Sunday, April 10, 2022

نعامة

 لقد أصبحت مثل البحَّار الذي يُبحِرُ عُبَاب البحر بلا ميناء.

لقد أصبحت كالمسافر على بعيرٍ من غير وجهة أو هداية.

لقد أصبحت ذلك الكائن الوحيد وهدير العالم المزعج من حوله.

لقد أصبحت حياتي في بحرٍ من التيه.

وفي نهاية الأمر ...

أصبحت كالنعامة التي تركض بكل ما أعطاها الله من قوة لكي تهرب من الأخطار التي تحدق بها من كل صوب ثم بعد ذلك تقوم بطمر رأسها في التراب حتى تشعر بالأمان.

هي كذلك ولا أعتقد أنها ستكون غير ذلك.

هو ذات الشعور منذ سنواتٍ مضت ولم يتغير شيء، رغم أن كل شيء تغير إلا أن الثبات في حياتي لا يزال كما هو من دون نيةٍ للتغير أو حتى رغبة جامحة في الوصول إلى تسوية مرضية.

هي تلك الكلمات التي تتصارع بداخلي ولا أستطيع تحديد مشاعرها بدقة أو حتى معرفة سبب صراعها المستمر.

وبكل أسف فإن هذا الشعور الصامت الذي يستشري بداخلي والذي لا أستطيع أن أبني عليه فعل حقيقي هو ذات الشعور الذي يؤرقني عن النوم بهدوءٍ وسلام.

ولربما تكررت بعض الألفاظ التي أرددها بين حينٍ وآخر في مدونتي المتواضعة حول التقدم بالعمر والشعر بالوحدانية رغم توافر كل مقومات الحياة السليمة من حولي. لكن الشعور والرغبة التي بداخلي في أن أبوح هنا في هذه المدونة وبشكل مستمر وغير منقطع هو ما يدفعني للكتابة اليوم وأن أختار هذا العنوان لهذه المدونة "نعامة".

نعم، فالنعامة عادةً ما تُضرب عند العرب كمثالٍ على الجبن والخوف. لكن هل النعامة في الحقيقة هي تطمر رأسها من أجل الشعور بالجبن والخوف أم أن طمرها للرأس لكي تشعر بالهدوء والأمان والابتعاد عن ملوثات الحياة من حولها؟

وبالطبع فالتساؤل هنا بشكل مجازي وليس بشكل حقيقي، وكل ما أرجوه هو أن تصل تلك الفكرة التي تقبع في أعمق نقطة بداخلي إلى عقولكم وأن تستوعبوا هذا الحديث الذي أكتبه إليكم اليوم.

وتزاد حيرتي أكثر عندما أقوم بالنظر إلى نفسي وحيداً، سائراً، لا يستطيع أن يشاهد ما حوله، رغم أن المكان مزدحمٍ بالبشر وأصواتهم عالية ويتحدثون بطريقة متعالية.

أم أنني أريد الهرب فقط من هذا الجحيم وهذا الشعور الذي يعتريني ولا أعلم حقيقةً عن سبب تواجده يستشري بداخلي ولهذا فأنا أدَّعِي بألا شيء يحدث من حولنا وأن جميع الأمور تسير بطريقة مدروسة وموزونة وصحيحة وفق حسابات دقيقة لا تخطئها أقدار الحياة.

لا أستطيع أن أجزم بشكل كامل حول حقيقة الأمر ولا أستطيع أن أخبركم بالمزيد لأن الأفكار التي بداخلي قد نضبت وأشعر بأنني قد أخرجت كل ما بداخلي من مشاعر آنية في هذه اللحظات من الزمن.

وأرجو أن يكون حديثي معكم في هذه المرة واضحاً تمام الوضوح وأن تصل فكرتي وفلسفتي إليكم بشكل مبسط

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم