Friday, August 18, 2017

الانطلاق نحو الحياة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلاً وسهلاً بكم أيها القراء الأعزاء في هذه المقالة المفعمة بالحيوية و الإيجابية و الألوان الجميلة.

اليوم راح نتكلم إن شاء الله عن موضوع محفز و مهم جداً لكل شخص لديه هدف أو رؤية واضحة أو حُلم يتمنى تحقيقه يوماً من الأيام و هي أهم ركيزة يعتمد عليها ألا و هي "الانطلاق نحو الحياة".

للأسف أن هناك بعضٌ من البشر إذا مر بمرحلة من التقلبات في حياته يجزع و يخاف و يستسلم و يتراجع و يعتبر أن حُلمه صعب جداً و من المستحيل تحقيقه. لكن الواقع يقول إن من المستحيل أن تكون الحياة على خط واحد أو من المستحيل أن تكون على طرف واحد من مقياس شعرة معاوية.

و المعنى من ذلك أنه لو أخذنا شعرة معاوية كمثال فهذه الشعرة من المستحيل أن تكون على طرف واحد. فإذا أصبحت الحياة شديدة معك فعليك الصبر و الهدوء و التفكير بحكمة و إذا الحياة ابتسمت لك و أرخت لك حبالها فأنت يجب أن تشد الهمة و لا تتراخى و تتراجع. 

تعلم دائماً مبدأ مشاهدة حياة الآخرين بدروس و ليس المشاهدة لمجرد المشاهدة فقط. و لذلك فإن هناك فرق شاسع بين المشاهدة و المراقبة.

على الرغم من أن البعض يؤمن بمبدأ الاستقلال عن الآخرين و الانطلاق في خط مختلف عما يصنعه الآخرين لكن يعيب هذا المبدأ عيب العزلة عن الآخرين و هو منافي تماماً لمبدأ الاجتماعية و المجتمع التي خُلق الإنسان عليها و محبته للتعايش مع الآخرين.

و لهذا فإننا نتساءل عن الفرق بين المشاهدة و المراقبة. فنقول أن المشاهدة مجرد مشهد عابر يمر من أمامك و انتهى بدون ملاحظة أي شيء داخل هذا المشهد. لكن المراقبة عكس ذلك فالمراقبة هي استنباط أو استخراج أي نقاط مهمة تفيدك في حياتك و ذلك من خلال المشهد الذي شاهدته.

على سبيل المثال: - أثناء متابعة مباراة كرة القدم فهناك أناس يشاهدون فقط من دون أي تحليل أو فهم. تماماً كما أفعل أنا لأني لا أهتم بكرة القدم إطلاقاً و لذلك لا أهتم بتفاصيل المباراة هل هناك هجمة مرتدة أو هجمة معكوسة أو ضربة تسلل ... إلخ. لكن هناك أناس يراقبون المباراة بأدق تفاصيلها فهناك من يستنبط ضربات الجزاء و هناك من يتصيد أخطاء الحكام ... إلخ.

لذلك حاول أن تكون مراقب لجميع المشاهد التي تشاهدها في حياتك. و حاول أن تحمل في يدك دفتر ملاحظات لتسجيل كافة الملاحظات من حولك. فتقوم بتسجيل مشهد حزين شاهدته في أحد الأيام و تسجل جميع الدروس التي استخرجتها من هذا المشهد أو أنك رأيت مشهداً أسعدك في أحد الأيام فتقوم بتسجيل جميع الدروس التي استخرجتها من هذا الموقف. 

حاول إنك تبرمج نفسك على الاستفادة من خبرات الآخرين و ليس الانطلاق من الصفر بل الانطلاق من حيث انتهى الآخرون. و حاول أن تطور من نقطة الانطلاق التي بدأت منها و لذلك لا تكن شخصاً إمعة أو شخص مقلد و تقول أن الناس انطلقت من هنا و سوف أسير على نهجهم.

لا , خذ طرف الخيط من حيث انتهى الآخرون و ابدأ التطوير و ذلك عبر إضافة ألوان السعادة لها أو ألوان الإيجابية أو ألوان البهجة أو ألوان الأمل أو ألوان الانطلاق نحو الحياة.

و السبب في ذلك هو مقطع للمذيعة الأمريكية من أصول أفريقية و هي المذيعة المتألقة "أوبرا وينفري" حيث كانت تعتقد أن إرثها الذي سوف تتركه هو وضع أي شيء في هذه الحياة باسمها مثل مدرسة أو تمثال أو أي شيء يرمز لها. لكن عندما أخبرت الدكتورة مايا "Maya Angelou's" عن هذا الاعتقاد فكان ردها هو ما سوف تستمع إليه بالفيديو أدناه:-


و المعنى من ذلك أن كل أثر طيب و جميل أنت زرعته لدى الآخرين عن طريق الانطلاق نحو الحياة بأنك أخذت طرف الخيط آخر نقطة وصل إليها الآخرين ثم أضفت إليها و طورتها و دعوت الآخرين لكي يأخذوا هذه الأطراف ثم يواصلوا المسيرة للانطلاق نحو الحياة, هذه تعتبر نقطة جميلة في حياتك و تعتبر من الأشياء المحفزة لغيرك. 


لذلك نصيحتي لكم هي أن تكونوا أشخاص فاعلين في الحياة و ليس أشخاص يعيشون فقط لمجرد الأكل و الشرب أو أشخاص يؤدون أدواراً في هذه الحياة فقط.

لا, حاول أن تدع كل شخص يكتشف ماهي الطاقة الموجودة لديه حتى يسخرها للغير.

على سبيل المثال أنا أملك طاقة الكتابة و هناك من يملك طاقة لعب كرة القدم و هناك من يملك طاقة مهارات الحاسب الآلي و غيرهم من الأشخاص.

لذلك عندما نتحدث عن الانطلاق نحو الحياة, حاول أن تدفع نفسك عبر ما تشاهده من الآخرين و أيضاً أن تدفع الآخرين عبر ما أنت تُنتجه من حياتك. 

أيضاً من أجمل أشياء المراقبة هي سؤال النفس دائماً و مراجعتها. و السؤال المهم هو "هل أنا أقوم بفعل هذا الشيء أم لا؟" و لهذا فعندما تراقب الناس و تشاهد أن ما تفعله و يفعله غيرك له أثر سيء فهل سوف تستمر على نفس النهج أم أنك تُحسن منه أو تتركه نهائياً؟

و لذلك عندما تنطلق نحو الحياة فعليك الانطلاق بطريقة جيدة و ليس بطريقة سيئة. 

و المعنى من ذلك:- أي عند الانطلاق نحو الحياة فعليك أن تكون بصمتك في هذه الحياة هي بصمة جيدة و مفيدة و نافعة و ليست سيئة أو تافهة أو بلا قيمة.

محبكم 
#أحمد_حسين_فلمبان
#إبتسامة_قلم 

No comments:

Post a Comment