Friday, March 27, 2020

الراقصة والحياة

كثيراً ما أتفكر في هذه الحياة وأنظر إليها من عدة زوايا مختلفة.
ما بين المتفائل منها وكذلك المتشائم ... وما بين نظرة وأخرى، أدقق كثيراً في تفاصيل تلك الأشياء الصغيرة التي تحدث من حولي ثم أبني تلك الفرضيات والقصص من حولها. وأول ما أبدأ به هذه الفرضيات والقصص هو سؤال بريء للغاية أقول فيه بكل بساطة "ماذا لو؟"
على سبيل المثال: - ماذا لو تمت الموافقة من قبل جهة عملي على إكمال ومواصلة درجة الماجستير في إحدى الجامعات السعودية والتي كنت أسعى جاهداً لأجل الحصول عليها؟
ماذا لو حصلت على هذه الموافقة؟
أهناك تبعات إيجابية أم سوف تكون هناك تبعات سلبية؟
هذه الأسئلة وغيرها من الأمور التي تجعلني دقيقاً للغاية وبشكل جنوني، تدخلني وتغرقني في العديد من الإجابات التي لا أعلم الصحيح أو الخاطئ منها.
كما لو أن الحياة تراقصني بألعابها الغادرة وتضع لي طُعماً جميلاً لكي أبتلعه حتى أظل في حيرة مستمرة من أمري. وكأنني أنظر إلى راقصة ذات قوام ممشوق ... تتراقص أمام ناظر عينيي لكي أدقق فيها وبشكل كامل حتى أستخرج من جسدها الفاتن تلك الأسئلة المحيرة والتي يصعب الإجابة عليها.
نعم ... فالراقصة والحياة وجهان لعملة واحدة.
كلاهما يحملون في ذاتهم ذلك الانبهار الفاتن الذي يسلب العقول ويخطف الأبصار وبنفس الوقت يضعان أمامك الكثير من الأسئلة المحيرة والتي تعطيك العديد من الأجوبة.
ولهذا ... أعتقد ومن وجهة نظر شخصية بأن عليك أن تكون راقصاً جيداً في هذه اللعبة حتى تلعب جيداً مع الحياة وتتراقص برقصة أفضل منها وإلا راوغتك الحياة وداهمتك من حيث لا تعلم.
حينها ليس عليك سوى تقبل الأمر كما حدث لك ومن دون الخوض في التفاصيل عميقاً لكيلا تتعب نفسك أكثر.
وإن كانت أولئك الراقصات الفاتنات يؤدين أدوارهن جيداً في تلك المراقص والملاهي الليلة وذلك بإغوائهن للرجال ذوي النفوس الضعيفة والأبصار الزائغة، كذلك هي الحياة تؤدي نفس الدور وتغوي البشرية بأكملها وتدفعهم للتراقص حول أنفسهم وتدفعهم للتساؤل ألف مرة ذات السؤال "ماذا لو؟"



محبكم
#أحمد_حسين_فلمبان
كاتب & محاسب 

#إبتسامة_قلم 

No comments:

Post a Comment