Monday, January 1, 2018

هل أنت تحبني بصدق؟

لقد تحدثت عن الحب كثيراً, كثيراً جداً في عدة منشورات نشرتها عبر حسابي بالانستقرام. و تحدثت حول مفهوم الحب العميق و الحب النقي و الصادق بين الأشخاص أيا كانت صفتهم و جنسهم و جنسيتهم و أياً كان لونهم و معدنهم من الداخل.
فالحب الصادق النقي من وجهي نظري هو الاهتمام و السؤال و تفقد الحال و كذلك محاولة معرفة ما الذي يجعل تلك اللؤلؤتين تذرف ماءاً نقياً في لحظة كتمان و صمت عجيب. الحب يا سادة هو أن تعلم بما يدور داخل قلب ذلك الشخص الذي أمامك من دون أن يتحدث أو حتى أن ينطق حرفاً واحداً.
لذلك فأنا من أكثر الأشخاص الذين يعانون من حب مكسور و قلة في الاهتمام و السؤال و كذلك تفقد الأحوال. على الرغم من أني أحببت هذا الجو الرائع و الصمت العجيب لكن كما ذكرت في مقالتي السابقة ( في عالم الصمت ) فإن الصمت الطويل و الكثير يؤذي و يؤلم و خصوصاً عندما يتكرر ذلك الحال كل يوم و كل ليلة و لا تعرف إلى أين الخلاص.
دعوني أخبركم مثلاً عن هذا اليوم. ففي هذا اليوم لم تصلني سوى رسالتين أو ثلاث فقط و من شخصين فقط و كانت دردشات عابرة و ليست عميقة. ليست تلك الدردشات التي تبحر بي إلى عالم آخر. كعالم السعادة مثلاً. فأنا من الأشخاص الذين يعشقون الدردشات السعيدة و البسيطة و التي تكون مليئة بضحكات صاخبة تأخذ بيدي من عالم الماضي المحزن حتى عالم الحاضر السعيد.
لكن و بالرغم من كل هذا فعندما أنظر إلى من حولي و بالذات من هم أقل مني كالأيتام مثلاً و مجهولي الوالدين الذين يسكنون في دور الأيتام و الفقراء المشردين في الشوارع, حينها أتنفس بشكل عميق ثم أحمد الله على ما أنا فيه من نعمة. قد تكون نقمة في وجهة نظري القصيرة و لكنها نعمة كبيرة في حياة كل من يتمناها و يرجو أن يحصل عليها.
حتى في لحظات السقوط و الشعور بأنه ليس هناك أي شخص يحبني أو يشعر بي أو على الأقل يفتقد وجودي في هذه الحياة, تأتي فجأة تلك الضحكات من ذكريات سعيدة عشتها مع أحدهم من أجل أن أستذكر تلك الأيام التي كنت فيها قوياً حتى في أحلك لحظات ضعفي و انكساري و شعوري بالهزيمة.
و في لحظات أخرى أشعر أن قارب الموت يقترب كما أشعر كل مرة أكتب فيها إليكم. لكن الشعور بهذا القارب له حالة خاصة تتكرر معي, ألا و هي حالة الضياع. تلك الحالة التي لا أشعر فيها من أنا و ماذا أفعل في هذه الحياة. و هل أنا إلى صعود أم إلى هبوط؟ هل أنا إلى نجاح أم إلى فشل؟ هل أنا موجود بين البشر أم مجرد كائن يتحرك في عالم الأموات الأحياء؟
و أيضاً حين أنظر إلى إنجازاتي منذ طفولتي و حتى الآن لا أعلم لماذا أنجزتها؟ و هل أنا أنجزتها من أجل أن يراني الآخرون و يشعرون بي و يهتمون بي؟ أم أني أنجزتها من أجل أن أحقق ذلك الرقم الصعب في حياتي؟
أتساءل منذ الطفولة, ما المغزى من وجودي ككائن بشري إذا لم يكن الحب يحيط بي؟ إذا لم يكن هناك اهتمام و تشجيع و تحفيز للأمام؟ أتساءل ... هل لكل ما أقدمه من عمل, جدوى و فائدة أم أنها أعمال عبثية لا مغزى منها و لا طائل؟
و السؤال الذي لا أعرف الإجابة عنه حتى الآن, إذا كنت مهماً جداً في حياة من حولي فأين هم عني كل يوم و كل ليلة؟ هل أنا في أدنى سلم الأولويات لديهم أم في أعلاها؟
و كل ما يصيب جمجمتي بالانفجار البركاني هي رؤيتي و هم على هواتفهم كل يوم و الرسائل لا تتوقف و المحادثات لا تتوقف و الضحكات أيضاً لا تتوقف.
حسناً, أين أنا من هذه الخريطة ولماذا لا أجد شخصاً يتحدث معي باستمرار و كل يوم يجعلني من أوائل الأشخاص الذين يقولون لهم ( صباح الخير يا صديق ؟ ) ( صباح الخير أيها الحب ؟ )


هنا يقف القلم عاجزاً عن الحديث ....


محبكم
أحمد حسين فلمبان
{ كاتب & محاسب }

#إبتسامة_قلم

No comments:

Post a Comment