Sunday, August 23, 2020

الطيبة أم القسوة؟

فيما يبدو بالنسبة لي ستكون المدونة هذه المرة مختلفة عن سابق المرات التي كتبت فيها. حيث أنني سأتحدث هذا اليوم بلساني وبلسان كافة أصدقائي الخياليين الذي يدورون بداخل رأسي.

ومن هنا ستتعرفون أكثر على شخصيات لم أبرزها في السابق أمامكم وهؤلاء الأصدقاء هم أربعة أصدقاء حيث يمثل كل صديق منهم جزء من شخصيتي وتفكيري أمام العالم الواقعي والحقيقي.

وأولهم هو صديقي (ساري) والذي يمثل الجانب الطيب

ثم صديقي (أحمد-الثالث) والذي يمثل الجانب السيء للغاية

ثم صديقي (هانكوك) والذي يمثل الشخصية الغربية من حياتي "أي التحدث باللغة الإنجليزية فقط"

وأخيراً مع صديقي (الدب لاري) والذي يمثل الجانب القاسي للغاية

 

وقد بدأ هذا الحوار حين كنت أقوم بغسل المواعين والأطباق والملاعق في المطبخ، حيث بادرت الدب لاري بسؤال غريب سألته فيه "أتظن يا لاري بما أنك تمثل الجزء القاسي من حياتي، بأن قلبي سيظل طيباً للأبد مع كافة أطياف البشر؟

حينها دخل المسكين في نوبة ضحك هيستيرية ولم يتمالك نفسه من الضحك

إلا أن ساري قال: - لا تظنها سذاجة يا لاري، بالطبع أحمد معه حق في سؤاله

-       أوتظن يا ساري بأن هذا سؤال طبيعي يقوم بسؤاله شخص طبيعي مثل أحمد؟

-       بالتأكيد هو سؤال طبيعي

-       حسناً سأجيبكما جميعاً "بالتأكيد لا ... فعلى قلبك الغبي أن يجمع بين مزيج الطيبة والقسوة وأن يتحكم بينهما بحسب الموقف الذي يحدث أمامه"

وفجأة تدخل أحمد الثالث في الحديث وقال "لا أعتقد بأننا يجب أن نغلب الطيبة على القسوة. لأن الطيبة في هذا الزمن هو الغباء بحد ذاته والقسوة هي إثبات الذات والبقاء للأقوى يكون للشخص القاسي والذي يملك القلب الميت

-       أحسنت يا أحمد الثالث، يبدو أنك تتفق معي في الحديث

-       Hold on guys, I guess being a bad guy is stupid idea, think about it?

-       وأنا أشاطرك الرأي يا هانكوك، بالفعل فكرة أن تكون شخصاً سيئاً هي فكرة غبية، لأن البشر من حولنا يبحثون عن الأشخاص الطيبين، أصحاب القلوب الطيبة والنقية والتي تدعم فكرة الخير دائماً

-       حسناً حسناً يا أصدقاء، ماذا لو تعرضت للخذلان من أحدهم، أيعقل أن أسامحهم وأن أعفو عنهم؟

-       اسأل صديقك المقرب ساري بالتأكيد سيجيبك بغباء

-       نعم، نعم أحسنت يا لاري. أسأل صديقك ساري يا أحمد واجعله يعلمك بغباء مع من أهانك وخذلك وحطم فؤادك

-       يبدو يا ساري بأن لاري وأحمد الثالث لا يتفقون معك بالحديث

-       وأنا لا أهتم لما يقولون يا أحمد، لأني لازلت أصر بأنني صاحب الحديث الأصح وأن القسوة والجفاء لم تكن يوماً من الأيام هي مفتاح الحل. صدقني حين تقابل السيئة بالحسنة ستكسب الكثير

-       وما الذي سيكسبه أحمد المسكين يا ساري؟

-       بالتأكيد يا لاري سيكسب موقفاً لن ينساه التاريخ ولن ينساه الطرف الآخر لأنه درس غير مباشر في احترام الآخرين

-       أعتقد بأن هذه سذاجة يا ساري

-       سذاجة!!! أرجوك يا أحمد الثالث اجعل حديثنا راقياً أو لا تتحدث معي

-       أرجوكم يا أصدقاء توقفوا عن العراك وأرشدوني إلى الحل ... الطيبة أم القسوة في التعامل مع البشر

-       لقد قلت لك يا أحمد، من يعاملك بقسوة عامله بقسوة أشد منها. من باب العدل والإنصاف

-       لكن يا لاري أريد تطبيق ذلك على أرض الواقع إلا أنني لا أستطيع

-       ذلك لأنك شخص ضعيف ولست شخصاً طيباً فحسب

-       ضعيف!!! أتعتقد يا أحمد الثالث بأن الضعف هو مصدر طيبة قلوبنا؟

-       بالتأكيد يا عزيزي

-       ولكن يا لاري ماذا لو أن هذه الطيبة كانت ميزة جميلة تميز أرواحنا؟

-       صدقني يا أحمد ... من كان طيباً في هذا الزمن بالتأكيد سيتم سحقه تحت عجلات القهر

-       عجلات القهر؟ ما هذا التعبير يا أحمد الثالث؟

-       إن ما يقصده أحمد الثالث بكل بساطة يا صديقي هو أن روحك ستظل مقهورة، ملعونة مدى الحياة لأنك ببساطة لم تأخذ بحقك بيدك وتركت ذلك وتنازلت عنها لأجل الطرف الآخر

-       ليست هناك تنازلات يا أصدقائي ولكن تذكروا بأن العفو عند المقدرة

-       صدقني يا أحمد، طالما أن هذا هو أسلوب ساري في الحديث، ستظل مسحوقاً، مقهوراً مدى الحياة. الطيبة في هذا الزمن ليس كل شيء!!!

 

وانتهيت بعد ذلك من غسل المواعين من دون الوصول لأي نتيجة مع هؤلاء المجانين

 

 

 

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم

Friday, August 7, 2020

الندم

 الندم ...

كلمة قليلة الحروف لكن عميقة المعنى وذلك لما تحتويه هذه الكلمة على الكثير من الآلام والعبر والمواعظ التي تحدث بسبب قصص ومواقف تصادفنا في حياتنا اليومية بسبب حياتنا الاجتماعية مع بقية البشر على هذه الأرض.

وينتج الندم في حياتنا بسبب أمور مختلفة، منها اتخاذ قرار خاطئ في حياتنا أو أن تكون هناك خسارة فادحة في تجارة ما أو لأي سبب من أسباب هذه الحياة التي لا تنتهي أسبابها.

لكن ما لا يتوقعه الكثير من البشر على هذه الأرض هو شعورهم بالندم بسبب موقفٍ ما أو قصة أو حتى حديث عابر حدث بين اثنين أو مجموعة من الأصدقاء.

نعم أيها السيدات والسادة،

إن حدوث مثل هذه المواقف بين الأصدقاء لا يعتبر في حقيقته ندماً إطلاقاً لأن الحياة ببساطة هي حياة تشاركية بين البشر. ولا يمكن للإنسان أن يعيش بمفرده على هذه الأرض.

إذاً ... لماذا لا يكون هناك أي ندم بين الأصدقاء؟

الجواب ببساطة هو أن لكل حالة تفسير معين.

فإن خذلك صديقً ما بسبب موقف أو قصة أو حتى حديثٌ عابر ولم يحاول جاهداً من طرفه في إصلاح هذه المشكلة، بل قرر اختيار أسهل الطرق بالنسبة إليه وهي الرحيل عن حياتك. فلا تندم على ما فات من ذكريات بينكما لأن ذلك في حياتك هو درس من دروس الحياة.

وإن تغير عليك صديقٌ ما وأصبح متكبراً ومتغطرساً أمامك فأرجوك ثم أرجوك بألا تندم من تصرفاته معك، لأن الحياة أكبر بكثير من غروره وتكبره وستدور عليه الأيام ليرى نتائج سوء فعله معك.

وأما إن تركك صديقٌ ما في منتصف الطريق لأنك ببساطة أصبحت بحياته في أدنى أدنى سلم أولوياته ولا يتذكرك إلا عند حاجته، فإني أعيد الرجاء من جديد وأخبرك بألا تندم على تصرفه. لأنه إن كان خيراً لك فسيرجعه الزمن على عقبيه أمامك وإن كان شراً لك فالزمن كفيل بأن يرجع إليك حقك.

 

إذاً ... ببساطة شديدة أيها السيدات والسادة، فإن نصيحتي لك هو عدم الندم إطلاقاً لأي تصرف ناتج عن أي شخص تربطك به علاقة وأياً كانت نوع هذه العلاقة.

وإياك أيضاً كنصيحة أخ محبٍ لك الشعور بالندم لأنك قدمت الكثير ولم تحصد منه الكثير.

لأن العدالة هي الأساس في كل العلاقات البشرية على هذه الأرض وإن لم تحصل على حقك اليوم فإنك ستراه غداً أمام عينيك أو حتى بعد غد أو حتى لو بعد سنوات عديدة

 

"إياك والندم بسبب علاقاتك مع البشر" هي النصيحة الثمينة التي أتركها بين يديك.

 

 

محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم