نعم, أنت في
نعمة عظيمة و رائعة حين تستشعر الحياة من حولك و هي تحاول أن تقدم لك أفضل ما
لديها و أجمل ما لديها. على الرغم من الحزن الفظيع الذي ينتابنا في أول لحظة
انكسار و خيبة أمل لكن مع ذلك فإن التمسك ببسمة الحياة و الرضا و القناعة بما تملك
بين يديك هي أعظم نعمة تستطيع بها التعايش مع ذاتك و مع روحك في كل يوم تعيشه.
أنا لا أقول
لك أن تصبح ملاكاً أو شخصاً رائعاً بلا أخطاء. لكن حاول ألا تجعل ذلك الضجيج
المزعج و الأنين المؤلم بالفقد و الخسارة تكوي قلبك المسكين و أن تحول بينه و بين
السعادة و لذة الحياة الجميلة. أنت في نعم عظيمة و إن كان لديك شيئاً ناقصاً في
حياتك. و إن كان هذا الشيء هو أغلى و أعظم ما تتمناه في حياتك. إلا أن خفض هذا
الضجيج و دفعه إلى الداخل مع وضعه طي الكتمان و في حالة سليمة بعيداً عن الانفجار
المستقبلي تحت أي ظرف و تحت أي مجهود, سيكون له أثر رائع في أن تتنفس أزهار الربيع
كل يوم في حياتك.
و لهذا فمن
حكمة الله عزوجل أن خلقنا بشراً ناقصين لأننا لن نشعر بالراحة و النعيم الأبدي سوى
في جنة عرضها السموات و الأرض. و أما هذه الحياة فالتعايش السلمي معها هو في أفضل
و أنجح حل يمكنك من رؤية كل جميل في كل شيء من حولك و الابتسامة بشكل رائع و مبهج
تجعل أعدائك يحتارون في الطريقة التي يريدون من خلالها أن يحبطوا معنوياتك أو أن
تستسلم لذلك الشيء الناقص في حياتك حتى تشعر بالعجز الكامل و أنك عبارة عن قطعة
اسفنج بالية في هذه الحياة لا فائدة منها.
إن إصرارك
الجميل على تعداد نعمك اليومية و التي من أهمها نعمة المشي بكل سلاسة و التنفس بكل راحة و
الاستيقاظ صباحاً بلا ألم أو أدوية مسكنة هي واحدة من نِعم عديدة و هبها لك الله
عزوجل من دون أن تسأله إياها أو حتى تطلبها منه. و هنا يجب عليك الشعور بمسئولية
تجاه ما تملك و أن تؤدي واجب الحمد و الشكر كل يوم عبر الصلاة خمس مرات في اليوم و
المحافظة على صلاة الجمعة و رفع يديك بالدعاء كل يوم شكراً لله عزوجل على هذه
النعم.
أنا لا أقول
أن الأشخاص الآخرين الذين فقدوا هذه النعم و هم الآن على أسرة المرض في داخل
المستشفيات لا يمكنهم أن يؤدوا واجب الشكر. بل من المهم و الأهم لهؤلاء الأشخاص أن
يؤدوا واجباً آخر و هو واجب القناعة و الرضا. و ذلك لأن الله عزوجل إذا أحب عبداً
ابتلاه حتى يسمع أنين دعائه كل يوم بعد منتصف الليل و هو يرفع يديه راجياً و
خاشعاً و خاضعاً لمن أوجده في هذه الحياة البسيطة.
جل ما أريده
في هذه المقالة البسيطة هو تعداد النعم من حولك قبل أن تعد مصائبك حتى ترى الفرق
الهائل بينك و بين من هم أقل منك درجة. مع أني لا أؤمن بتاتاً بوجود اختلافات بين
طبقات البشر لأننا مخلوقون سواسية بدون اختلاف. لكن الله عزوجل و لحكمة يعلمها ميز
كل إنسان بميزة حتى تجعله مختلفاً عن الآخر. حتى و إن كانت هذه الميزة هي نقص في
جسده أو في حياته لكن تظل أنها ميزة فيه و عليه أن يستغلها لصالحه أجمل استغلال
بدلاً من التذمر و التضجر من حياته كل يوم
تمنياتي
للجميع أن يعيش حياة مليئة بالسلام و السعادة و الرضا و القناعة بكل شيء جميل من
حوله و ألا يكدر صفو حياته أي شيء يرغبه في هذه الحياة و لا يستطيع الحصول أو
الوصول إليه.
محبكم
#أحمد_حسين_فلمبان
{ كاتب & محاسب }
#إبتسامة_قلم
No comments:
Post a Comment