Monday, July 6, 2020

أنا في الثلاثين

آآآه ... تنهيدة عميقة أطلقتها من خلف لثامي الطبي الذي كان لزاماً علي ارتداءه للوقاية من فايروس كورونا وأنا أسير وحيداً في ممشى الضباب بمدينة أبها، تائهاً، هائماً، كثير التفكير ولا أعلم إلى أين المسير.

كل هذا بسبب قربي لبلوغ الثلاثين من العمر وأنا أفكر في تلك الأيام التي مضت وانقضت من حياتي وإلى تلك الذكريات العديدة التي صنعتها من مغامراتي الكثيرة والسفر إلى شرق الكرة الأرضية وإلى غربها والالتقاء بأصدقائي على أراضيهم التي ولدوا فيها.

وكل قصة أو تجربة مررت بها كان لزاماً علي أن أتعلم منها ألف درس ودرس.

وقد تذكرت خلال هذا المشي ... طفولتي القاسية من الناحية العاطفية وليست المادية وذلك في مسقط رأسي مكة المكرمة ثم ما تلا ذلك من تنقلات ما بين أمريكا وجدة حتى انتهى بي الأمر إلى أن وضعت أقدامي هنا في مدينة الضباب "أبها". ثم تطور الحال بعد ذلك بسبب التقائي بصديق رائع جداً وهو الأخ محمد العداوي من منطقة جازان الفل والكادي. والذي دفع بي الحال إلى زيادة رقعة التنقلات في حياتي وأصبحت منطقة جازان هي الوجهة المفضلة إلى قلبي بعد جميع المدن السابق ذكرها بالأعلى.

ولا أعلم هل سوف أمضي العشر سنوات القادمة من حياتي في هذه المنطقة الجديدة إلى أن أصل الأربعين أم لا، الله هو العالم بكل شيء.

والمغزى من ذكر هذه الوجهة الجديدة في حياتي هو وجود البحر فيها.

ذلك البحر الذي ارتبطت به منذ طفولتي وكنت أزوره باستمرار في مدينة جدة حتى انتقلت إلى مدينة أبها ثم أصبحت محروماً من رؤيته والاستمتاع بجمال ورونق منظره الساحر.

لكن حين أزور منطقة جازان الرائعة للغاية وأقف على شاطئها الخلاب وأستمتع بتلك الأمواج المتلاطمة بين بعضها البعض، فإن رهبة الثلاثين من العمر تزول من مشاعري وتتجدد تلك المشاعر بالحيوية والفرح. وأشعر بداخلي وكأنني لم أكبر يوماً من الأيام.

إنه حقاً شعور مخيف إذا نظرت إلى هذا الرقم بعين الشيخوخة. لكن إذا نظرت إليه بعين الشباب وأنك لازلت في مقتبل العمر فإنك ستشعر بحبك للحياة والانطلاق نحوها بكل فرح وسعادة.

نعم أنا في الثلاثين من العمر ولكن سأظل دائماً ذلك الشاب القوي والمفعم بروح الحياة والحيوية وسيظل هذا البحر الجميل في منطقة جازان هو متنفسي الأجمل للهروب من شيخوخة الحياة.

 

 

 

ملحوظة: - تمت كتابة هذه المدونة قبل موعد عيد ميلادي بأيام. ولكن تمت تدوينها بتاريخ هذه المدونة أعلاه

 

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم

No comments:

Post a Comment