر في حقيقته ندماً إطلاقاً لأن الحياة ببساطة هي حياة تشاركية بين البشر. ولا يمكن للإنسان أن يعيش بمفرده على هذه الأرض.

إذاً ... لماذا لا يكون هناك أي ندم بين الأصدقاء؟

الجواب ببساطة هو أن لكل حالة تفسير معين.

فإن خذلك صديقً ما بسبب موقف أو قصة أو حتى حديثٌ عابر ولم يحاول جاهداً من طرفه في إصلاح هذه المشكلة، بل قرر اختيار أسهل الطرق بالنسبة إليه وهي الرحيل عن حياتك. فلا تندم على ما فات من ذكريات بينكما لأن ذلك في حياتك هو درس من دروس الحياة.

وإن تغير عليك صديقٌ ما وأصبح متكبراً ومتغطرساً أمامك فأرجوك ثم أرجوك بألا تندم من تصرفاته معك، لأن الحياة أكبر بكثير من غروره وتكبره وستدور عليه الأيام ليرى نتائج سوء فعله معك.

وأما إن تركك صديقٌ ما في منتصف الطريق لأنك ببساطة أصبحت بحياته في أدنى أدنى سلم أولوياته ولا يتذكرك إلا عند حاجته، فإني أعيد الرجاء من جديد وأخبرك بألا تندم على تصرفه. لأنه إن كان خيراً لك فسيرجعه الزمن على عقبيه أمامك وإن كان شراً لك فالزمن كفيل بأن يرجع إليك حقك.

 

إذاً ... ببساطة شديدة أيها السيدات والسادة، فإن نصيحتي لك هو عدم الندم إطلاقاً لأي تصرف ناتج عن أي شخص تربطك به علاقة وأياً كانت نوع هذه العلاقة.

وإياك أيضاً كنصيحة أخ محبٍ لك الشعور بالندم لأنك قدمت الكثير ولم تحصد منه الكثير.

لأن العدالة هي الأساس في كل العلاقات البشرية على هذه الأرض وإن لم تحصل على حقك اليوم فإنك ستراه غداً أمام عينيك أو حتى بعد غد أو حتى لو بعد سنوات عديدة

 

"إياك والندم بسبب علاقاتك مع البشر" هي النصيحة الثمينة التي أتركها بين يديك.

 

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم

Tuesday, July 21, 2020

تفاهة عظيمة

مشكلة عظيمة وقهر كبير للغاية حين ترى أنك تمتلك رصيد كبير ورائع من الإنجازات منذ طفولتك ونعومة أظفارك حتى يومك هذا، ومع ذلك يتجاهلون كل هذا وينتقدوك لأجل أنك ركبت موجة التفاهة السائدة وأصبحت منهم لعل يوماً من الأيام تستضيفك إحدى قنواتنا الرائعة لأجل الحديث عن نفسك وعن التفاهة التي قمت بها.

نعم، أقولها وبكل فخر بأنني أمتلك رصيد كبير ولله الحمد من الإنجازات الرائعة بدايةً من المرحلة المتوسطة ما بين الأعوام 2003 حتى 2006 وذلك بحصولي على المركز الثاني مكرر في مسابقة حفظ الأربعين النووية وكذلك حصولي على المركز الأول في التصفيات الأولى بين المناطق على مستوى منطقة مكة المكرمة في مسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - لحفظ السنة النبوية عن 250 حديث و54 راوي. بالإضافة إلى ذلك قمت ببيع العصيرات الغازية على كورنيش جدة وأيضاً حاولت وأنا في المرحلة المتوسطة أن أبحث مع إحدى المؤسسات إمكانية بناء محطة وقود على الطريق السريع الرابط بين مكة وجدة. وأخيراً حاولت بناء مجسم محاكي لإمكانية إيجاد الحياة في كوكب المريخ عبر قراءتي تلك الفترة عن وجود براكين كثيرة في هذا الكوكب الأحمر وإمكانية الاستفادة من تكثيف بخار الماء الناتج من انفجارات هذه البراكين لتحويلها إلى مياه صالحة للشرب. وبالطبع كانت محاولة فاشلة لأن البراكين من أساسها هي براكين خاملة منذ مليارات السنوات.

