Thursday, December 26, 2019

تذكر يا أخي

حين يقرأ أحدهم وأنا أتكلم عن هذا الموضوع بشراهة وهو الموضوع الذي يدور حول الصديق أو الصداقة
يعتقد لوهلة أنني خلقت وحيداً في هذه الحياة وحتى بلا أخوة أشقاء
لكن ... لا ألتفت لأي من هذه الأصوات المستغربة
فكما يتخصص أحدهم في الحديث حول المرأة أو حول موضوع كرة القدم أو حتى موضوع الأسهم
كذلك أنا ... والعياذ بالله من كلمة أنا
يستهويني كثيراً الحديث حول موضوع الصديق وعن الصداقة بصفة عامة وإن رويت في هذا الأمر رواية كاملة أسميتها رواية كسرة خبز كناية عن العيش والملح اللذان ينشآن بين صديقين مقربين أو لنقل كناية عن تلك المودة والمحبة العميقة التي تنشأ بينهم


والنقطة التي سأذكرها اليوم هي الأولويات في حياة الصديق تجاه صديقه

لربما أتحدث بصوت مجنون وكثير الشك وسوء الظن تجاه الصديق
أقول لربما
وإن كنت قد شممت رائحة حول هذا الأمر ... الآن ... فأنصحك بعدم إكمال القراءة
أما لو كان معدل الفضول لديك مرتفع فلا بأس في أن تكمل
لأنه لربما تكون هذه النقاط التي سأتحدث عنها مشوشة قليلاً وبحاجة لبعض الإيضاحات

حسناً ...

لقد قلت الأولويات ... وفي هذا الجانب يساورني رغبة جامحة في معرفة سبب كذب الجميع على شخصي الكريم بأنهم أناس مشغولون في الحياة
ومعنى كلمة مشغول في العرف اللغوي
أي أنك تقود سيارتك مثلاً
أو أنك تذهب بأسرتك الكريمة إلى السوق
أو أنك تدرس
أو أنك تعمل عملاً بكلتا يديك
لكن المصيبة هي أنني حين ألتقي بهم وجهاً لوجه أجدهم منكسي رؤوسهم وأعينهم تجاه هواتفهم وكلتا أصابع يديهم تعمل على المحادثات وأنا أغض الطرف في ذلك
وبعد أن نفترق ... يظل هاتفي صامتاً وبلا رسالة منهم ولو رسالة واحدة تطمئني بأنهم مازالوا على قيد الحياة يرزقون
إذا لماذا هذا الكذب؟!!!
والأدهى والأمر من ذلك هو عدم المصارحة العلنية أمامي بأنهم حقاً لا يرغبون في الحديث معي
,
,
,
تذكر يا أخي وكن واعياً بأن اليوم فيه 23 ساعة أي أن كل ساعة تمر فإن أقدامي تزحف نحو القبر زحفا
أيرضيك أن يختفي صوتي تحت الأرض وتختفي أحرفي عن الحياة وأنت لا تزال تكذب علي وتقول لي بأنك لازلت شخصاً مشغولاً
حسناً ... دعك من هذا
لماذا حين أسافر ثم أقوم بمحادثة أصدقائي جميعاً وبلا استثناء ... يكون جوابهم واحد وهو أنهم أناسٌ مشغولون
هل هم حقاً مشغولون في حياتهم أم يكذبون على شخصي الكريم ويتظاهرون بانشغالهم في الحياة حتى لا يسافرون معي
بل ربما من الطبيعي أن يسافروا مع بعضهم البعض لكن من دون اصطحابي معهم
يا ترى مَن المُلام هنا؟؟؟
هل هو أنا بحكم أن هذه الحياة الغبية منحتني وقتاً فارغاً في حياتي أكثر من اللازم بعشرة أضعاف أم أن الملام هم أصدقائي لأنهم لم يضعوني على قائمة أولويات حياتهم أم أن الملام هو القدر الذي لم يستطع أن يجمع بيني وبين أصدقائي الكثر وأن يصطفي لي واحدٌ منهم على الأقل لكي يشاركني ملذات الحياة؟
لماذا هذا الكذب والمجاملة بحقي؟
لماذا عدم المصارحة أمامي ذلك بأنني شخص منبوذ اجتماعيا ولا يريد أحدكم أن يتحدث معي عبر برنامج المحادثات الشهير والمعروف باسم واتساب – على سبيل المثال –؟

والمصيبة بعد كل هذا ... أنني شخص مزاجي
أي أنني لا أقبل صداقة أحد بشكل مباشر
بل يجب توافر العديد من المميزات والصفات التي تجعل أرواحنا تنسجم مع بعضها البعض
وكذلك أنا مؤمن وبقوة في قضية تلاقي الأرواح
بمعنى أن تكون أرواحنا قد قدرت مسبقاً قبل ملايين السنيين في اللوح المحفوظ بأن تلتقي معاً وأن تبقى معاً مدى العمر

لذلك أنا أتحدث معك يا أخي
يا من التقت روحي بروحك وأصبحت صديقي مدى العمر
أرجوك تحدث معي وافتح لي قلبك ولا تكذب على وتقول لي بأنك شخص مشغول وفي حقيقة الأمر أنت وضعتني في آخر سلم أولويات حياتك
لماذا كل هذا؟؟؟


محبكم
#أحمد_حسين_فلمبان
كاتب & محاسب 

#إبتسامة_قلم 

Tuesday, November 5, 2019

أنت لست في الزمن المناسب

كثيراً ما أرددها بداخل نفسي 
ذلك أنني لست بالزمن المناسب وأيضاً لست بالمكان المناسب

ذلك الزمان الذي يقدرني كثيراً ويستطيع فهم ما أريد وما أملك من طاقات كامنة بداخلي وترغب كثيراً في أن تتشكل على هيئة منجزات حقيقية على أرض الواقع.

لكن للأسف، مع كل هذه الأمنيات والرغبات فإن واقع الحال يقول عكس ذلك.
ويجعلني دائماً محط سخرية من نفسي. وأنني ذلك الشخص البليد والعالة الكبرى على هذه الأرض.

وهرباً من كل ذلك فإن نشوة مفاجئة تعتريني في بعض الأوقات، حين تدفعني عبر أنغام موسيقية مفاجئة وتتخللها بعض الرقصات السعيدة إلى الانطلاق خارج هذا العالم والسفر باستخدام الخيال إلى عالم آخر، أجمل بكثير من هذا الواقع المزيف والبائس والمليء بنقاط الفشل.

وسبب اقتناعي بأنني في الزمن غير المناسب هو رؤيتي للحظ والفرص مجتمعين معاً ويتحاشيان الوقوف بجانبي وإلى صفي.
ومهما حاولت إقناعهم وإرضاءهم بالعمل المجدي وبذل كافة الأسباب لكي أنجز، إلا أنهما يضحكان في الأخير ويجعلانني محط سخرية الجميع والسخرية من نفسي قبل كل شيء

ولهذا أعتقد جازماً بأن النجاح في نهاية هذا الطريق بعد كل هذا الكفاح هو مجرد تحصيل حاصل. ولا يوجد أي طعم أو لذة لأن تنتشي لحظة الانتصار بينك وبين نفسك بسبب اعتقادك المسبق أنك لم تكن في الزمن المناسب.

حتى لو وصلت وانتصرت في الأخير، ستشعر أنك متأخر كثيراً عن نفسك أولاً قبل أن تكون متأخراً عن الآخرين.

وأعلم جيداً بأن ما أكتبه هو محبط للغاية لمن يقرأه ولكن ما المانع حين نتحدث بصراحة ونبوح بالحقيقة التي نحاول جاهداً ألا نصدقها أو نعتنق أفكارها وإن كانت هذه الأفكار سوداوية للغاية.

ولربما نجح البعض في زمانه المناسب لكن ربما يعود ذلك إلى الحظ لا أكثر.

فالحظ الواحد هو اعتراف الزمن بأنك تستحق ما تريده في هذه الحياة وأن يجعل الجميع من حولك … العون والمساندة حتى تنجح.

وبعيداً عن كلام التنظير الفارغ، دعوني أطرح لكم بعض الأمثلة البسيطة.

وأولها هو الأسطورة الكوميدية المصرية الخالدة إسماعيل يس رحمه الله رحمة واسعة.
حيث شاهدت بداية انطلاقته ومسيرته الفنية عبر المسلسل الشهير أبو ضحكة جنان والذي أدى دور إسماعيل يس فيه الفنان الكوميدي المعروف أشرف عبد الباقي.
وهنا خلال أحداث هذا المسلسل، كانت الانطلاقة الأولى للفنان اسماعيل حين آمن به أحدهم وقدمه إلى أحد باشاوات مصر آنذاك أيام حكم الملك فاروق رحمه الله. تلا ذلك ذهابه إلى العاصمة القاهرة من أجل الانطلاقة الفنية نحو أمجاد الشهرة وأضواءها.
وبعد ذلك تخبط اسماعيل يس ما بين صعود وهبوط حتى آمن به مجدداً الكاتب أبو السعودالإبياري والذي سانده حتى آخر يوم من حياة اسماعيل.

وأما ثاني هذه الأمثلة فهو ما حدث لمؤسس أعظم شركة في التاريخ الحديث (ستيف جوبز) حين آمن به صديقه وشريكه (ستيف وازنياك) حتى أسسوا وأظهروا لنا شركة أبل الشهيرة. 
وبسبب دعم وازنياك لصديقه جوبز فقد استطاع الأخير أن يقف على قدميه وأن يظهر لنا شركة استطاعت وبفضل من الله عزوجل أن يغيروا المفهوم التقليدي للهواتف المحمولة.

وبالطبع فإن التاريخ مليء بقصص مشابهة لأناس كانوا في الزمن غير المناسب وبإيمان من أحدهم وقليل من التشجيع والمساندة، أصبحوا في زمن مناسب لأنفسهم ومحل تقدير وإعجاب بأنفسهم.

وأعلم يقيناً أنني قد استهلكت الكتابة في هذا الجانب وقد تحدثت عنه كثيراً في السابق. ومع هذا لن أشعر بالملل مما أفعل.

حتى يؤمن بي أحدهم ويدفعني إلى أعلى السطح كشخص كاتب ومعروف الأثر والسمعة.
وأن كتاباتي قد أحدثت أمواجاً عنيفة وإن كنت شخصاً بسيطاً مثل كورة غولف صغيرة تتدحرج في وسط المحيط لكي تحدث هذه الأمواج المنشودة وكذلك تحدث التأثير الطيب في البشرية.


محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب


#إبتسامة_قلم

Monday, October 28, 2019

الصيف الماضي

لقد كانت ليلة شتوية قارسة البرودة والثلج الأبيض الرائع يتساقط في الخارج. مما دفعني إلى إعداد تلك القهوة الساخنة وارتشافها على مهل وأنا مسترخي كامل الاسترخاء على ذلك المقعد المريح في غرفة المعيشة والتي تطل على الفناء الخلفي للمنزل عبر واجهة زجاجية ضخمة.


إن منظر الثلج الأبيض في الخارج كان دافئاً للغاية. مما أدى إلى إغماض عيني لكي أستعيد بعض الذكريات.


ومن هذه الذكريات التي لا أستطيع وصفها لكم أحزينة هي أم سعيدة هو ما حدث لي ولأسرتي خلال الصيف الماضي.


حيث قررت في ذلك اليوم أن آخذ زوجتي أسمهان وابننا الوحيد حسام والتوجه بهم إلى إحدى الأكواخ الصيفية التي كانت تقام على أحد ضفاف البحيرة الكبيرة والشهيرة لبلدتنا البسيطة.

وبعد أن وصلنا وأمضينا ليلتنا الأولى والتي كانت ماطرة للغاية، ها هو اليوم الثاني يشرق من جديد. وبالنسبة لي فقد كان يوماً غريباً للغاية.

حيث أن نهاره مضى طبيعياً للغاية من دون وجود أي مشاكل تذكر. وقد اتجهت برفقة أسرتي نحو البحيرة لأجل الاستمتاع هناك وتمضية الوقت السعيد معهم.

ومع اقتراب المساء فقد اقتربت كذلك تلك الغيوم السوداء لتحول ليلتنا الثانية هنا إلى ليلة ماطرة أخرى.
وقد دفعنا هذا الأمر للعودة مجدداً إلى الكوخ.

وبداخل هذا الكوخ تركت ابني حسام ذو السبعة أعوام لكي يلعب مع والدته أسمهان.

وأما أنا فقد اتجهت إلى المطبخ لإعداد شيء ساخن حتى يبعث الدفء إلى جسدي. وبعد ذلك اتجهت نحو إحدى الغرف داخل الكوخ والتي كانت مجهزة من قبل إدارة هذا المكان لكي يستخدمها رجال وسيدات الأعمال كمقر مؤقت من أجل القيام بأعمالهم.
وقد احتوت هذه الغرفة على مكتب مصغر وكرسي مناسب للجلوس طويلاً عليه بالإضافة إلى إطلالة الغرفة على البحيرة وحديقة صغيرة ملحقة بالكوخ. وكنت أستطيع المشاهدة عبر واجهة زجاجية مشابهة للتي في منزلي.


وكانت الأمطار تهطل بغزارة في الخارج وضوء البرق يضيء المكان ……. وأما عن صوت الرعد فقد كان يبعث بعض الخوف عند سماعه.


وهناك أدرت بوجهي نحو الورقة والقلم التي كانت موجودة على الطاولة ثم أمسكت بالقلم وكتبت على الورقة سؤالاً غريباً للغاية مفاده: - ماذا لو مت هذه الليلة؟
ما ذا لو أن صاعقة ضربت هذا المكان وأحرقت الكوخ الخشبي على رؤوسنا؟
كيف سيكون طعم الموت؟ كيف سيتقبل جسدي آثار هذه الحروق؟
أسرتي!!! وابني حسام … كيف سيتجرع الموت وهو لا يزال طفلاً صغيرا؟
يا ترى … إن حادثت حسام عن الموت … هل سيتقبل فكرتها أم أنه سيتعجب منها؟

وفي وسط هذه الأسئلة والحيرة التي تعصف بذهني … طرق باب المكتب فجأة لأسأل مباشرة: - من هناك؟
فيأتي الرد من خلف الباب: - أنا حسام يا أبي هل تسمح لي بالدخول؟
  • نعم تفضل حبيبي 


فيفتح الباب ويدخل هذا الأمير الصغير بطلته ثم يأتي نحوي وتباشير الفرح على محياه ثم يقوم باحتضاني وتقبيل رأسي ويدي. وبعدها قمت بجلب كرسي صغير كان موجوداً في طرف الغرفة لكي يجلس ومن بعدها كان هذا الحوار الدموي والغريب.
  • كيف حالك يا حسام؟ هل أنت مبسوط بتواجدك هنا في هذا الكوخ الصيفي؟
  • أكيد يا أبي ولكن …..
  • ولكن ماذا يا بني؟
  • ولكن يبدو أن هناك أمراً يشغل بالك يا أبي؟
  • في الحقيقة نعم … اسمع … أريد أن أسألك سؤالاً وأريد إجابة صريحة منك
  • تفضل 
  • ما ذا لو مت الليلة يا حسام؟ هل ستخاف من الموت؟
  • لا أعلم يا أبي
  • هل تريد التجربة وأن أقتلك هذه الليلة حتى أرى مشاعر الموت وهي تشع في عينيك؟
  • أنا ابنك ولك مطلق الحرية فيما تفعل ولن أخاف من شيء
  • حسناً اذهب إلى المطبخ وأحضر معك أكبر سكينة تجدها هناك وتعال إلى مكتبي من جديد
  • لك ما تريد


وعلى الفور غادر حسام الغرفة. وما أن غادر حتى ضربت صاعقة المكان أدت إلى قطع الكهرباء عن المجمع بأكمله. مما دفع أسمهان إلى أن تشعل شمعة وتأتي إلى مكتبي على عجل. وأما حسام فقد كان خلفها مباشرة وقد كان يحمل سكيناً ضخمة في يده.
وما أن دخل المكتب وهو يحمل السكين في يده حتى صرخت أسمهان بأعلى صوتها مما دفعني إلى إسكاتها بالقوة وأن تفهم لماذا طلبت من حسام أن يحضر هذه السكينة من المطبخ.
  • أتريد تجربة الموت في ابننا حسام؟
  • وما المانع في ذلك؟ … أريد أن أراه يتعذب أمامي وأنا أنحره رويداً رويدا
لا أريد للموت أن يسرع إليه بل أرغب في أن يموت سعيداً وهو يضحك
اسمعي يا أسمهان إن جل ما أريد فعله في ابننا حسام هو معرفة هل الموت مؤلم؟
هل لو مت أنا سأتألم؟
هل الموت مخيف للغاية؟
لذلك أريد نحر حسام قليلاً قليلا حتى ينقل لي مشاعره وتجربته تجاه الموت. حتى يقول لي كيف روحه تغادر جسده وأن يخبرني بما أريد معرفته حول، هل يصاحب الموت ألم مؤذ أم أن الأمر مجرد مشاعر عابرة 
  • يبدو أن عقلك قد أصابه الجنون
  • كلا يا أسمهان بل أنا شخص عاقل وجل ما أريده هو التجربة فقط وأن تشاهدي وتستمعي بسماع صوت أنين الألم فقط.


وهنا أبعدت أسمهان قليلاً واقتربت من حسام أكثر ثم أخذت السكين من يده وبعد ذلك حملته برفق نحو الطاولة وبدأت في وضع رأسه أولاً برفق عند مقدمة الطاولة وبعد ذلك قمت بتمديد باقي جسده على المتبقي من الطاولة ثم عدت من جديد إلى رأسه والسكين في يدي وسألت حسام: - ما هو شعورك والموت قادم إليك الآن؟ هل تشعر بالخوف؟
  • لا أعلم يا أبي
  • حسناً سأبدأ بقطع رقبتك قليلاً ثم سأسألك عن شعورك.


وحينها أمسكت رأسه بيد وباليد الأخرى قمت بتمرير السكين على رقبته. لتنهار أسمهان على الفور من هول المشهد وهي تمسك بالشمعة في يدها لأهرع مسرعاً نحوها حتى أمسك بالشمعة لكيلا تحرق هذا الكوخ البسيط وتركتها منهارة على الأرض غير مبالٍ لها. وعدت من جديد إلى حسام الذي كان ينزف قليلاً من رقبته والدمع تسيل من خده وهو يقول: - لقد بدأت أشعر بالخوف يا أبي. إنني أشعر ببعض الاختناق يا أبي. أشعر وكأن شخصاً يكتم على نفسي يا أبي.
  • لا تخف يا حسام … هي مجرد آلام الرحمة لكي تعيش الراحة. والآن سأزيد الشق أكثر وسأجعل الدم يسيل أكثر فأكثر ولكن تأكد بأنني أحبك ولا أتمنى لك سوى الخير يا حبيبي حسام.


وبالفعل قمت بزيادة الشق أكثر ولم ترتجف يدي أو تتراجع عن هذا الفعل أو أن أشعر بالخوف مما أفعل. بل كان هناك صوت بداخلي يؤيدني على ما أفعل. وكان هذا الصوت يجبرني على الإسراع فيما أفعل.
وفجأة مد حسام يده نحوي والدمع يجري من عينيه وقال لي: - يبدو أن الموت مرعب يا أبي ولكن اشعر ببعض الاستلذاذ فيه. أعني … يبدو أنك صادق يا أبي حين وصفت هذه الآلام بأنها آلام رحمة وليست آلام عذاب.
            يبدو يا أبي أن الموت هو الراحة الجميلة لأرواحنا في وسط هذه الحياة المتعبة
  • وكيف عرفت بصعوبة الحياة يا حسام وأنت للتو قد أكملت السابعة من عمرك؟
  • أستطيع الشعور بذلك يا أبي، وروحي تغادر هذه الحياة قليلاً قليلا. 
أتعلم … الآن أستطيع رؤية عالم جميل بعد الموت.
  • كيف ذلك؟ يبدو أنها هلوسات الموت لا أكثر
  • كلا يا أبي بل هناك حياة عميقة وجميلة أستطيع النظر إليها الآن وأنا أموت بكل هذه البساطة والسهولة
  • حقاً؟
  • نعم … صدقني يا أبي لو أنك قمت بنفس الشيء ستجدني أنتظرك هناك بكل لهفة وشوق.
  • لا يا بني … فلترحل وحيداً ولن ألحقك الآن


وهنا أكملت الخطوة الأخيرة ونحرت رقبته ثم عدت إلى أسمهان ونفذت الشيء ذاته حتى تأكدت من موتهم جميعاً. ومن بعد ذلك أشعلت النار في الكوخ حتى يتبين لاحقاً أن صاعقة رعدية ضربت المكان وأحرقت جثثهم وأصبحت رماداً لا يذكر


وبعد ذلك استيقظت من بركة الذكريات هذه لأجد حسام يقف أمامي وهو يبتسم ويقول لي: - ألم أقل لك أن ما بعد الموت راحة!!!

Tuesday, July 9, 2019

رسالة إلى أحدهم ....

إلى أحدهم …

يا من تقرأ هذه الأحرف و هذه الكلمات … أرجوك اسمعني بقلب كبير و صدر وسيع و لا تكن ضيق الأفق معي.


أرجوك يا من تقرأ هذه الأسطر أن تجعل عقلك يستوعب كل حرف أكتبه لك هنا.


إلى أحدهم … 

لم أكتب لك اليوم إلا من حسرتي ولوعتي و مرارة حزني و ألمي و أنا أشاهدك تنظر إلى جميع البشر من حولك وأنت تترجاهم أن يساعدوك أو أن يقدموا لك المساعدة … لكن للأسف الكل يرفضك أو ينعتك بأبشع الكلمات التي لا يستطيع إنسي من البشر أن يتحملها.

بينما أنا موجود بجوارك لكن للأسف لا تنظر إلى تلك الزاوية التي تراها من وجهة نظرك أنها زاوية معتمة ومظلمة !!! 


و لا أعلم سبب رؤيتك لي على أنني الزاوية المظلمة في حياتك و التي ربما تدفعك إلى كوارث لا يحمد عقباها !!! 


إلى من تقرأ حرفي … اعلم جيداً أنني سندك و صديقك و أخوك … و أرجوك أن تركز كثيراً وكثيراً جداً على كلمة أخوك هذه فقد أصبحنا في زمن مخيف … زمن كالمسخ بل أبشع منه. حيث الأنانية تفوح منه بكل نتانة و كل شخصٍ من حولنا يبحث عن مصلحته التي يريدها في الحياة.


لكن للأسف يا من تحتقرني لا يوجد هناك من يعامل الآخرين بحب و مودة سوى القليل منهم و أكاد أن أجزم لك أن قلتهم تصل إلى إمكانية عدهم على أصابع يدك العشرة.


نعم ,,, أقولها و بكل أسف أن حب الخير للآخرين يكاد يكون معدوماً في زماننا الحالي. و القلة القليلة منهم من يستطيع أن يضرب بكلتا يديه على صدره من أجل تقديم الخير و إسعاد الآخرين من حوله.


إنها معضلة و لكن ما أنت فاعل في زمن أصبحت فيه المادة مقدمة على حب الصداقة و الأخوة ؟


اسمعني أرجوك و لا تحتقر هذا الكلام الذي أقوله لأنني أمد كلتا يدي إليك و أنا مستعد الآن أن أوقد أصابع يدي العشرة شمعاً وأجعلها مضيئة لدرب حياتك حتى تستطيع السير و تخطي جميع العقبات التي تحرم السعادة عن عينيك. 


وأفهمني أيضاً بأنني لست ذلك الشخص الذي يقدم الخير باليد اليمنى ثم أمنُّ على ما قدمته إليك بيدي اليسرى.


كلا و رب الكعبة ,,, بل سأكون كظلك وسأكون بجوارك في أي لحظة وأي حين و سأجعل يدي دائماً ممدودة لك بالخير و لن أسحب هذه اليد عنك ما دام بداخل جسدي ينبض الروح و تنبض الحياة. 


لقد كتبت لك هذه الأحرف لأني لا أعلم ما الذي سيحدث بعدها و لا أعلم إن كنت ستبقى وحيداً من بعدي أم أن شخصاً آخر سيأتي في حياتك ليكمل عني مسيرة الخير التي أقدمها لك.


و لهذا يا عزيزي فإني أطلب منك أن تقرأ هذه الكلمات كما طلبت منك في البداية و ذلك حتى ترى حجم محبتي و تقديري و إجلالي لمقامك الكريم. 


هي رسالة قد أتت إلى رأسي و أردت أن أبوح بكل كلماتها إليك و لهذا سأتركك هذه الليلة و أن تستمتع بقراءة الأسطر السابقة على هدوء و استكنان لكن أعيد وأكرر بأن لا تنساني في زحمة حياتك لأنني و بكل تأكيد سأكون أول شخص يحضر أمامك لتلبية رغباتك و ما تتمنى أن تحصل عليه في حياتك.


حفظك الله يا أحدهم و إني أستودعت الله عزوجل أن يحرسك و يبعد عنك كل أذى ومكروه أينما كنت على وجه هذه الأرض البسيطة.




 في وداعة الرحمن يا أحدهم ,,,





محبكم
#أحمد_حسين_فلمبان
كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم

Saturday, January 26, 2019

Not Stable

I think or believe that everything around us like a rainbow.
When you see and recognize that the rainbow has a different color, our lives have the same things. It has a multi mood.
We can't be on one line, but we must change every second to coexistence the same moment which we live it now.
I learned from my short story between 2017 up to 2018 that we always have a diamond chance to change. All that we need inside our heart is just a faith.
If we have a deep faith inside our heart, believe me, you will change.
Also, we should have another thing in our soul, it's calling satisfied. If you satisfy with your soul and reconcile with what is inside yourself, you will be a great person.
Think and count always your blessed and see how many times our God give you a chance and forgive you. 
One day, you will smile because you apply these two things which I mention before.

Bro, this is the role of our lives that our God had created this life with divers' colors.
Our God wants from us to put hands together and each person completes the other.
He doesn't need from us to be a slavish people, no … he needs from us to look toward rainbow after heavy & dark rain, then we feel happiness from inside our hearts.
He knows that our universe is not stable, however, he wants from us to accept everything happened with us either a good or bad thing.
In the end, I will give you short advice which will be beneficial in your life. Try before you get sleeping to clear your heart from hate and revenge toward people, so you'll have after you weak up a fantasy life. You will smile in the morning & you'll say " WooW it's really a great day"


God Bless you,,, 

Tuesday, January 15, 2019

للأسف أنا سالب للحياة


يكاد الحزن يتفجر مني كينابيع ساخنة وحمم متفجرة تصيب كل من حولي باليأس والإحباط والسلبية العظيمة تجاه الحياة، الكون، وجميع من يسيرون حولي.
لا أستغرب حين ينعتني الجميع بالسلبية ويصفوني بأنني السالب الأكبر لكل ابتسامة ولكل ضحكة عفوية تصدر من حولي.
يعيرونني بأنني المبدع الأول والأوحد على هذه الحياة في نشر ثقافة السلبية والإحباط وربما تحطيم قلوب الآخرين.
وحين أدخل إلى مقر عملي صباحاً أسمعهم يتمتمون فيما بينهم بأن السالب الكبير للحياة قد وصل. ذلك من أجل الابتعاد عن بدء يومهم الجديد في حضرة وجودي.
لكن ما الذي أدى إلى كل هذا حتى أجعل الجميع من حولي يخشونني وينفرون من الجلوس معي ويضعونني في حياتهم كرمز خالد للسلبية والإحباط والفشل؟
ببساطة ... هو خسارتي قبل ثلاثة أعوام من الحصول على منصب الرئيس التنفيذي في الشركة التي أعمل بها.
وكنت قبلها مثالاً جيداً للشخص الإيجابي والمحفز لمن حوله.
أيضاً كنت حينها متفوقاً بين أقراني الزملاء العاملين معي بنفس المكتب.
ومن وقتها تحولت حياتي إلى سلبية شديدة للغاية مع نظرة تشاؤمية للمستقبل وأن الأمل في أن أكون ذلك القائد العظيم والذي لطالما حلمت به قد انتهى وتبخر.
 فأصبحت أصب ذاك الكلام الهزيم في أذن من حولي كالرصاص المصهور والذي يؤدي إلى تسمم المشاعر وإصابتها في مقتل.
لقد كنت أُشعر من حولي أنهم فاقدون لهوياتهم ولا يملكون طموحاً في هذه الحياة وعليهم التخلص مما يملكونه بين أيديهم.
وهكذا ... توالت الايام وأصبح حديثي مع من يعملون معي بنفس المكان أشبه بالتنويم المغناطيسي والذي حتماً أثر وبقوة في أدائهم الوظيفي. مما دفع بإدارة الشركة إلى تسريح بعضهم. ولم يكونوا يعلمون حينها عن ذلك المصدر الذي تسبب في كل هذه الفوضى داخل قلب الشركة النابض على قلب واحد.
وبالتأكيد ... فقد أفشى أحدهم عني وعن محاضراتي التي كانت تقتل الإنسان حيا وهو يعيش على أرض هذه الحياة.
لقد كان في نظري أشبه بذلك الشخص الذي أخبر اليهود عن اجتماع المسيح عيسى عليه السلام باثنى عشر فرداً من تلاميذه المؤمنين به. وهذا بلا شك دفع الغرب بأن يضعوا الرقم ثلاثة عشر كرقم مميز للشؤم والأخبار التعيسة.
أيضاً وبعد أن قمت بالتحقق من الأمر، وجدت أن هذا الشخص لم يكن يتمنى لي أن أفوز بذلك المنصب الذي خسرته قبل ثلاث سنوات.
إذاً من السالب الحقيقي هنا؟
هل باعترافي هذا أنني سلبي للغاية وأنا أكره هذه الحقيقة التي وُصمت بها، أم بهذا الشخص الذي يتلذذ بتخريب العلاقات بين البشر ويملأ قلبه الحقد والأنانية تجاهي؟

وبعد أن أخذت تنهيدة قصيرة أمامك وحنيت رأسي للأمام جراء ما عملته يداي ولا أعلم من الملام هنا، تغيرت ملامح وجهي فجأة إلى ذلك الوجه المضحك والسعيد وأنت تنظر لي بكل استغراب وتسأل: ماذا حدث لك يا هذا؟ أجننت أم أن خطباً ما أصاب هذا الكمبيوتر الذي يعمل داخل هذه العظمة المكورة؟
كلا يا صديقي، لكن جل ما في الأمر أنني وصلت إلى أقسى مراحل الإحباط واليأس في هذه الحياة إلى درجة لم أستطع التفريق بين الصحيح والخطأ.
أصبحت لا أعلم لماذا هذا التحول العظيم الذي حدث لي وأصبحت وصمة عار كبيرة بين البشرية وتمثال مميز في عالم السلبية.
أصبحت يا صديقي أشعر أن يداي هاتين تسببت في جريمة عظيمة بحق أصدقائي الذين قامت الشركة بتسريحهم من هنا.
كل هذا من أجل ماذا يا صديقي؟ من أجل كرسيِ يدور!!!
حقاً ما أسخفني وما أتفه أمنياتي.

لقد حاولت أن أهون على هذا المهرج والذي يدعي أنه سالب للحياة ولكن أعتقد أن المصحة العقلية للأمراض النفسية أصبحت مكاناً ملائماً له بلا منازع.
لقد أصبح يثرثر كثيراً من دون أن أصل معه إلى فائدة من حديثه هذا معي.
لكن أتعلم يا عزيزي القارئ ما الذي فعلت به؟
فقط قمت من مكاني وتركته يهذي بين الضحك والبكاء. لأن ما كان يسعى إليه وهو منصب الرئيس التنفيذي لم يكن بحسن نية
بل كان لأنه يريد نفوذاً أكبر داخل الشركة ولأنه يريد الانتقام من بعض الأشخاص داخل الشركة لخلافات قديمة جداً تعود إلى الماضي السحيق ولا داعي لذكرها هنا.
لكن الله عزوجل كان أعلم بنيته منذ البداية ولهذا لم يحقق له هذه الرغبة ولم ينل هذا المنصب حتى لا يسحق الضعفاء من تحته.
على الرغم من أن هذيانه وصل إلى أشده وأنه لم يعد يعي أين هو الآن وجل ما يكرره في حياته هي جملة أنا السالب لهذه الحياة.

هل ترون الآن ما هي قيمة من يملك نوايا الشر بداخله ويطمح بكل ما أوتي من قوة أن يدمر من حوله ولا يعفو أو يصفح عنهم.
إن الشيطان انتصر هنا وبكل أسف على روح هذا المسكين بعد أن غذى عقله وروحه بكلامٍ فاسد لا معنى له وكان ينفخه كالبالون حتى زاد الهواء بداخله ثم انفجر.

إن هذه القصة البسيطة التي رواها لي صديقي وإن بدا لكم في بداية حديثه أنه كالحمل الوديع، ليست إلا مجرد قصة بسيطة من قصص عديدة تدور من حولنا وهي تحمل ألواناً وأصنافاً من الغدر مما يجعل إبليس بحد ذاته يتعلم على أيديهم.
ولا تحاولوا إقناعي أن هذا السالب للحياة يريد أن يجعل حياة من حوله إيجابية، بل كان شيطاناً رجيماً على هيئة بشر.
أرجوكم اقرأوا من حولكم قراءة جيدة وتعرفوا على نواياهم وما ذا يخبئون بداخل قلوبهم تجاهكم حتى لا يصيبكم مثل ما أصاب صديقنا المسكين الذي فقد عقله تماماً ولا يعلم ما الذي يهذي به.

وأعتقد أنكم غاضبون للغاية لأن الحوار كان سلبياً في البداية ولا يشجع أبداً على إكماله حتى النهاية لكن أنا أعتذر منكم لأني جعلت هذا الأحمق هو من يبدأ بالحديث من دون أن أعرفكم عليه مسبقاً.

نصيحتي الأخيرة لكم، لا تجعلوا قلوبكم مليئة بالحقد تجاه الآخرين حتى لا تدور الحياة بكم ثم تصبحون مثل هذا الشخص، سالباً لكل معاني الإيجابية والأمل ولا يجيد سوى لغة التحطيم والانهزام والخسارة وأن كل شيء من حولنا قد انتهى فعلاً.


محبكم
#أحمد_حسين_فلمبان
كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم