Tuesday, May 9, 2023

أنا فاشل

وحيداً أمام شاطئ البحر أجلس، أنظر إلى تلك المساحات الزرقاء الشاسعة أمام عيني في عتمة الليل السوداء، متأملاً في ذلك الفضاء البعيد أمام عيني وألف معركة تسري بداخلي، وكأن براكين الأرض جميعها تغلي بداخلي، وتلك الحمم اللاسعة تتأجج في ذاتي.

إنها صرخات متعددة إلا أنها تشترك في نداءٍ واحد "أنتَ شخصٌ فاشل"

ومع كل هذا الصراخ الذي يدوي بأنين ألمه في داخلي إلا أنني في هذه اللحظة أستمع إلى تلك الأغاني التي كنت أستمع إليها في طفولتي من خلال قناة شباب المستقبل والتي كانت مليئة بعبارات الأمل والنجاح والحلم والطموح والشغف ولكن برغم كل ذلك فقد فشلت وكان فشلي ذريعاً ومسلماً به.

وعلى الرغم أيضاً، من أن القاعدة المسلمة بها والتي تقول بأن الأشخاص الجيدين لا يشعرون بأنهم جيدين وأن الأشخاص السيئين يشعرون بأنهم جيدين، إلا أن شعوري تجاه ذاتي سواءً كنت شخصاً جيداً أم سيئاً هو الشعور ذاته وهو الشعور بأنني شخصٌ فاشل في نظر نفسي.

لا أعلم ما هو المعيار الذي صنفت به نفسي على أنني فاشل لكن طالما لم أستطع ترك ذلك الأثر أو البصمة الفارقة فأنا أعتبر نفسي تسليماً بأنني شخصٌ فاشل.

نعم أنا فاشل، على الرغم من انتاجي لأربعة أعمالٍ أدبية، أولها كانت عن رسالة التسامح والسلام بين الشعوب وأن أدعو الناس إلى ترك تلك النظرة التي تقسم البشر بناءً على معايير عنصرية وهي رسالة رائعة في أن تصل أصداءها إلى جميع أصقاع الأرض، وأما عن ثاني هذه الأعمال فهي القصة الفاشلة التي عشتها خلال مرحلة دراستي القصيرة خارج أرض الوطن، وعن العمل الأدبي الثالث فأستطيع القول بأنه عمل يدعو إلى النظر تجاه الصداقة من زوايا نظر مختلفة وأن أدع الآخرين يقرأون ما تعلمته عن الصداقة وأن أترك المجال لهم لكي يحكموا على هذه الرواية من منظورهم الشخصي تجاه الصداقة، وآخر هذه الأعمال فهو كما يطلبه المشاهدون أو لنقل القارئون الذين يرغبون في قراءة أمرٍ مختلف بلا رسالة أو هدفٍ في نهاية هذا العمل الأدبي والذي كنت أتحدث فيه عن متناقضات مختلفة تسري بداخل الإنسان ولا يعلم ما هي مصدرها أو لماذا يطرح تلك التساؤلات حول تلك الأفكار التي أوردتها في هذا العمل.

نعم أنا فاشل، على الرغم من قيامي بالسفر إلى 7 دول من حول العالم وبناء علاقات اجتماعية مع أشخاص من دول شقيقة وصديقة لوطني بالرغم من وجود أشخاص آخرين قد سافروا إلى عدد أكبر من هذا الرقم لكن العبرة في الغاية من السفر، هل لأجل بناء سيرة ذاتية مع أحد مواطني هذه الدولة التي تزورها أم من أجل رحلةٍ عابرة فقط لأجل اخبار الآخرين بأنك قد سافرت إلى تلك الدولة بعينها.

نعم أنا فاشل، لأن من يتابعني لا يتجاوزون الخمسة عشر شخصاً على الأرجح وذلك على منصات التواصل الاجتماعي والتي هي حديث العالم هذه الأيام وهي المكانة الحالية التي تستطيع من خلالها إبراز نفسك للعالم وأن تقول لما يربو على السبعة مليار نسمة ها أنا ذا.

نعم ... كلها علاماتٌ للفشل لأنني لا أستطيع النظر إلى ذاتي بعين الرضا.

أشعر بأنني لا أعيش في ذلك الزمان الذي أستطيع من خلاله أن أشعر بتقديري لذاتي.

لربما أنني سبقت هذا الزمن المنشود أو ربما هو من سبقني وفي المجمل فأنا لا أريد إلقاء اللوم على أحد كائناً من كان وجل ما أريده هو لملمة هذه الخيبة التي تسري بداخلي على الرغم من آثارها المزعجة التي تدفع ذاتي دوماً نحو الهاوية.

 

 محبكم

#أحمد_حسين_فلمبان

كاتب & محاسب

#إبتسامة_قلم

No comments:

Post a Comment