وبعد هذه الفترة وخلال المرحلة الثانوية قمت بإعداد دراسة مفصلة لإنشاء وتأسيس مؤسسة للمقاولات المعمارية وأيضاً حاولت عمل دراسة جدوى لافتتاح مطعم للوجبات السريعة وكذلك قمت بتقديم مشروع لتطوير الحلاقة في المشاعر المقدسة خلال أيام عيد الأضحى المبارك وقد تم تقديمه إلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل - حفظه الله - ومع ذلك بقي هذا المشروع حبيس الأدراج. وبعد كل هذه الأشياء التي قمت وحاولت بها خلال هذه المرحلة، أيضاً عملت في مطعم والدي بشكل بسيط وغير مؤثر.

وأما عن الفترة التي تلتها وهي المرحلة الجامعية فلم يكن هناك شيء يذكر سوى إعدادي للسفر إلى الخارج لأجل إكمال دراستي في مرحلة الماجستير بالولايات المتحدة الأمريكية. وهذه الرحلة كانت النواة لأول عمل أدبي أنتجه وهي كتاب "قصة فشل" والتي تلا ذلك كتابتي لرواية "كسرة خبز" واختتمتها أخيراً بآخر عمل أدبي لي وهو كتاب "علمتني أنا".

واليوم بعد هذا السرد الطويل والذي كنت أتمنى أن أظهر به أمام شاشات التلفاز لكي أحكي عنه كأمثلة وكتجارب شخصية لربما يستفاد منها الآخرين بالإضافة إلى رغبتي الشديدة في التحدث عن أهم المواضيع التي تحدثت عنها في كتاب "قصة فشل" وهو مشروع البقرة الكبيرة. وهذا المشروع الذي أرغب بكل جدية أن أساهم به في تطوير وتنمية بلدي المملكة العربية السعودية لأجل إيجاد فرص عمل لكل الشباب والشابات حول المملكة ومساعدتهم في إيجاد أعمالهم التجارية الخاصة وأيضاً مساعدتهم على الزواج بعد إنشائهم لهذه المشاريع التجارية والمساهمة في دفع عجلة التنمية لكي تكون موجودة على أرض كل محافظة وكل قرية من محافظات وقرى بلادي الكبيرة والشاسعة للغاية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.

وأيضاً رغبتي الشديدة في التحدث عن أهم موضوع تناوله كتابي الأخير "علمتني أنا" وهو العنصرية وضرورة مكافحتها والضرب بيد من حديد على كل شخص يتفوه بعنصرية سواء كانت عنصرية دينية أو قبلية أو عرقية أو أياً كانت هذه العنصرية.

وبرغم كل ما ذكرت أعلاه لم يلتفت لي أحد من معدي البرامج التلفزيونية أو تواصل معي هاتفياً لأجل الظهور أمام شاشات التلفاز. بل تركوا الأمر للتافهين لكي يتصدروا المشهد ولكي يصبحوا هم حديث الشاشة وحديث الإعلام المرئي والمسموع.

وإذا ركبت موجة التفاهة هذه فقط لأجل العبور والوصول إلى التلفاز لكي تتحدث عن نفسك، توجهت نحوك سهام الانتقاد والغضب والعارم. ولماذا التقليل من نفسك أو حتى أن تصبح تافهاً مثلهم.

 

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم

Monday, July 6, 2020

أنا في الثلاثين

آآآه ... تنهيدة عميقة أطلقتها من خلف لثامي الطبي الذي كان لزاماً علي ارتداءه للوقاية من فايروس كورونا وأنا أسير وحيداً في ممشى الضباب بمدينة أبها، تائهاً، هائماً، كثير التفكير ولا أعلم إلى أين المسير.

كل هذا بسبب قربي لبلوغ الثلاثين من العمر وأنا أفكر في تلك الأيام التي مضت وانقضت من حياتي وإلى تلك الذكريات العديدة التي صنعتها من مغامراتي الكثيرة والسفر إلى شرق الكرة الأرضية وإلى غربها والالتقاء بأصدقائي على أراضيهم التي ولدوا فيها.

وكل قصة أو تجربة مررت بها كان لزاماً علي أن أتعلم منها ألف درس ودرس.

وقد تذكرت خلال هذا المشي ... طفولتي القاسية من الناحية العاطفية وليست المادية وذلك في مسقط رأسي مكة المكرمة ثم ما تلا ذلك من تنقلات ما بين أمريكا وجدة حتى انتهى بي الأمر إلى أن وضعت أقدامي هنا في مدينة الضباب "أبها". ثم تطور الحال بعد ذلك بسبب التقائي بصديق رائع جداً وهو الأخ محمد العداوي من منطقة جازان الفل والكادي. والذي دفع بي الحال إلى زيادة رقعة التنقلات في حياتي وأصبحت منطقة جازان هي الوجهة المفضلة إلى قلبي بعد جميع المدن السابق ذكرها بالأعلى.

ولا أعلم هل سوف أمضي العشر سنوات القادمة من حياتي في هذه المنطقة الجديدة إلى أن أصل الأربعين أم لا، الله هو العالم بكل شيء.

والمغزى من ذكر هذه الوجهة الجديدة في حياتي هو وجود البحر فيها.

ذلك البحر الذي ارتبطت به منذ طفولتي وكنت أزوره باستمرار في مدينة جدة حتى انتقلت إلى مدينة أبها ثم أصبحت محروماً من رؤيته والاستمتاع بجمال ورونق منظره الساحر.

لكن حين أزور منطقة جازان الرائعة للغاية وأقف على شاطئها الخلاب وأستمتع بتلك الأمواج المتلاطمة بين بعضها البعض، فإن رهبة الثلاثين من العمر تزول من مشاعري وتتجدد تلك المشاعر بالحيوية والفرح. وأشعر بداخلي وكأنني لم أكبر يوماً من الأيام.

إنه حقاً شعور مخيف إذا نظرت إلى هذا الرقم بعين الشيخوخة. لكن إذا نظرت إليه بعين الشباب وأنك لازلت في مقتبل العمر فإنك ستشعر بحبك للحياة والانطلاق نحوها بكل فرح وسعادة.

نعم أنا في الثلاثين من العمر ولكن سأظل دائماً ذلك الشاب القوي والمفعم بروح الحياة والحيوية وسيظل هذا البحر الجميل في منطقة جازان هو متنفسي الأجمل للهروب من شيخوخة الحياة.

 

 

 

ملحوظة: - تمت كتابة هذه المدونة قبل موعد عيد ميلادي بأيام. ولكن تمت تدوينها بتاريخ هذه المدونة أعلاه

 

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم

Tuesday, June 16, 2020

المتطفل

إنه لمن المرهق للغاية أن تتسلل إلى روحك تلك المشاعر البغيضة والسيئة للغاية، والتي تتمركز حول الشعور بالتطفل حين ترغب في الحديث أو بدء حوارٍ ما مع أحدهم.

نعم، إن حديثي اليوم هو عن تلك المشاعر والأحاسيس التي تنتاب الإنسان الخائف والمتردد حين يريد أن يبدأ أي نوع من أنواع التواصل مع صديقه أو قريبه أو أي شخصٍ ما.

وأكثر ما يزعج في هذه المشاعر والأحاسيس هي تلك الأصوات الوهمية التي تسبب الشلل الكامل للعقل في أن يفكر بشكل سليم لأجل الخروج من هذه الورطة العميقة.

ومن هذه الأسئلة التي تراود الإنسان هي: - يا ترى هل أرفع السماعة لكي أسمع صوته وأتحدث معه أم أنه سوف يغلق الهاتف في وجهي لأنه وبصريح العبارة قد زهق مني ومن تواصلي المستمر معه؟

أيضاً تأتيك هذه التساؤلات حين تدخل إلى إحدى المقاهي لإرتشاف كأسٍ من القهوة اللذيذة ثم تشاهد جمعاً من أصدقائك وهم مجتمعين معاً في إحدى الطاولات ثم تريد التقدم لأجل السلام عليهم والاطمئنان عليهم، وفجأة يأتيك ذلك الصوت الذي لا تعلم مصدره ليقول لك بكل بساطة: - احذر من الاقتراب لأنك شخصٌ متطفل ولا يرغبون في وجودك بينهم.

وإن ابتسموا أمامك أو ضحكوا أو حتى قاموا بالترحيب بك بكل حرارة وأخوة ومحبة، إلا أن العقل لايزال مصراً على أن كل هذه الأفعال ما هي إلا مجاملة فجة منهم لكي تكون شخصاً خفيفاً ثم تغادر هذا الاجتماع مبكراً.

وهناك أمثلة عديدة على مثل هذا الشعور المزعج الذي يسمى التطفل أو التواجد بشكل ثقيل بين أناس لا يرغبون بتاتاً في تواجدك بينهم.

وإنني أتساءل هنا حول ذلك السر الجوهري في جعل الشخص محبوباً بين الآخرين وذا قبول كبير وبين شخص آخر يظل منبوذاً طوال حياته ويتحسر على وجوده في هذه الحياة. وكيف له أن يصبح شخصاً محبوباً ولطيفاً ويتقبله الجميع من دون أي مجاملة أو تكلف أو حتى تصنع تلك الابتسامة السخيفة.

إن الشخص الذي تنتابه هذه المشاعر يظل دائماً في تساؤل مستمر حول الطريقة المناسبة لتجنب هذه المشاعر والتقدم في هذه الحياة بشكل واثق وثابت الأقدام، أو الاستسلام لهذه المشاعر وإن كانت وهمية وغير حقيقية إلا أنها تظل في حقيقة الأمر ... مشاعر مؤذية للغاية ولا يرغب أي شخص في أن يعيشها.

ومن المشاهد الحقيقية التي أرويها لكم كشخص كاتب لهذه المدونة، فقد كنت في مرحلة المتوسطة أحاول جاهداً بناء علاقات صداقة مع المحيط من حولي داخل المدرسة. إلا أنني في كل مرة أواجه نفس الموقف ونفس المخاوف. وللأسف فلم أستطع تجاوزها أو حتى النجاح في كسرها والتغلب عليها.

والمصيبة الأعظم أنها كبرت معي رويداً رويدا حتى بلغت من العمر ما بلغت ولا زلت أعاني من نفس الرهبة ومن نفس تلك الأصوات.

ولكي أخفف من صدمة الأمر فإنني أكون واضحاً وصريحاً مع الطرف الآخر بخصوص هذه المشاعر. وأن أشرح له بكل وضوح ما أشعر به أثناء تواجدي معه بنفس اللحظة. وعليه إما أن يخفف عني هذه المشاعر أو أن يتهمني بالجنون ثم يرحل مغادرا.

وأحمد الله تعالى أن معظمهم كانوا يقدرون هذا الشيء ويقفون بجانبي محاولين تخفيف هذه الرهبة وكذلك محاولة التخلص من هذه المشاعر المزعجة. وأنهم بالأخير هم أشخاص جيدين ومسالمين ولا يحملون بداخلهم أي مشاعر من مشاعر الكراهية أو لنقل مشاعر الوجه الآخر.

 

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم

Sunday, June 7, 2020

علبة الصابون السائل

ذات مساء وبعد أن فرغت من تناول طعام العشاء، اتجهت إلى المغسلة كي أغسل يدي. لكن حين هممت استخدام علبة الصابون السائل حتى أضع القليل من هذا الصابون على يدي، توقفت لبرهة وجلست أتأمل هذه العلبة كثيراً حتى خرجت بهذا النص.

إن المغزى من استخدام علبة الصابون السائل في التعبير عما أريد الحديث عنه اليوم هو وجه المقارنة ما بين البداية والنهاية في كل شيء من حولنا بما فيها هذا الصابون السائل.

وكيف هي فرحة البداية حين تنتهي من ملء هذه العلبة بالصابون السائل وكيف نحزن حين تنتهي هذه العلبة وتصبح فارغة بعد أن تم استخدامها.

كذلك الأشياء من حولنا، نفرح في بداياتها وأول أيام استخدامها ثم نتحول تدريجياً إلى حالة حزن بسبب قرب الانتهاء من هذا الشيء حتى يصبح فارغاً تماماً على أمل أن يعاد التعبئة من جديد.

وأكاد أقيس الشيء ذاته مع علاقاتنا وصداقاتنا والأمور المرتبطة بمشاعرنا وأحاسيسنا، ما بين حالة فرح شديدة عند بداية الاستخدام وتعبئة الذات بمشاعر الفرح والبهجة. ثم التحول التدريجي رويداً رويداً مع مرور الأيام حتى تصبح هذه العلاقات فاترة وباردة من أي مشاعر أو أحاسيس إلى أن تصل إلى مرحلة الفراغ التام.

وخلال هذه اللحظات التي كنت أتأمل فيها علبة الصابون السائل، كانت الذاكرة تعود بي إلى الماضي قليلاً قليلا لكي تسترجع مواقف حقيقية وعلاقات واقعية كان التسلسل فيها مشابه تماماً لما وصفته بالأعلى حول هذه العلبة وعلاقتها بالصابون السائل.

وقد تأكدت تماماً من هذه المشاعر وأنها مشاعر حقيقية تبدأ معي في بدايتها برسم ملامح براقة وصور جميلة حول كيف ستكون هذه العلاقة الجديدة أو لنقل الصداقة الجديدة. ثم أترك الباقي للأيام حتى تضع كلمتها المفصلية بالاستمرار أو التوقف. وقد كان الجواب في بعض الأحيان هو مبادرة الطرف الآخر بملء هذه العلاقة بمشاعر جديدة ومتجددة وفي بعض الأحيان كان الطرف الآخر لا يرغب في الاستمرار أو إضافة أي شيء جديد يدعو ويدفع هذه العلاقة للاستمرار.

ولو بحثت بنفسك عن أشياء مشابهة ستجد هناك أمثلة عديدة وواقعية في حياتنا مثل المولود الجديد حين يأتي في حياتنا ثم يكبر حتى يصبح شاباً مفتول العضلات ومن بعدها إما أن يعيد تعبئة مشاعر الفرحة والبهجة إلى والديه أو أن تنقطع العلاقة بينهما ويصبح كل طرف في طريق بمفرده

وأيضاً هناك علاقة الزواج التي تبدأ بملء الحياة بمشاعر الفرح في ليلة الزفاف ومن بعدها يكون الأمر معتمداً على كلا الطرفين لكي يحددوا مصير التعبئة من جديد أو الانتهاء والفراغ من كل شيء على أن يصبح الطلاق هو المصير المحتوم لهذه العلاقة.

لقد تعلمت من تأملي لهذه العلبة دورة مهمة في حياتنا نكاد لا نشعر بها يومياً إما بسبب التعود عليها وهذا نوعٌ من أنواع التعود على النعم -والعياذ بالله- أو بسبب عدم اللامبالاة والاكتراث لما يدور من حولنا.

في الختام دعوني أخبركم عن الذي حدث بعد استخدامي لهذا الصابون السائل. لقد غسلت يدي وذاب هذا الصابون في يدي ثم اختفى.

كذلك ما يحدث في حياتنا إن لم نهتم به أو أن نراعي مشاعره فإنه سيختفي مع الزمن حتى وإن لم نشجع الطرف الآخر على الاستمرار في هذه العلاقة. لأن للزمن دائماً كلمته النهائية في كل شيء

 

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم