Saturday, September 23, 2017

حب وطن

الوطن ....

كلمة عظيمة جداً, إنها كلمة كبيرة ورائعة أكبر بكثير من تلك الحكومات الصالحة أو الحكومات الفاسدة

إن الوطن هو الحضن الدافئ و هو التراب الذي نشأنا فوقه و ترعرعنا تحت سمائه الأزرق. إن الوطن هو الأمن و الأمان و السلم من الحرب كل يوم
إن الوطن أكبر بكثير من أن تكفيه مقالة أو اثنتين و ربما احتفالية واحدة أو حفلتين 
إن الوطن في نظر البعض ممن يعانون ويلات الصراعات اليومية و التناحر بصفة دائمة يكون حلماً من أحلامهم البسيطة

ما أجمل الإنسان حين يستيقظ بكل أمان و هدوء ثم يذهب لكي يوقظ أبنائه و بناته من أجل شحذ الهمم و شدها و الانطلاق نحو مدارسهم من أجل التعلم و نهل العلوم المختلفة حتى يساهموا في بناء هذا الوطن المعطاء و يساهموا في دفع الوطن نحو الأمام. كذلك أنت بصفتك الأب أو بصفتك الأم تساهمون جميعاً بعرق جبينكم الطاهر الذي يتساقط كل يوم من أجل رفعة هذا الوطن و كل هذا يجري بحفظ من الرحمن العلي القدير الذي سخر لنا هذا الأمن و الأمان 

و الأجمل أيضاً توفر كل ما تريد مما تشتهيه أنفسنا من الطيبات اللذيذة من أنواع مختلفة من الطعام و الشراب و الذي نستطيع العثور عليه و إيجاده بمنتهى البساطة بينما في أوطانٍ أخرى قد يكون من أحلامهم البسيطة الحصول على قطعة رغيف خبز دافئ

إن الوطن ليست فقط الأرض بل أيضا أسرتك هي بحد ذاتها وطن. وطن صغير تجتمع فيه أنت و عائلتك كل يوم بعد الانتهاء من يوم عمل شاق و ذلك للمسامرة و تبادل الأحاديث و الضحك ما بين فترة و أخرى

هل هناك سعادة أجمل من أن ترى أفراد أسرتك بهذا الحجم الكبير من السعادة؟

أنا أشك في عقل كل من يريد الإخلال بأمن هذا الوطن المعطاء وكل من يرغب في توجيه الأعداء نحونا. فهؤلاء لا يؤمنون بالراحة و لا يهنأ لهم بال حتى يرون الدمار والخراب قد حل بتلك الأوطان التي لطالما عشقوا أن يدمروها

أما بالنسبة لي فأفتخر كثيراً بوطني المملكة العربية السعودية و اليوم ٢٣ سبتمبر هو العيد الوطني لهذه البلاد الغالية. و هو التاريخ الذي أعلن فيه مؤسس هذه البلاد طيب الله ثراه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تغيير مسمى البلاد من مملكة نجد والحجاز و ملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية و بذلك تصبح هذه البلاد موحدة و شامخة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. فالكل في هذا الوطن هو سعودي مهما اختلفت ثقافات المناطق و مهما اختلفت قبائلهم و أسرهم.

هذا الوطن الذي يحتضن أغلى بقعة بالكون ألا و هي مكة المكرمة مهبط الوحي و مولد سيد البشرية كلها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم. و بهذا الوطن أيضاً البقعة الثانية الطاهرة و هي المدينة المنورة والتي تضم على أرضها قبر سيد البشرية صلى الله عليه وسلم. 

إن هذا الوطن يفتخر بالعديد من المنجزات و الأعمال التي يقوم بها هذا الوطن تجاه العالم ومن أهمها استقبال حجاج بيت الله الحرام و الحرص على راحتهم وسط استعدادات ضخمة تقام كل عام من أجل حج ناجح بفضل من الله عزوجل

أيضاً يقف هذا الوطن بجانب كل من يناشده و يطلب العون منه من الدول الشقيقة والصديقة والمحبة لتراب هذا الوطن الغالي. و نحن لا نتأخر أبداً في تلبية النداء بسرعة وتوفير الدعم السريع لهم. و مساندتهم بالمال والمؤنة والغذاء 

و كما ذكرت سابقاً فإن مقالة واحدة لن تكفي لسرد منجزات الوطن الضخمة و التي امتدت عبر السنين منذ تاريخ المؤسس طيب الله ثراه حتى تاريخ ملك الحزم و العزم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود و ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود

أما أعداء هذا الوطن فلا مجال لهم في محاربتنا أو النيل من أراضينا و ذلك لأن جنودنا البواسل ينتظرونهم على حدودنا بكل قوة و عزم من أجل ردهم و صدهم و ردعهم عن أي عمل قد يمس هذا الوطن

اليوم نكمل ٨٧ سنة منذ تأسيس هذه البلاد و لازلنا نحو العالم الأول سائرين و سوف نصل بإذنه تعالى و نصبح من أهم الدول عالمياً من حيث الاقتصاد و السياحة و الترفيه و كل مقومات الحياة السعيدة الرغيدة التي تضمن العيش السعيد و الهانئ لكل فرد من أفراد هذا الوطن

و أنا أدعو الجميع من أخواني و أخواتي السعوديين و السعوديات بأن يقفوا صفاً واحداً دائماً و أبداً في وجه الأعداء و ذلك لأن المواطن هو رجل الأمن الأول قبل كل شيء و أن يقطع الطريق أمام كل خائن و كل من يريد تحريض الأعداء ضد هذا الوطن. و ذلك لأن تراب هذا الوطن غالي و أرضه غالية و سمائه عالية

و دعوني أختم باقتباسة للسيدة الإعلامية الفاضلة أ/ حليمة مظفر و ذلك من خلال تغريدة كتبتها على حسابها في تويتر و قالت فيها بالنص "‏المال الذي يشتري وطنيتك قد يشتري لك بيتا..سيارة..سجار فاخرا.. لكن لن يشتري لك وطنا ولاطمأنينة ولن يدفن معك..وستبقى سمعتك فوق التراب كخائن !"

تمنياتي لكم دائماً بوطن عامر و بلاد مزدهرة و حديثة متوكلة على الله عزوجل و تعتمد بشكل كلي بعد الله على شبابها و شاباتها من أجل النهوض بهذا الوطن الغالي 

كل عام و إنت بخير يا أغلى وطن

محبكم 
#إبتسامة_قلم

Saturday, September 2, 2017

الاستسلام للفشل

الاستسلام للفشل ... مصطلح يعتقد البعض للأسف أنه من أبسط الأمور التي يركن فيها حياته بداخلها و لا يتحرك من بعدها. و لهذا فمن عادتي الدائمة هي البحث حول هذه الأمور الغريبة و تفسيرها و فهم معانيها. و الأهم من ذلك هو محاولة فهم ذلك الكسل البشري الذي يصيبنا في مقتل و يصيب أرواحنا بالخمول و النوم و الشعور بانتهاء الحياة.
إن الحياة لم تنتهي أيها القارئ و لكن عادت بك إلى الخلف. لقد أخذتك الحياة إلى نقطة الصفر مرة أخرى حتى تدرس أخطائك التي حدثت خلال رحلتك سواء الطويلة أو القصيرة نحو النجاح. فالنجاح لا يمكن أن يتحقق في طرفة عين إلا إذا كان والدك أو أسرتك من أرباب الطبقة المخملية. و أما الكادحين فيها فهم وحدهم من يشعرون بطعم النجاح في نهاية النفق المظلم من حياتهم حتى لو أعادتهم الحياة مراراً و تكراراً إلى نقطة الصفر فلابد للغيم أن يذهب و لابد للسماء الصافية أن تظهر يوماً من الأيام. و لهذا فإن وتد السهم حينما تخطط لرميه نحو الهدف, لن تستطيع إطلاقه من دون إرجاعه للخلف بمقدار كاف من الألم على أطراف أصابعك ثم تطلقه بكل قوة و عزيمة و إصرار حتى يصيب الهدف بدقة.
            عليك دائماً أن تتمسك بإيمانك و مبادئك خلال هذه الدوامة الطويلة في حياتك. فمهما عادت بك الحياة نحو نقطة الصفر فلابد أن يزيد إيمانك أقوى من السابق في كل مرة تعود بها ثم تنطلق مرة أخرى نحو هذه الحياة من أجل أن تثبت نفسك فيها. و عليك دائماً التوكل على الله عزوجل و أن الله عزوجل نصير كل شخص يتحلى بالصبر و يتمسك به و ألا يتنازل يوماً من الأيام عن صبره أو أن تقل عزيمته لا سمح الله. بل إن التمسك بالإيمان و زيادته مرة تلو أخرى له فائدة عظيمة على قلبك و هي تقوية الإصرار على تحقيق النجاح في أقل فترة ممكنة.
            سوف تواجه خلال هذه الرحلة الكثير من البشر ممن هم متعطشين دائماً لإحباطك. فالبشر بكل بساطة هم عبارة عن صحراء ضخمة جافة و تحتاج إلى الري و هناك من يسقي هؤلاء البشر بعزيمته و إصراره و إغلاق أذنيه أمام كل كلمة محبطة و كل كلمة سوف تتسبب بهزيمته. و هؤلاء الأبطال وجودهم مهم في حياتنا حتى لو كانوا يبذلوا الغالي و النفيس في سبيل تحقيق أهدافهم إلا أنهم ليسوا أنانيين بل مشاركين لكل تفاصيل نجاحاتهم حتى يقتدي بهم البشر و يحاولون التوقف عن الإحباط و هدم الهمم و التحول بشكل سريع إلى كرة مشتعلة من الطاقة و الحيوية المتفجرة من أجل الدخول في منافسة شرسة مع هؤلاء الأبطال الناجحين و محاولة تجاوزهم أو على الأقل تخطي فشلهم و إحباطهم و تحولهم إلى أشخاص إيجابيين و مفيدين في حياتهم. فالإيجابية و السلبية معدية بين البشر و كل شخص سوف يتسبب بالعدوى لمن حوله بما يحمله من فيروس سواء كان فيروس إيجابي و مفيد لكل البشر أو فيروس سلبي و قاتل لكل البشر.
            إن السر الذي دعاني إلى كتابة هذه المقالة هو ما قرأته في كتاب السيد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في كتابه أحلام من أبي و ذلك في الصفحة 171 و الصفحة 172 بالتحديد. لقد قرأت عن عزيمة هذا الرئيس حينما كان رئيساً لإحدى المنظمات المدنية التي تنادي بحقوق الفئة السوداء من البشر في الولايات المتحدة الأمريكية خلال حقبة الفصل العنصري بين البيض والسود. و رأيت من خلالها كيف أنه لم يستسلم أو يتراجع عن إكمال مشواره في تحقيق العدل لكل السود في أمريكا تلك الفترة. و تعلمت منه أنك إذا حملت في عاتقك تشجيع غيرك و مساعدته على تجاوز أحزانه و أيامه السوداء التي مر بها في حياته و ربما فشله العظيم من تحقيق شيء مهم, فإن نتيجة ذلك و بشكل حتمي و قاطع هو توفير المئات من البشر الإيجابيين حولنا و الذين سوف يساهمون في إعمار هذه الكرة الأرضية بشكل مفيد و صحي بعيداً عن السوداوية و الكوميديا السوداء الطريفة التي يحبون أن يتلونون بها و هي الاستسلام للفشل فقط.
            إذا أردت أن تستسلم اليوم فلا مانع لكن لا تطل ذلك. ربما تحتاج إلى بعض الراحة من أجل إعادة تخطيط أفكارك مرة أخرى و ربما تحتاجها من أجل أن تنطلق بشكل أقوى من الانطلاقة السابقة لك. لكن عليك الحذر بأن لا تطيل فترة الجلوس حتى لا تصاب بالجلطات الكثيرة في حياتك و تصبح أشبه بالمعدومة وربما يؤدي ذلك إلى انتحارك بسبب شعورك الفظيع في داخلك بالهزيمة و اليأس. اجعل حياتك موزونة بين الراحة و الانطلاقة و لو أنك رجحت فكرة الانطلاقة بشكل أكبر فتأكد أنك سوف تصل إلى هدفك بشكل سريع بإذن الله.
            عليك أيضاً أن تبني الخطة "ب" دائماً في جدول أعمالك. فكما تعلم فالحياة ليست مساراً واحداً بل هي مسارات متعددة و كل مسار يتغير وفق الظروف و مجريات الحياة التي تحدث أمامك. و لذلك فعليك دائماً أن تضع نصب عينيك مسألة الخروج من الخطة التي رسمتها و الانتقال بشكل سريع و سلس إلى خطة أخرى قد تم تجهيزها مسبقاً و جاهزة أيضاً من أجل تنفيذها بشكل سريع بدون أي تأخير أو محاولة للتراجع. إن هذه الخطة هي عامل مساعد و مهم من عوامل نجاحك في الحياة و من دون هذه الخطة و كذلك الخطة "ج" و الخطة "د" ... إلخ, فلن تستطيع الانتقال بشكل مرن و بشكل متلوي في جميع أمور حياتك حتى لو كانت المجريات ضدك. لذلك دع الخروج هو أهم من مسألة الدخول و دع مسألة الانتصار بأي طريقة كانت أهم من مسألة البحث عن حل للهروب و الاستسلام للفشل
            إن هذه الحياة مهما قاتلنا فيها و مهما سعينا فيها فهي فانية و سوف ترحل منها أخيراً بعد قتال طويل مع عدة جبهات أن تختارها بنفسك. و لهذا فإن عليك دائماً ألا ترحل من هذه الحياة حتى تكون قد جربت 1000 تجربة على الأقل و أن تترك بصمة واضحة لدى جميع البشر من حولك. و ليس ذلك فحسب بل يجب عليك أن تترك أثراً جميلاً تستطيع جميع الأجيال من بعدك أن تتذكرك و أن تشكرك على جميل ما صنعت خلال حياتك. حاول أن تجعل الرحيل من هنا سعيداً و دع نفسك تبتسم خلال الرحيل بينما الجميع يبكي من خلفك. فالابتسامة في هذا الموقف هي ابتسامة نصر و فوز و الإعلان بشكل مباشر أنك تغلبت على جميع التجارب و المحن و الابتلاءات التي واجهتها في حياتك. و أما عن بكاء من حولك فهو إعلان مباشر وصريح عن عمق محبتهم لك و عن شعورهم العميق بأنهم فقدوا قامة عملاقة و شخصية لن تتكرر حتى لو بعد 100 سنة من رحيلك.
            إن من السخرية الجميلة في نهاية هذه المقالة الرائعة هو التناقض العجيب بين الموت و الفشل. فالموت يعني نهاية الحياة و أما الفشل فيعني بشكل صريح بداية الحياة. و ذلك لأن الفشل هو نقطة الانطلاقة من جديد نحو حياة أخرى و صفحة جديدة سوف تكتبها بعناية فائقة مستفيداً من خلالها بكل التجارب السابقة التي مررت بها و التي قاسيت من خلالها أبشع و أفظع النتائج و ربما كانت بعض النتائج غير محببة و مرغوبة لديك لكن سوف تعلم في نهاية الهدف أن الفشل كان عبارة عن قرصة أذن خفيفة لتخبرك أن الحياة ليست مسار واحد فقط.

محبكم
#أحمد_حسين_فلمبان
#إبتسامة_قلم